يبدو ان المستوطنين اليهود في الضفة الغربية عازمين على بذل كل ما بوسعهم لمنع قيام دولة فلسطينية ايا كان رد الاممالمتحدة على طلب الفلسطينيين الاعتراف بدولتهم في ايلول/سبتمبر الحالي. ودليل على تفاقم حدة التوتر اعتدى المستوطنون الاسبوع الماضي على ثلاثة مساجد وعلى جامعة في الضفة الغربية وكتبوا عبارات مسيئة على الجدران. وكتبت صحيفة هارتس في اواخر اب/اغسطس الماضي ان الجيش الاسرائيلي بدا يدرب المستوطنين في الضفة الغربية على مواجهة تظاهرات عنيفة محتملة وخصوصا اطلاق الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت. ويرى شاؤول غولدشتاين رئيس مجلس غوش عتصيون الاقليمي وهي مجموعة مستوطنات تقع جنوبالقدس ان "الجيش هو المسؤول عن القضايا الامنية الا ان التزام اليقظة لمعرفة كيفية الدفاع عن انفسنا في حال لزم الامر". ويبدو ان غولدشتاين الذي يعارض قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وعضو اللجنة المركزية لحزب الليكود اليميني الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامني نتانياهو مقتنع بان لا شيء سيتغير على ارض الواقع. ويقول "علينا ان نؤكد حقنا في هذه الارض والكف عن التفكير في اقامة دولة من اجل ان نركز على وسائل العيش في حسن جوار مع الفلسطينيين". ويرى زئيف الكين العضو في الليكود الذي يقيم ايضا في غوش عتصيون ان المستوطنين "يجب ان يضغطوا على السلطات الاسرائيلية من اجل توجيه رسالة الى الفلسطينيين بان لديهم الكثير الذي سيخسرونه بطلب الانضمام للامم المتحدة". واضاف "يجب ان تفهم السلطة الفلسطينية انه يوجد ثمن سيدفعونه لهذا الطلب الذي ينهي الاتفاقات الموقعة في الماضي". واتاح عقد منتدى في الكنيست الاسرائيلي بمبادرة من النائب مايكل بن اري (الاتحاد الوطني، يمين متطرف) بعنوان "تحويل التهديد (الفلسطيني) الى فرصة لتغيير قوانين اللعبة" في الضفة الغربية للجناح الاكثر تشددا لدى المستوطنين اسماع صوته. واوضح بن اري في وثيقة وزعت على المشاركين في المنتدى ان "الوقت حان لنعلن اننا هنا والى الابد! علينا ان نخرج من بيوتنا، بنسائنا واطفالنا وشيوخنا للرد على الارض على المسيرات التي يريد العرب تنظيمها". وحضر الحاخام المتطرف دوف ليئور من مستوطنة كريات اربع المتطرفة في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية ليبارك المشاركين لينقلوا رسالة الى العالم مفادها "لن يكون هناك ابدا كيان وطني اخر على هذه الارض غير الشعب اليهودي". ومن المقترحات التي طرحت في هذا المنتدى المتطرف ضم الضفة الغربية وتظاهرات شعبية واسعة بالاضافة الى اضراب الموظفيين البلديين مع تدريبات مكثفة على الدفاع عن النفس وزيادة الاجراءات الامنية ومنع العمال الفلسطينيين من العمل في المستوطنات. ويؤكد يوناثان يوسف المتحدث باسم المستوطنين اليهود في حي الشيخ جراح في القدسالشرقيةالمحتلة "نحن لسنا مسيحيين وسنرد الضربة باخرى". واثار نوعام ارنون احد مسؤولي المستوطنين اليهود في الخليل مفاجاة بدعوته الى "الانضمام الى المواطنين الفلسطينيين في يهودا والسامرة (الاسم اليهودي للضفة الغربية) الذين يعارضون الطلب الفلسطيني في ايلول/سبتمبر" مشيرا الى بيان احد وجهاء مدينة الخليل ويدعى فريد الجعبري (ابو خضر) يقول فيه انه "لا توجد اي فرصة لقيام دولة فلسطينية هنا". وان كانت الغالبية العظمى من المستوطنين تعارض التحدث عن دولة فلسطينية في الضفة الغربية فان حركة "ارض السلام" اليهودية السلمية التي تضم مستوطنين وفلسطينيين ترى ان المعركة الدبلوماسية في الاممالمتحدة يمكن ان تحقق السلام. وقال الحاخام مناحيم فورمان مؤسس الحركة في رام الله عقب اجتماع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان "اعتراف المجتمع الدولي بدولة فلسطينية هو شيء جيد لدولة اسرائيل وللسلام في المنطقة وفي العالم".