الإنسان تضايقه اشياء كثيرة في مشوار حياته اكثر من ان تعد او تحصي ..الإنسان يضايقه الزحام.. وتضايقه الضوضاء..ضوضاء كلاكسات السيارات عندنا بخاصة، والتي لانظير لها ولا شبيه في العالم المتحضر وحتي في العالم المتخلف.. ومن ذلك سارينات سيارات الاسعاف والتي لا معني لها في بلادنا، فلا أحد يعيرها اهتماما في زحام المرور.. ولا حتي افراد المرور.. وسائقو هذه السيارات- علي كثرتها وتنوع تبعيتها- مولعون بما لديهم من سارينات، وقد لا يكون معهم حالة تستدعي سرعة الوصول إلي المستشفيات التابعين لها.. هم مولعون باستخدامها- عمال علي بطال- حتي في ساعات الليل المتأخرة، حينما لايكون هناك مزاحم من امامهم ولا من خلفهم!! ناهيك عن ميكروفونات المساجد التي لاتذيع الاذان فقط، كما هو مطلوب، وإنما تذيع الصلاة بأكملها علي سكان الحي، حتي في صلاة الفجر، وقد لاتكون هناك ضرورة لاستخدام الميكروفون من اصله! وميكروفونات الافراح التي تستمر حتي يقترب الصباح .. وهي افراح بالنسبة لاصحابها واحزان بالنسبة لغيرهم »!« الذين يودون لو يتاح لهم شيء من الهدوء ليناموا، ليقوموا لأعمالهم في الصباح! وميكروفونات المآتم والتي توزع علي القاصي والداني اصوات المقرئين بأعلي طاقة للميكروفونات،وهي من شدة وطأتها تشبه طلقات المدافع، والتي تكاد تصيب المعزين داخل سرادقات العزاء بالطرش .. هذا التلوث السمعي الرهيب، ويصيب الناس بالعصيبة والتوتر ولاحول ولا قوة الا بالله. والانسان تضايقه سخافات الناس وافعالهم التي لامبرر لها.. كأن يقوم جارك بأعمال صيانة في شقته.. واعمال الصيانة عندنا لاتعني الا هدم الحوائط »!« ويتم ذلك اما في وقت القيلولة، او حتي ساعة متأخرة من الليل، فيحول بينك وبين الرقاد، بلا ادني احساس بالمسئولية، ولا مراعاة لمشاعر السكان في العمارة.. كما يضايق الانسان رفع صوت الراديو او التليفزيون او المسجل بواسطة الجيران فلا تستطيع ان تفعل شيئا من شدة الازعاج.. لا أنت تستطيع ان تشاهد التليفزيون في شقتك..ولا أن تقرأ، ولا أن تتحدث مع اهلك، ولا ان تستمتع بالهدوء .. وان حاولت ان تلفت نظرهم، قابلوك بوابل من العبارات المستفزة.. فهم احرار فيما يفعلون.. هذه وأمثالها سلوكيات متخلفة، لا اثر فيها لشيء من التحضر الذي يراعي فيه الناس بعضهم البعض، ففي سلوكيات التخلف لا يفكر الانسان في الآخر في اي اتجاه.. الناس تفعل ما يروق لها.. وليذهب الآخرون إلي الجحيم. والناس تضايقها بل وتخنقها عوادم السيارات »منها سيارات خاصة بالغة القدم، وموتوسيكلات منتهية الصلاحية، وميكروباسات مصنعة يدويا! وأتوبيسات ولواري« تلك المركبات تنفث سموما سوداء، تنفذ لجهاز التنفس فتفسده وتعطبه. مهما كان من أمرة، فلا ينبغي - كما يفعل البعض- ان نفرغ ضيقنا في أهلنا، بأن نلقاهم بتكشيرة أو برفع الصوت او باللوم علي شيء فعلوه او شيء لم يفعلوه.. اي »نطلع همنا فيهم« فهم لاذنب لهم في شيء.. وهم يعانون مثلما نعاني، ولديهم ربما من اسباب الضيق، مما لم نذكره- مايكفيهم.. فلا يجب ان نحملهم فوق طاقتهم او فوق احتمالهم.. لان ذلك يجعل جو الاسرة ملبدا ومشحونا بالتوتر، وقد يؤدي إلي مشاكل عائلية، وهو ما ينبغي توقيه، ولنستعن بالصبر والصلاة كما أوصانا ربنا» يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين« »البقرة 351«..