مع اقتراب نهاية فصل الصيف واقتراب موعد تطبيق التوقيت الشتوي في مصر، يعتقد الكثيرون أن تأخير الساعة يمنحهم ساعة نوم إضافية في الليل، ويجعل الصباح أكثر هدوءًا، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية (BBC). و هذا التغيير البسيط في الوقت، يخفي وراءه آثارًا بيولوجية ونفسية تمتد لأسابيع، حيث تُظهر الأبحاث أن مجرد ساعة واحدة يمكنها أن تُحدث اضطرابًا ملحوظًا في توازن الجسم والعقل. ◄ دراسات تكشف الوجه الخفي للتوقيت الشتوي وبحسب دراسات دنماركية، فإن فكرة أن تأخير الساعة في الخريف يفيد الإنسان ليست دقيقة تمامًا، كما أن معدلات الاكتئاب ترتفع بنسبة 11% خلال الأسابيع التي تلت تأخير الساعة. ورغم أن الساعة الإضافية يفترض أن تمنح الناس وقتًا أطول للنوم، إلا أن الأبحاث أثبتت أنهم لا يستفيدون منها بالكامل، إذ يزداد متوسط نومهم بنحو نصف ساعة فقط، قبل أن تعود أنماط السهر لتسلب هذا المكسب المؤقت. ◄ اقرأ أيضًا | رسميًا| «خلال أيام».. موعد تطبيق التوقيت الشتوي ◄ كيف تتأثر الساعة البيولوجية بالتغيير الزمني؟ تعمل الساعة البيولوجية في أجسامنا بتناغم دقيق مع الضوء والظلام الطبيعيين. فعند بزوغ أول ضوء صباحي، يتوقف الدماغ عن إنتاج هرمون الميلاتونين المسبب للنعاس، ويبدأ بإفراز الكورتيزول الذي يمنحنا النشاط والطاقة. لكن عندما تتغير عقارب الساعة فجأة، يختل هذا التوازن الطبيعي، مما يربك الجسم ويؤثر على جودة النوم والانتباه خلال النهار. ◄ نتائج نفسية وجسدية تمتد لما بعد التغيير ويشير الخبراء إلى أن ضوء المساء في الربيع يؤخر إفراز الميلاتونين، فيجعل النوم أصعب، بينما يؤدي ظلام الصباح في الشتاء إلى استيقاظ الناس قبل استعداد أجسامهم الكامل، ما يسبب تعبًا مزمنًا وتشوشًا في دورة النوم. كما لا يقتصر الاضطراب على الجانب الصحي فقط، بل يمتد إلى الطرق العامة. ففي الولاياتالمتحدة، تُظهر الإحصاءات أن الحوادث المرورية المميتة ترتفع بنسبة 6٪ بعد تطبيق التوقيت الصيفي. ◄ خسائر اقتصادية وتراجع في الإنتاجية وأظهرت دراسة أجراها الباحث جوان كوستا-إي-فونت في كلية لندن للاقتصاد أن تقديم الساعة في الربيع يقلل من رضا الناس عن حياتهم بنسبة تتجاوز 1%، ويرفع مستويات التوتر، كما يكلف الاقتصاد نحو 750 يورو للفرد سنويًا نتيجة انخفاض الإنتاجية. ورغم أن تأخير الساعة في الخريف قد يحمل بعض الفوائد المؤقتة، فإن المحصلة النهائية تشير إلى أن التغيرات الزمنية الموسمية تُحدث اضطرابًا في التوازن النفسي والجسدي أكثر مما تفيد.