الحكومة اليابانية تقدم منح دراسية للطلاب الذين يرغبون في استكمال دراستهم    «أنصفه على حساب الأجهزة».. الأنبا بولا يكشف علاقة الرئيس الراحل مبارك ب البابا شنودة    النائب شمس الدين: تجربة واعظات مصر تاريخية وتدرس عالميًّا وإقليميًّا    تراجع عيار 21 الآن.. سعر الذهب في مصر اليوم السبت 11 مايو 2024 (تحديث)    زيادات متدرجة في الإيجار.. تحرك جديد بشأن أزمة الإيجارات القديمة    الزراعة: زيادة الطاقة الاستيعابية للصوامع لأكثر من 5 ملايين طن قمح    «القومية للأنفاق» تعلن بدء اختبارات القطار الكهربائي السريع في ألمانيا    الإمارات تستنكر تصريحات نتنياهو بالدعوة لإنشاء إدارة مدنية لقطاع غزة    بلينكن يقدم تقريرا مثيرا للجدل.. هل ارتكبت إسرائيل جرائم حرب في غزة؟    يحيى السنوار حاضرا في جلسة تصويت الأمم المتحدة على عضوية فلسطين    مجلس الأمن يطالب بتحقيق فوري ومستقل في اكتشاف مقابر جماعية بمستشفيات غزة    سيف الجزيري: لاعبو الزمالك في كامل تركيزهم قبل مواجهة نهضة بركان    محمد بركات يشيد بمستوى أكرم توفيق مع الأهلي    نتائج اليوم الثاني من بطولة «CIB» العالمية للإسكواش المقامة بنادي بالم هيلز    الاتحاد يواصل السقوط بهزيمة مذلة أمام الاتفاق في الدوري السعودي    المواطنون في مصر يبحثون عن عطلة عيد الأضحى 2024.. هي فعلًا 9 أيام؟    بيان مهم من الأرصاد الجوية بشأن حالة الطقس اليوم: «أجلوا مشاويركم الغير ضرورية»    أسماء ضحايا حادث تصادم سيارة وتروسيكل بالمنيا    إصابة 6 أشخاص إثر تصادم سيارة وتروسيكل بالمنيا    مصرع شاب غرقًا في بحيرة وادي الريان بالفيوم    النيابة تأمر بضبط وإحضار عصام صاصا في واقعة قتل شاب بحادث تصادم بالجيزة    عمرو أديب: النور هيفضل يتقطع الفترة الجاية    حظك اليوم برج العقرب السبت 11-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    رسائل تهنئة عيد الأضحى مكتوبة 2024 للحبيب والصديق والمدير    حظك اليوم برج العذراء السبت 11-5-2024: «لا تهمل شريك حياتك»    بتوقيع عزيز الشافعي.. الجمهور يشيد بأغنية هوب هوب ل ساندي    النجم شاروخان يجهز لتصوير فيلمه الجديد في مصر    رد فعل غريب من ياسمين عبدالعزيز بعد نفي العوضي حقيقة عودتهما (فيديو)    هل يجوز للمرأة وضع المكياج عند خروجها من المنزل؟ أمين الفتوى بجيب    الإفتاء تكشف فضل عظيم لقراءة سورة الملك قبل النوم: أوصى بها النبي    لأول مرة.. المغرب يعوض سيدة ماليا بعد تضررها من لقاح فيروس كورونا    «آية» تتلقى 3 طعنات من طليقها في الشارع ب العمرانية (تفاصيل)    تفاصيل جلسة كولر والشناوي الساخنة ورفض حارس الأهلي طلب السويسري    مران الزمالك - تقسيمة بمشاركة جوميز ومساعده استعدادا لنهضة بركان    نيس يفوز على لوهافر في الدوري الفرنسي    على طريقة القذافي.. مندوب إسرائيل يمزق ميثاق الأمم المتحدة (فيديو)    حكومة لم تشكل وبرلمان لم ينعقد.. القصة الكاملة لحل البرلمان الكويتي    انخفاض أسعار الدواجن لأقل من 75 جنيها في هذا الموعد.. الشعبة تكشف التفاصيل (فيديو)    هشام إبراهيم لبرنامج الشاهد: تعداد سكان مصر زاد 8 ملايين نسمة أخر 5 سنوات فقط    الطيران المروحي الإسرائيلي يطلق النار بكثافة على المناطق الجنوبية الشرقية لغزة    الخارجية الأمريكية: إسرائيل لم تتعاون بشكل كامل مع جهود واشنطن لزيادة المساعدات في غزة    الجرعة الأخيرة.. دفن جثة شاب عُثر عليه داخل شقته بمنشأة القناطر    تراجع أسعار الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 11 مايو 2024    حلمي طولان: «حسام حسن لا يصلح لقيادة منتخب مصر.. في مدربين معندهمش مؤهلات» (فيديو)    طولان: محمد عبدالمنعم أفضل من وائل جمعة (فيديو)    رؤساء الكنائس الأرثوذكسية الشرقية: العدالة الكاملة القادرة على ضمان استعادة السلام الشامل    هل يشترط وقوع لفظ الطلاق في الزواج العرفي؟.. محام يوضح    حج 2024.. "السياحة" تُحذر من الكيانات الوهمية والتأشيرات المخالفة - تفاصيل    وظائف جامعة أسوان 2024.. تعرف على آخر موعد للتقديم    جلطة المخ.. صعوبات النطق أهم الأعراض وهذه طرق العلاج    إدراج 4 مستشفيات بالقليوبية ضمن القائمة النموذجية على مستوى الجمهورية    زيارة ميدانية لطلبة «كلية الآداب» بجامعة القاهرة لمحطة الضبعة النووية    لتعزيز صحة القلب.. تعرف على فوائد تناول شاي الشعير    لماذا سمي التنمر بهذا الاسم؟.. داعية اسلامي يجيب «فيديو»    5 نصائح مهمة للمقبلين على أداء الحج.. يتحدث عنها المفتي    بالصور.. الشرقية تحتفي بذكرى الدكتور عبد الحليم محمود    نائب رئيس جامعة الزقازيق يشهد فعاليات المؤتمر الطلابي السنوي الثالثة    محافظة الأقصر يناقش مع وفد من الرعاية الصحية سير أعمال منظومة التأمين الصحي الشامل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجولان..هل تؤدى إلى الحرب أم السلام؟
نشر في أخبار مصر يوم 12 - 06 - 2007

حملة من التكهنات شغلت وسائل الاعلام الاسرائيلية، تركزت على احتمالات استئناف مفاوضات السلام السورية الإسرائيلية بشأن قضية الجولان ، و مدى عمق الاتصالات التي أجرتها الحكومة مع دمشق،..أكدتها تصريحات موفاز، الذي اجتمع في وقت سابق بكبار المسؤولين الامريكيين في واشنطن ..
وزير المواصلات الاسرائيلي، ورئيس الاركان الاسبق، شاؤول موفاز، أكد أن الحكومة الاسرائيلية قد أرسلت بالفعل رسائل سرية الى سوريا، إلا ان السوريين لم يردوا عليها بعد. وبالرغم من أن موفاز لم يكشف فحوى هذه الرسائل، إلا أنه أكد على أهمية وجود قنوات سرية تتبادل بواسطتها الحكومتان الرسائل.
موفاز أعتبر إن الإبقاء على قناة إتصال سرية بين اسرائيل وسورية من الوسائل التي يمكن لإسرائيل عبرها "سبر النوايا السورية" إزاء موضوع السلام. واوضح موفاز " ان اولمرت اشار بكل وضوح الى وجود قناة اتصال سرية مع سورية" وأشار الى أن الجانب السوري لم يقم بالرد على الرسائل الاسرائيلية.
وكان موفاز قد أكد في تصريحات بثتها الاذاعة الاسرائيلية أن السياسة الامريكية تهدف الى تعزيز محور الاعتدال المكون من السعودية والاردن ومصر وتمكينه من مواجهة المتشددين وهومحور ايران-سوريا-حماس-حزب الله والذى تصنفه بأنه محور راديكالي يزداد قوة مع مرور الوقت.
الملف السوري واصل طرح نفسه بإلحاح على الأجندة السياسية في إسرائيل،حيث أشار مسؤولون اسرائيليون أن اسرائيل قد اخبرت سوريا برغبتها في مبادلة الارض بالسلام، وان تل ابيب تنتظر لترى ما اذا كان الرئيس السوري بشار الاسد على استعداد بالمقابل لقطع علاقات بلده بإيران والجماعات المسلحة الاخرى المعادية لاسرائيل.
صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية من ناحيتها ،أعلنت أيضاً فى عددها الصادريوم الجمعة الماضى 8/6 ،أن أولمرت قد بعث برسائل الى الرئيس السوري بشار الاسد عبر وسطاء اتراك والمان أعرب فيها عن إستعداد إسرائيل لاستئناف مفاوضات السلام مع الجانب السوري، وانها على إستعداد للإنسحاب من مرتفعات الجولان السورية المحتلة منذ عام 1967،في نطاق صفقة سلام تتخلي سوريا بموجبها عن علاقاتها الوطيدة بايران وحزب الله وحماس.
وقالت الصحيفة أن الرئيس الامريكي جورج بوش قد أعطى أولمرت ضوءا اخضرا للبدء في مفاوضات مع سوريا خلال مكالمة هاتفية بينهما جرت في الرابع والعشرين من شهر ابريل الماضي،ومن المتوقع ان يواصل الرئيسان الامريكي والاسرائيلي بحث هذا الموضوع عندما يلتقيان في واشنطن في التاسع عشر من الشهر الجاري.
