مع بداية التوقيت الشتوي في عام 2024، يجد الكثير من الأشخاص أنفسهم أمام تحديات جديدة تتعلق بالتكيف مع تغيير الساعة وتأثيراته على الصحة النفسية والجسدية، يعتمد التوقيت الشتوي على تأخير الساعة بمقدار ساعة واحدة، وهو تغيير يتسبب في زيادة فترة الظلام المسائي وتقليص ساعات النهار، وعلى الرغم من أن هذا التغيير قد يبدو بسيطًا، إلا أنه يؤثر على الصحة النفسية والجسدية للعديد من الأشخاص. في هذا السياق، سنناقش كيف يمكن أن يؤثر التوقيت الشتوي على الصحة النفسية والجسدية، مع تقديم نصائح للتكيف مع هذه التغيرات: 1. تأثير التوقيت الشتوي على الساعة البيولوجية تعتمد الساعة البيولوجية للجسم على التفاعل مع الضوء الطبيعي لتحديد أوقات النوم والاستيقاظ. وعندما يتم تغيير الساعة في التوقيت الشتوي، تتأثر هذه الساعة البيولوجية، مما يؤدي إلى اضطراب في النوم والإيقاع اليومي. هذا الاضطراب يمكن أن يزيد من مستويات التوتر والقلق، وقد يؤدي إلى اضطرابات نوم مثل الأرق. اقرأ ايضا|بمناسبة التوقيت الشتوي.. كيف تهيئ الساعة البيولوجية وتنظم وقتك؟ تؤكد مؤسسة National Sleep Foundation أن التأخير في التوقيت الشتوي يؤثر على إفراز هرمون الميلاتونين، المسؤول عن تنظيم النوم، حين يقل تعرض الجسم للضوء الطبيعي بسبب قصر النهار، يتأخر إفراز هذا الهرمون، مما يجعل النوم أكثر صعوبة والاستيقاظ أصعب في الصباح. 2. الصحة النفسية وتأثير قصر النهار يشعر العديد من الأشخاص بزيادة في مستويات التوتر والقلق خلال فصل الشتاء، يعزو الأطباء ذلك إلى انخفاض مدة التعرض للضوء الطبيعي، وهو عامل يؤثر على الصحة النفسية، إذ يزيد قصر النهار من احتمالية الإصابة بالاضطراب العاطفي الموسمي (SAD)، وهو نوع من الاكتئاب يرتبط بفصل الشتاء ويتميز بأعراض مثل الشعور بالكآبة، وفقدان الطاقة، وزيادة الرغبة في النوم. وفقًا لخبراء في American Psychological Association، فإن الضوء الطبيعي يلعب دورًا كبيرًا في تحسين المزاج وتخفيف القلق والاكتئاب، لذا، فإن تقليل ساعات النهار بفعل التوقيت الشتوي قد يفاقم من مشاعر الكآبة ويزيد من الحاجة للتعرض للضوء خلال النهار. 3. تأثير التوقيت الشتوي على الصحة الجسدية لا تقتصر تأثيرات التوقيت الشتوي على الصحة النفسية فقط، بل تمتد أيضًا لتشمل الصحة الجسدية. فالتغيير في نمط النوم قد يؤدي إلى تغيرات في مستويات الهرمونات المسؤولة عن النشاط والطاقة، يشعر البعض بالتعب والإرهاق بسبب اضطراب النوم الناجم عن تغيير الساعة، قد يؤدي هذا إلى انخفاض مستويات التركيز والإنتاجية، وزيادة احتمالية التعرض للحوادث بسبب قلة الانتباه. كما أن التوقيت الشتوي يمكن أن يزيد من احتمالية زيادة الوزن، حيث أشارت بعض الدراسات إلى أن الأشخاص يميلون إلى تناول المزيد من الأطعمة الدسمة في فترات الشتاء لتعويض نقص الطاقة والشعور بالدفء، وأفادت دراسات من Journal of Clinical Sleep Medicine أن التوقيت الشتوي قد يؤدي إلى تقلبات في النظام الغذائي، مما يؤثر على الصحة العامة. 4. نصائح للتكيف مع التوقيت الشتوي التعرض للضوء الطبيعي: ينصح الأطباء بزيادة التعرض لأشعة الشمس في ساعات النهار لتعزيز إفراز الهرمونات التي تنظم النوم والمزاج، إذا لم يكن ذلك ممكنًا، يمكن استخدام مصابيح العلاج بالضوء كبديل. تنظيم أوقات النوم والاستيقاظ: حاول الذهاب إلى النوم والاستيقاظ في أوقات ثابتة حتى يتكيف الجسم مع التوقيت الشتوي، يُنصح بتقديم موعد النوم بمدة بسيطة قبل موعد التوقيت الجديد. ممارسة الرياضة بانتظام: تساعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام في تقليل مستويات التوتر وتحسين جودة النوم، يفضل القيام بالتمارين في ساعات الصباح للحصول على الطاقة اللازمة. اتباع نظام غذائي صحي: تجنب الأطعمة الدسمة والمشبعة بالسكريات، واحرص على تناول وجبات غنية بالفيتامينات والمعادن التي تساعد على تعزيز الطاقة وتحسين المزاج. التخطيط لأوقات الراحة والاسترخاء: تخصيص وقت للاسترخاء قبل النوم يساعد في تقليل مستويات القلق ويساهم في الحصول على نوم هادئ.