» الرفق بالطيور والحيوان«.. مايزال يلقي صدي لدي بعض القراء. لقد حرصت علي نشر رسالة »نانوش« التي تنبهنا سطورها إلي شدة حرارة الصيف الحالي، مما تسبب في موت العديد من الطيور عطشاً، وناشدتنا ترك طاسة بها ماء في شرفة المنزل أو في أي مكان يمكن أن تتجمع الطيور فوقه لأني وجدت في هذه الرسالة ما يعيد إلينا أحاسيس ومشاعر قد نظنها اختفت من قلوبنا وعقولنا منذ زمن بعيد، وحلت مكانها أحاسيس ومشاعر تناقضها وتظهرنا في صورة لا تسعد أحداً. بعد نشر الرسالة الأولي.. وصلتني ردود عليها من أناس وجدوا في دعوة ونصيحة »نانوش« ما يشجعهم علي الأخذ بها والدعوة لها.. وقمت بنشر بعضها، متصوراً أن الموضوع قد أخذ حقه كاملاً، وكافياً في النشر والإعلام.. لكن هناك من كان رأيه مختلفاً. فقد توالت الردود علي موضوع الرفق بالطيور والحيوانات، اخترت رسالتين منها لنشرهما اليوم. الرسالة الأولي من السيد/ عبدالعاطي سالم، من السعودية، جاء فيها: .. إبراهيم سعده [تحية من جوار البيت الحرام إلي أهل المحبة والسلام تابعت بشغف مغمور، وقلب مسرور، ما كتبتموه عن الحيوان والطيور، وإنسانية الإنسان الراقدة في القبور، و رحمته المدفونة في الصدور. لهذا أسأل الله أن يكتب لكم حج مبرور، مصحوب بذنب مغفور، وجعلكم علي الأرائك تنظرون، فذكروهم بأن الله أدخل عبداً الجنة لسقايته حيوان، وكتب لإمرأة أن تكون من أهل النار لضربها هرة. نحن نعيش في عالم أسموه بالمادي، طامعون في الدنيا وعن الآخرة لاهون. أناشدكم في الكتابة تستمرون، وذكّر فإن الذكري تنفع المؤمنين. سلام الله عليكم و رحمته وبركاته. عبدالعاطي سالم مستشار مالي جدة المملكة العربية السعودية و الرسالة الثانية وصلتني من السيدة/ نيفين البيومي، تقول سطورها: 00 إبراهيم سعده [اهتزت مشاعري عندما قرأت عمودكم اليومي: »إنسانيتنا المفتري عليها«، فقمت علي الفور ووضعت علي سور الشرفة وعاء للماء وآخر للأرز فهكذا تفعل والدة زوجي منذ زمن طويل وتتميز شرفة منزلها بوجود العصافير طوال النهار. وقد أسعدتني رسالة السيد/ ضياء الجلاد التي نشرتها له، وشرحت لها صدري وقمت علي الفور وأنا فرحة لأفعل مثل ما فعلته ابنته. لك تحياتي وتقديري لما تطرحونه علينا من قضايا وموضوعات بقدر ما تفرحنا فهي أيضاً تبكينا]. نيفين البيومي ليسانس آداب لغة فرنسية زوجة وأم مصرية ولم أدهش من وصول رسائل أخري يسخر أصحابها فيها من الدعوة نفسها، ومن التي طرحتها لأول مرة، ومن الذي اهتم بها ونشرها وتلقي ردوداً بتأييدها! هناك من لم يكتف بالسخرية، وإنما اتهمنا بأننا نعيش في أبراج عاجية، وأننا لا نري ما يجري ويدور: أمامنا، وتحتنا، وحولنا! أما لماذا نفعل ذلك؟! فلأننا دعونا إلي الرفق بالطيور، وتقديم الماء والطعام لها ولباقي الكائنات، في حين أسقطنا من حسابنا »بشر« من أبناء وبنات آدم وحواء لا يجد كثيرون منهم مياها نظيفة يشربونها، كما يمنعهم غلاء أو غول الأسعار من شراء ما يحتاجونه من الطعام! ويعلق قاريء السيد/ أحمد عبدالعظيم راشد علي »الترف« الذي نتعامل به، ونتحدث تحت تأثيره فيتساءل: [ أليس الرفق بالإنسان أعظم وأرقي مخلوقات الله سبحانه وتعالي أجدي من دعوتكم المريبة بالرفق بالطيور والحيوانات؟! أم لعلكم تتصوّرون أنفسكم بشراً غير البشر، من »الطينة« التي أكدت صحيفة »الأهرام« منذ أيام أنها تصرف عدة مليارات من الجنيهات علي رعاية قططهم وكلابهم: أكلاً، وشرباً، وعلاجاً، و تزييناً؟!]. أما القاري: » يسري إبراهيم عيد« فكرر نفس الرأي بكلمات مختلفة ثم اختتم رسالته بنصيحة يوجهها لمن يترفقون بالطيور والحيوان، يقول فيها: [ إنزلوا من أبراجكم العالية، واختلطوا بعامة الناس.. فربما تنتقل إليكم عدوي لسعة الجوع، وقسوة الحرمان من قطرة ماء غير ملوث!].