أصيب أكثر من 150 ألف مواطن جزائري بمرض انفصام الشخصية وسط الضغوط الاقتصادية التي خلفتها الأزمة المالية العالمية رغم الحديث عن انحسار الركود وبدء التعافي. وقال الدكتور شاكلى محمد المختص في الأمراض العقلية لصحيفة " الخبر" إن أحدث الدراسات النفسية كشفت أن عدد المصابين بهذا المرض النفسي في تزايد مستمر، وأوضح أن أغلب الجزائريين المصابين بهذا المرض تتراوح أعمارهم ما بين 20 و40 سنة كما أن معدل إصابة الرجال تفوق النسبة في النساء وامتد المرض لكل الفئات الاجتماعية الفقيرة والغنية في الأرياف والمدن. وأضاف شاكلى أنه من أهم الأسباب التي تقف وراء الإصابة بانفصام الشخصية هى العوامل الاجتماعية والاقتصادية بجانب العوامل الوراثية التي تزيد الاستعداد للإصابة. وتتسبب الضغوط الاقتصادية - بحسب الدراسة- في عدم القدرة على التركيز والإنجاز لدى المصاب، وتحاصره الضغوط والأزمات النفسية التي تتضاعف بشكل كبير فيما بعد، وتتحول إلى حالة مرضية. وتحدد أهم الأعراض التي تظهر على المصاب، من خلال تغيرات في الشخصية، التي يمكن للمقربين اكتشافها بكل بساطة. كما يبدي البعض منهم حالة من العنف والنرفزة الزائدة، التي قد تتطور إلى نوبات هلوسة. وظهرت في الجزائر خلال الفترة الاخيرة دراسات نفسية وعقلية عدة أفادت بأن الإحباط المتكرر وعراقيل الإدارة والحياة في المجتمع الجزائري، بالإضافة إلى النسبة المرتفعة من المراهقين والشباب تعد تربة خصبة لتنامي عدد المصابين بالانفصام في الشخصية. وتأثرت الجزائر كغيرها من الدول بازمة الائتمان التي انطلقت من وول ستريت واصابت اقتصادات العالم في مقتل، الا ان صندوق النقد الدولي توقع أن تحقق الدولة الافريقية خلال 2009 نموا ايجابيا بنسبة 2.1% ترتفع الى 3.7% في 2010. ورفع التقرير توقعاته للنمو الاقتصادي في دول الشرق الأوسط المرتبطة بحركة أسعار النفط لتصل إلى 4.5% في 2010. وأعلن صندوق النقد الدولي خلال سبتمبر/ ايلول 2009 تعافيا هشا للاقتصاد العالمي من أسوأ فترة ركود منذ الحرب العالمية الثانية، وتوقع أن يشهد الاقتصاد عامة تعافيا متباطئا في عام 2010. ومن المتوقع أن ينكمش الاقتصاد العالمي بنسبة 1.1% في عام 2009 قبل أن ينمو بنسبة 3.1% العام القادم، يأتي هذا بالمقارنة مع توقعات الصندوق الصادرة في يوليو/ تموز 2009 التي أشارت إلى انكماش الاقتصاد العالمي بنسبة 1.4% خلال العام قبل أن ينمو بنسبة 2.5% العام المقبل. واعتبر الصندوق النمو مصطنعا إلى حد ما إذ أن الإنفاق العام عزز الكثير من الاقتصادات في أنحاء العالم خلال عام 2008 بدلا من الإنفاق الخاص، وحذر الصندوق حكومات الدول من البدء في سحب إجراءاتها التحفيزية في وقت مبكر جدا.