"الأخبار" تواصل فتح ملف الأسواق العشوائية في مصر وترصد 20 سوقا عشوائيا في العاصمة الثانية " الاسكندرية " تمثل بقعا سوداء في ثوب عروس البحر المتوسط وتشوه الوجه الحضاري للمدينة التي تحتفل باختيارها عاصمة للسياحة العربية العام الحالي .. تشير الأرقام والاحصائيات إلي وجود أكثر من 20 سوقا شعبيا وعشوائيا تخترق أحياء الاسكندرية السبعة حيث يضم حي المنتزه العديد من الاسواق العشوائية منها المعهد الديني والمندرة والحرمين وشارع القاهرة والمعمورة وغيرها من الاسواق .. وحي شرق يضم سوق الزنانيري وسوق باكوس وسوق احمد ابو سليمان وميدان الساعة وشارع الجلاء وشارع مصطفي كامل وغيرها .. أما حي وسط فيضم اسواقا كبيرة منها محطة مصر وباب عمر باشا وشارع عمر بن الخطاب والحميات والحضرة شيديا وشارع سعد زغلول وشارع صفية زغلول وشارع النبي دانيال والمنشية وجميعها تعوق حركة المرور والمشاة .. بينما حي الجمرك توجد به عدة اسواق كبيرة منها سوق الميدان وسوق الحقانية .. وتوجد بحي غرب اكبر الاسواق العشوائية كالمتراس وشارع الامان وشارع القفال ومنطقة الساعة بكرموز وأخيرا تبقي منطقة العامرية التي يوجد بها سوق كبير عند مدخلها .. أسواق بديلة وعن طبيعة هذه الأسواق كشف تقرير صادر عن لجنة المرافق العامة بالمجلس المحلي بالاسكندرية عن وجود العديد من الأسواق العشوائية التي تمثل خطورة كبيرة منها حي العامرية أكبر أحياء الاسكندرية حيث لا يوجد به أي سوق رسمي واحد رغم أنه يضم حوالي 50 قرية وإنما جميع الأسواق الموجودة به حاليا هي أسواق عشوائية كما أنه لا يوجد بالعامرية مكان مناسب لاقامة سوق رسمي .. وأشار التقرير الي أن الباعة الجائلين في سوق زنانيري بحي شرق يدخلون داخل العقارات لبيع بضاعتهم هربا من حملات شرطة المرافق وعليه طلبت اللجنة ضرورة وجود نقاط لشرطة المرافق ثابتة في معظم الأسواق .. وجاء بالتقرير أن منطقة خورشيد يوجد بها سوق عشوائي واحد وجار البحث عن مساحة أرض خالية لنقله اليها .. وأوصي التقرير بايجاد نقاط ثابتة لشرطة المرافق في الأسواق الرئيسية بالمحافظة منها محطة مصر وباكوس وميدان الساعة والعامرية والمنشية والهانوفيل وغيرها وتكليف الغرفة التجارية بالاسكندرية بتنفيذ مقترحاتها السابقة بشأن انشاء الأسواق النموذجية داخل المحافظة لتحل محل الأسواق العشوائية .. كما أوصت رؤساء الاحياء بالبحث عن أراضي الفضاء الموجودة داخل نطاق كل حي وحصرها لتخصيصها كأسواق بديلة وكذلك توجيه شرطة كهرباء الاسكندرية بضرورة المتابعة المستمرة علي الأسواق العشوائية ومنع شاغليها من سرقة التيار الكهربائي والقيام بتحرير محاضر لهم لمنع حدوث أي كوارث تسبب خسائر فادحة. زنقة الستات ولا تستثني منطقة "زنقة الستات" من ضمن الأسواق العشوائية المهددة بحدوث حرائق في أي وقت وإن اختلفت أسباب تكونها عن الأسواق العشوائية الأخري حيث أقامها التجار المغاربة في أوائل القرن الماضي الا أنها تمثل خطورة كبيرة فهي عبارة عن حارات ضيقة ومحال متلاصقة ومزدحمة .. ففي زنقة الستات بالمنشية رصدت "الأخبار" الصورة عن قرب حيث يعد سوق زنقة الستات الشهير بالاسكندرية من أخطر أسواق الاسكندرية لاستحالة دخول سيارة اطفاء الي داخل حارتها الضيقة في حالة حدوث أي حريق كما أنه يقع وسط صفين من العقارات فالسوق مثل المتاهة لا تعرف بدايته من نهايته. مزار سياحي وكلما ظهرت اقتراحات لعدد من المستثمرين بالاسكندرية لانشاء مولات تجارية تحل محل الزنقة يأتي رفض التجار قبل البدء في تفعيلها حيث لاقي هذا المشروع اعتراضات شعبية وسياسية .. ومن داخل سوق "زنقة الستات " يؤكد الحاج محمود عامر تاجر أنه يملك محلاً لبيع مستلزمات الستائر كل أصحاب محلات السوق مصريون ولن نتركها لأي مستثمر لتدمير ملامحها التاريخية التي اعتدنا عليها مهما كانت الخطورة.. ويقول مصطفي ابراهيم تاجر أنه إشتغل في السوق منذ أكثر من 20 عاما والتحدث عن نقل أو تغيير ملامح أو شكل السوق أمر غير مقبول النقاش فيه من الأساس مهما كانت خطورة الموقع فقد ولدنا فيه ومستعدين للموت بداخله .. ويعلق عادل فتح الله رئيس المجلس المحلي لحي الجمرك سابقا أن زنقة الستات تعد أقدم سوق تجاري في افريقيا حيث تعتبر مزارا سياحيا أساسيا للاسكندرية وملمحا من ملامح المدينة التاريخية التي يصعب تغيرها أو العبث بملامحها .. ورغم ذلك أكد فتح الله أن احتمال نشوب أي حريق في الزنقة سوف يؤدي الي تدميرها خاصة مع صعوبة مرور أي سيارة مهما كان حجمها داخل جوانبها الضيقة في الوقت الذي لا يوجد بها أي حنفيات للحريق أو أي وسائل للدفاع المدني .. جدير بالذكر أن اللواء عادل لبيب محافظ الاسكندرية كان قد قام بعد الحريق الهائل الذي شب العام الماضي في سوق المنشية وأسفر عن تحطم 210 أكشاك بالكامل وتدمير 14 سيارة بالمنطقة وقدرت الخسائر ب7 ملايين جنيه بازالة سوق الساعة الشهر ونقل سوق المعهد الديني بالعصافرة الي سوق اخر جديد بشارع الثلاثيني انشيء خصيصا لهم وكذلك انشاء مول تجاري للباعة الجائلين الذين كانوا يمثلون بؤرا عشوائية بمحطة الرمل .. ومن جانبه أعلن أحمد الوكيل رئيس الغرفة التجارية بالاسكندرية عن تكوين لجنة عليا لتحديث التجارة الداخلية والأسواق العشوائية مشكلة من أعضاء الغرفة التجارية وأساتذة كلية التجارة جامعة الاسكندرية التي وضعت مقترحات لتطوير سوق راتب بدلا من نقله بالتعاون مع مسئولي حي وسط حيث تم اخلاء الباعة الجائلين منه وتحديد ساعات محددة لدخول وخروج سيارات البضائع من وإلي السوق وتحديث المحلات أيضا من خلال تنمية القدرات البشرية بتدريب التجار داخل أكاديمية التجار التابعة للغرفة التجارية بالاسكندرية علي أساليب التخزين الحديثة التي لا تتسبب في الحرائق ..وأضاف الوكيل أنه يجري حاليا عمل دراسة لتطوير سوق زنانيري أيضا .