حذر الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الجمعة من أن أي شخص يعمل ضد الجمهورية الإسلامية سيقابل "برد قاس".. في إشارة على ما يبدو إلى احتجاجات الشوارع التي اندلعت بعد انتخابات الرئاسة المتنازع عليها في يونيو/ حزيران. على صعيد آخر، تحدت إيران مجدداً القوى الغربية الخميس، مستبعدة إجراء محادثات بشأن برنامجها النووي وقال خامنئي في خطبة الجمعة التي بثها تلفزيون الدولة إن "مقاومة النظام وحمل السلاح ضد النظام سيعقبه رد فعل قاس". لكنه أضاف أن الانتقادات والاختلافات بين المسئولين أمر مقبول. وتسببت الانتخابات وما أعقبها من اضطرابات في أسوأ أزمة داخلية في ايران منذ الثورة الاسلامية عام 1979 وكشفت عن انقسامات عميقة بين النخبة الحاكمة وزادت التوتر مع الغرب. وتقول جماعات حقوقية ان الاف الاشخاص بينهم اصلاحيون بارزون اعتقلوا بعد الانتخابات. وتقول المعارضة ان معظم المعتقلين أطلق سراحهم لكن لا يزال هناك أكثر من 200 في السجن. وعلى صعيد آخر، تحدت إيران مجدداً القوى الغربية الخميس، مستبعدة إجراء محادثات بشأن برنامجها النووي؛ لكنها ما زالت تبدو في وضع يمكنها من الإفلات من التهديد بفرض عقوبات نفطية عليها.. حيث قالت روسيا إنها لن تؤيد مثل هذا الإجراء في الأممالمتحدة. وتشعر الدول الغربية بالاحباط بسبب ما تصفه بأنه "تحد مستمر ورفض صريح" من جانب طهران لتعليق تخصيب اليورانيوم وتفاديها الدخول في محادثات كما طالبتها قرارات مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة منذ عام 2006. وأشار الرئيس الامريكي باراك أوباما أن ايران ستتعرض لعقوبات دولية أكثر قسوة ربما تستهدف قطاعها النفطي الحيوي اذا لم تقبل الدخول في مفاوضات بنية صادقة قبل نهاية سبتمبر/ أيلول. لكن روسيا قالت ان حزمة المقترحات التي قدمتها ايران للقوى الكبرى أمس الاربعاء تضم شيئا يمكن العمل بشأنه واستبعدت فرض عقوبات نفطية على الجمهورية الاسلامية. وتتمتع روسيا بحق النقض "الفيتو" في مجلس الامن التابع للامم المتحدة. وأشارت تصريحات مبعوث طهران الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة ورد فعل الولاياتالمتحدة الى أن المقترحات الايرانية لا تتعرض مباشرة للانشطة النووية الايرانية التي بشتبه الغرب في أنها موجهة لصنع أسلحة نووية. ونقلت محطة تلفزيون العالم الايرانية الناطقة بالعربية عن المبعوث علي أكبر سلطانية قوله ان ايران مستعدة لاجراء محادثات موضوعية وعادلة بشأن مشاكل مختلفة من بينها ضمان وصول كل الدول الى الطاقة النووية ومنع انتشار الاسلحة النووية. لكنه قال ان هذه المحادثات لا تشمل برنامج ايران النووي والانشطة القانونية ذات الصلة به. وقال مسئول ايراني لصحيفة واشنطن بوست الامريكية ان حزمة المقترحات الايرانية تعرض على الولاياتالمتحدةوروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا التعاون في أفغانستان وفي محاربة الارهاب وفي مجال النفط والغاز وكذلك في بناء نظام عالمي للقضاء على الاسلحة النووية. وقالت الولاياتالمتحدة ان المقترحات "لم تستجب حقا لمبعث قلقنا الاكبر وهو البرنامج النووي الايراني كما هو واضح". وقال بي جي كرولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية للصحفيين "كررت ايران في الحزمة امس وجهة نظرها أن ملفها النووي قد اغلق.. فيما يخصها". لكن روسيا كانت أكثر استجابة للمقترحات الايرانية. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف للصحفيين في موسكو "بناء على مراجعة موجزة للاوراق الايرانية فانطباعي ان هناك شيئا يمكن استخدامه". وأضاف "هم شيء هو ان ايران مستعدة لمناقشة شاملة للوضع وللدور الايجابي الذي يمكن ان تقوم به في العراق وافغانستان وفي المنطقة". وتقول ايران وهي خامس اكبر مصدر للنفط في العالم انها لا تريد صنع أسلحة نووية وان برنامجها النووي يهدف الى توليد الكهرباء لمواجهة تزايد الطلب المحلي عليها ولتعظيم صادراتها من النفط والغاز. وتبدو ايران عرضة للعقوبات في مجال النفط حيث تستورد ما يقرب من 40 بالمئة من حاجتها من البنزين لتوفير الوقود الرخيص الذي يعتبره الايرانيون من حقوقهم الطبيعية. لكن لافروف قال ان القوى العالمية اتفقت على الا تستخدم العقوبات الا كوسيلة لحمل ايران على التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مراقبتها لانشطة ايران النووية. وقال "بعض العقوبات التي تجري مناقشتها بما في ذلك النفط ومنتجاته ليست الية لارغام ايران على التعاون بل هي خطوة نحو حصار كامل ولا اعتقد انها ستلقى التأييد في مجلس الامن التابع للامم المتحدة".