في تصعيد دراماتيكي للأزمة السياسية في هولندا، ووفقًا لتقرير نشرته شبكة «داتش نيوز»، فقد أعلن وزير الخارجية المؤقت كاسبر فيلدكامب استقالته وتبعه في ذلك جميع وزراء حزبه «العقد الاجتماعي الجديد» NSC، مما فجّر خلافاً عميقاً داخل الائتلاف الحاكم بشأن سياسته تجاه إسرائيل. صرح فيلدكامب، أن محاولاته المستمرة لفرض المزيد من الإجراءات والعقوبات ضد إسرائيل قوبلت بالرفض والعرقلة من قبل الحزبين الآخرين المتبقيين في الحكومة. ► اقرأ أيضًا| وزير الخارجية الهولندي: موقفنا دائم وواضح وهو أن قطاع غزة للفلسطينيين من جانبه، أعلن رئيس الوزراء ديك شوف أنه سيسعى للحصول على المشورة قبل اتخاذ قرار بشأن كيفية المضي قدماً بحكومة منقوصة لا تملك أحزابها المتبقية سوى 31 مقعداً فقط من أصل 150 في البرلمان. رئيس الوزراء الهولندي في مهب «الريح» اضطر رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف إلى إلغاء زيارة مقررة إلى أوكرانيا الأسبوع المقبل للتعامل مع الأزمة الداخلية المتفاقمة وتحديد كيفية ملء المناصب الوزارية الشاغرة. وقال شوف في تصريح له: «علينا أن نحترم هذه القرارات، لكننا نأسف لها بشدة، خاصة في ضوء المسؤولية التي تتحملها هذه الحكومة في فترة تصريف الأعمال»، وأضاف أن الوزراء لم يتمكنوا من التوصل إلى اتفاق حول كيفية الرد على الوضع في غزة على الرغم من الجهود المكثفة. ► اقرأ أيضًا| الخارجية الهولندية تدعو إلى احترام وقف إطلاق النار في غزة وحماية المدنيين وتابع قائلاً: «كلنا نرى المعاناة الهائلة وكلنا نريد أن يتحسن الوضع الإنساني ومع ذلك، لم تؤد وجهة النظر هذه إلى قرار جماعي من قبل الأطراف الثلاثة». جذور الخلاف.. «غزة.. والمستوطنات» يأتي انسحاب فريق حزب «العقد الاجتماعي الجديد» بالكامل ليترك فقط حزب «الشعب من أجل الحرية والديمقراطية» VVD ، الليبرالي اليميني وحزب «حركة المزارعين والمواطنين» BBB ، من أصل أربعة أحزاب شكلت الائتلاف اليميني قبل أقل من 14 شهراً. وكان خيرت فيلدرز قد سحب حزبه اليميني المتطرف «من أجل الحرية» PVV ، في بداية يوليو بعد أن طالب بضمانات من الشركاء الآخرين بفرض قواعد هجرة أكثر صرامة.وكان فيلدكامب قد صرح لوسائل الإعلام يوم الخميس بأنه يريد ممارسة ضغط أكبر على إسرائيل في أعقاب غزوها لمدينة غزة ونشر خطط لبناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية. ولكن خلال نقاش برلماني استمر خمس ساعات، اتضح أن حكومة تصريف الأعمال منقسمة وأن فيلدكامب لم ينسق رغباته مع بقية أعضاء مجلس الوزراء. ► اقرأ أيضًا| الخارجية الهولندية: نأسف للعقوبات الأمريكية على المحكمة الجنائية الدولية ولقد رفض حزبا «حركة المزارعين والمواطنين» BBB و«الشعب من أجل الحرية والديمقراطية» VVD ، تجاوز الإجراءات المعمول بها بالفعل واتهما وزراء «العقد الاجتماعي الجديد» NSC بالانسحاب من المحادثات لحل المأزق. «لقد بلغ السيلُ الزُّبَى» بعد وقت قصير من إدلاء فيلدكامب ببيانه، قدم الوزراء الأربعة الآخرون من حزبه استقالاتهم، وهم: وزير الشؤون الاجتماعية إيدي فان هيوم، ووزيرة الداخلية جوديث أوتيرمارك، ووزير التعليم إيبو بروينز، ووزيرة الصحة دانييل يانسن، بالإضافة إلى أربعة من مساعدي الوزراء. حتى الآن، تقتصر الإجراءات الهولندية أحادية الجانب على خطوة رمزية إلى حد كبير تتمثل في فرض حظر دخول على الوزيرين الإسرائيليين اليمينيين المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش. ► اقرأ أيضًا| هولندا تمنع الوزيرين المتطرفين سموتريتش وبن غفير من دخول البلاد وقال فيلدكامب في بيان له: "لقد شعرت بوجود مقاومة داخل مجلس الوزراء ضد اتخاذ المزيد من الإجراءات نتيجة لما يحدث في مدينة غزة والضفة الغربيةالمحتلة في الوقت الحالي". وأضاف أنه شعر بأن الوزراء الآخرين لن يدعموه، قائلاً: «هذا أمر لن يتغير في الأشهر والسنوات القادمة، وإذا كان هامش المناورة لدي محدوداً إلى هذا الحد، فسأعود إلى المنزل وأكتب خطاب استقالتي».