الوفد 24/12/2008 في برنامج تليفزيوني اذاعته قناة الجزيرة القطرية مؤخرا.. وقف العماد مصطفي طلاس وزير الدفاع السوري السابق، والذي شهدت بلاده الهزائم العسكرية من اسرائيل ابتداء من نكسة »يونيو« حتي الاكتساح الاسرائيلي لهضبة الجولان في اكتوبر 1973.. وقف يستعرض الهدايا والنياشين التي حصل عليها من رؤساء وملوك دول العالم. وأمسك عصا بيضاء.. وقال لمذيع البرنامج: »هذه العصا من الخائن أنور السادات«.. ثم أضاف: »كان عاوز يقلبني علي الرئيس حافظ الاسد، ولم ينجح!! هذا البرنامج اذيع منذ أيام، ونسي أو تناسي مصطفي طلاس ان الرئيس بشار الاسد يفعل الآن نفس ما فعل الراحل أنور السادات منذ ثلاثين عاما، ونسي أو تناسي ايضا مصطفي طلاس.. ان هناك اتصالات سورية اسرائيلية جرت في الخفاء طوال الثلاثين عاما الماضية، ونسي أو تناسي.. ان تركيا قامت بدور الوساطة بين بلاده واسرائيل، وسافر ايهود باراك رئيس وزراء اسرائيل المستقيل منذ يومين إلي العاصمة التركية لمتابعة الاتصالات والمفاوضات التي تجري بين اسرائيل وسوريا بوساطة تركيا!!. هذه تناساها مصطفي طلاس الذي راح يناضل ضد الاسرائيليين من خلال »السحالي« المنتشرة في حمام السباحة بفندق شيراتون دمشق، ونقل نشاطه إلي فندق الفورسيزون في دمشق بعد وصول دفعة جديدة من المناضلات الجميلات من دول الكتلة الشرقية المنحلة!!. هل بعد هذه التصرفات من أحد قادة النظام السوري السابقين.. ننفعل لخروج مظاهرات علي طريقة الاتحاد الاشتراكي للهتاف ضد الرئيس حسني مبارك امام السفارة المصرية في دمشق؟!. ان هؤلاء الحكام يلهثون الآن امام اعتاب الابواب الاسرائيلية وليس سرا.. ان قادة اسرائيل طلبوا من الولاياتالمتحدةالامريكية خلال المباحثات الاستراتيجية في العام الماضي.. طلبوا منها عدم التدخل في الشأن السوري، وطلبوا ايضا دعم النظام السوري الحالي، واصروا أي الاسرائيليون علي عدم الاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد. واستفسر الامريكان عن السبب، وأجاب الاسرائيليون بكل صراحة معلنين ان الجبهة السورية أهدأ الجبهات المشتركة مع العرب.. وصفوا الجبهة الاردنية بانها مثيرة للمشاكل لهم. واعربوا عن عدم اطمئنانهم للجبهة المصرية التي يجري من خلالها تهريب السلاح والذخيرة للفلسطينيين عبر المعابر أو انفاق تحت الارض. واقتنع الامريكان بوجهة النظر الاسرائيلية، ورفعوا اياديهم عن سوريا، وخففوا من العقوبات التي فرضوها عليها، وفوجئنا بعد ذلك بان هناك مفاوضات سرية بين اسرائيل وسوريا بوساطة تركية!!. وهذا صحيح.. ماذا فعلت سوريا منذ آخر طلقة دوت في هضبة الجولان المحتلة منذ حرب 1973؟! الاوضاع هناك هادئة تماما، وضباط الاتصال السوريون الاسرائيليون زي السمن علي العسل!. اننا لم نسمع طوال خمسة وثلاثين عاما مضت عن حدوث اشتباكات علي الجبهة الاسرائيلية، ولم نسمع عن وحود انفاق تحت الارض لتهريب السلاح والذخيرة إلي المقاومة الفلسطينية، ولم نقرأ عن ضبط سفينة سورية تحمل اسلحة وذخائر إلي الاشاوس والمغاوير في قطاع غزة، ولم تنقل لنا وكالات الانباء عن قيام البواخر السورية بنقل المعونات إلي سكان غزة عبر البحر المتوسط رغم العلاقات الوثيقة مع اسرائيل والتي تسمح للنظام السوري بتقديم المعونات الطبية والغذائية إلي الفلسطينيين!!. ثم.. نراهم الآن يزايدون علي موقف مصر التي قدمت للقضية الفلسطينية ما لم تقدمه دولة عربية اخري كبرت أو صغرت!. ولذلك.. لابد ان نتجاهل هذه الافعال الصبيانية التي تحدث امام السفارة المصرية في دمشق بتحريض من النظام السوري!. اننا اكبر وارفع من هؤلاء الصغار الذدين يحكمون سوريا بتوجيه من آيات الله في ايران!!.