. مسلم أنا وموحد بالله اسمى مسلم وفى شهادة ميلادى مسلم وأعيش حياتى مسلمًا قدر إمكانى! وأنا أصلى معظم فروض الصلاة فى بيتى وأصلى فى المسجد صلاة الجمعة وصلاتى العيدين الفطر والأضحى. طوال حياتى وعندما كانت تضيق أحوالى وتزيد مشاكلى وأحزانى ألجأ إلى مسجد السيدة زينب أو جامع السيدة نفيسة احتمى فى بيت الله من اليأس والضيق وظروف الحياة الصعبة وعجزى كإنسان عن حلها ومواجهتها. عندما اشتعلت قبل سنوات أزمة الرسوم المسيئة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم سافرت إلى كوبنهاجن بإحساس أننى كمسلم لم أفعل شيئا إلى حبيبى رسول الله وعدت بتحقيقات صحفية صادقة. وكتاب «قضية النبى». الذى دافعت فيه عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. ولم يهتز إيمانى وإسلامى طوال هذه السنوات رغم كل الأخطاء والخطايا التى ارتكبتها فى حياتى وندمت عليها جميعا لم أبتعد هكذا أظن قيد أنملة عن الله ورسول الله والقرآن الكريم! لكن أحاسيسى هذه تغيرت فى هذه المرحلة من عمرى وبدأت أشك فى إسلامى وقناعاتى ودينى.. عندما وجدت نفسى محاصرا بمن يزعمون أنهم أكثر إسلاما منى ومن غيرى. لمجرد أنهم أطالوا اللحية. واحترفوا استغلال الدين من أجل السياسة أو المصالح الشخصية! وعشت فى دوامة حيرة مثل كثيرين غيرى وأنا أسمع كل يوم فتوى جديدة لا أظن أن لها علاقة بالإسلام الحقيقي. من أول إرضاع الكبير إلى جماع الوداع بالزوجة المتوفية لكن خلال 6 ساعات فقط من وفاتها! أصبحت اليوم لا أستطيع الصلاة بتركيز أو خشوع فى بيتى. وميكروفونات الزوايا الصغيرة تصرخ بأعلى صوت ساعة الأذان. وتتداخل أصوات الميكروفونات الزاعقة مع بعضها البعض فى نفس الوقت. فلا تفهم منها كلمة واحدة! أما هؤلاء الذين فى الميكروفونات فأصوات أغلبهم قبيحة أو منفرة. يمكن أن يتأثر بها أحد فلا يذهب إلى الصلاة معهم! والمصيبة أنه لا يوجد أحد يجرؤ على مواجهة هؤلاء وإفهامهم أن ما يفعلونه ليس من الإسلام فى شيء. إن لم يكن إساءة للإسلام كان النبى عليه الصلاة والسلام يحب أن يرفع سيدنا بلال بصوته الحلو الرخيم أذان الصلاة. ولا أحد يقول لهؤلاء إن القرآن الكريم يطلب من المسلم عدم الجهر بالصلاة. أما المصيبة الأدهى أن كثيرين من أصحاب تلك الميكروفونات الصارخة لا يكتفون بأذان الصلاة فقط بل بدأوا يذيعون شعائر الصلاة كاملة عبر الميكروفون. وبأعلى صوت! وأنا الآن فى حيرة شديدة، هل أنا مخطئ فى رأيى هذا وإحساسى بالضيق؟! هل هؤلاء على حق، وهم أكثر إسلاما منى؟! وهل أنا لم أكن مسلمًا طوال سنوات حياتى السابقة؟! وهل هذا هو الإسلام الحقيقى؟! أو هو يا ترى.. دين آخر جديد؟! ....... والله «طلعتوا دينى»!