وبالرغم من إشارة الصحيفة الى أن السوريين لم يردوا على العروض الاسرائيلية ،إلا أنه يذكر ان الرئيس السوري سبق وأعرب عن رغبة بلاده للدخول في مفاوضات سلام مع اسرائيل،حيث كانت أنباء قد تواترت من مسئولين إسرائيليين حول تلميح مسؤولين سوريين الى إستعدادهم لإجراء إتصالات سرية بالجانب الإسرائيلي قد تؤدي في نهاية المطاف الى استئناف مفاوضات السلام بين الطرفين بعد انقطاع دام زهاء سبع سنوات،بينما كان المسؤولون الاسرائيليون والامريكيون يصرون في الماضي على ان واشنطن لا ترغب في أن تجري اسرائيل اتصالات مباشرة مع سوريا بسبب العلاقات التي تقيمها الاخيرة مع الجماعات المتطرفة وتدخلّها في لبنان.
وكان المسؤولون الاسرائليون والامريكيون يردون على الدعوات السورية العلنية لاستئناف المفاوضات بالقول ان على سورية المبادرة الى اتخاذ خطوات عملية قبل الدخول في مفاوضات مع اسرائيل مثل وقف دعم حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني و ووقف التدخل في الشأن اللبناني والابتعاد عن ايران ومنع دخول المسلحين الاجانب الى العراق. ويرجع المراقبون تغير المواقف الامريكية والاسرائيلية إلى تعرض إدارة بوش لضغوط من جانب حلفائها والكونجرس الامريكي وبعض مستشاريها لحثها على تحسين علاقاتها بسوريا في محاولة لعزل ايران.وكانت آخر جولة مفاوضات بين الطرفين السوري والاسرائيلي قد انهارت عام 2000 بسبب عدم اتفاقهما على إعادة الجولان الى سوريا.
مسؤولون اسرائيليون أكدوا أن اجتماع وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس بنظيرها السوري في الشهر الماضى ، اثبت ان واشنطن آخذة بتغيير موقفها المتشدد تجاه دمشق، مما يشير الى ان الرئيس بوش قد بدأ فى تشجيع التوجه الاسرائيلي الجديد.
وبينما نفى رئيس الحكومة إيهود اولمرت أن يكون قد طلب من الرئيس الأميركي جورج بوش منحه الضوء الأخضر للشروع في مفاوضات مع دمشق، في وقت قلل نائب رئيس الوزراء شمعون بيريس من احتمال وجود فرص لإعادة إطلاق المحادثات بناء على اتفاق "الأرض مقابل السلام"، ولكن مارك ريجيف الناطق باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية قال أن اسرائيل طالما أبدت استعدادها للتفاوض حول مستقبل الجولان ، وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي أن اتصالات غير مباشرة جرت مع سوريا من طريق وسطاء لمعرفة نيات دمشق الممكنة للتوصل الى السلام، وأن إسرائيل تواصل بجدية دراسة التقارير والتصريحات حول إمكانية استئناف المفاوضات .
صحيفة "معاريف" نقلت عن مقربين من أولمرت تأكيدهم أنه "لم يعد سراً أن إسرائيل فتحت قنوات سرية للتحقق من مدى جدية السوريين حيال عملية السلام"، وأن سوريا "غير جاهزة للدخول حالياً في مفاوضات سلام".
بينما أظهرت استطلاعات الرأي أن نصف الناخبين الاسرائيليين تقريبا مستعدون للتنازل عن جزء من الجولان، ولكن قلة منهم تريد إعادة كامل الهضبة الى سوريا - وهو أمر سيشكل عقبة كبيرة في طريق أولمرت كزعيم فاقد للكثير من شعبيته.
ويرجع المحللين أسباب رغبة اسرائيل فى استئناف المفاوضات مع سوريا - في وقت توقفت فيه عملية السلام مع الفلسطينيين ولبنان - إلى رغبة أولمرت فى تعزيز موقفه داخليا، إضافة إلى أن الولايات المتحدة واسرائيل ترغبا في أن ترى سوريا تقطع الاواصر القوية التي تربطها حاليا بإيران.. الدولة التي تثير قلقا في المنطقة بسبب برنامجها النووي، وبسبب دعمها للشيعة الذين يحكمون العراق.
ويرى محللون فى اسرائيل من جانبهم، ان الرئيس السوري ليس مستعدا للتضحية بتحالفه مع ايران دون ان يحصل بالمقابل على ضمانات من الولايات المتحدة والغرب بشكل عام بمساعدة بلاده اقتصاديا .
الامريكيون، الاسرائيليون منقمسون عامة حول التفاوض بين دمشق وتل ابيب، إذ في الوقت الذي يواصل فيه مبعوث السلام الامريكي السابق دينيس روس دعواته للتجاوب مع سورية لتجنب حرب جديدة يستعد الجيش الاسرائيلي الان لها مستشرفا الدروس والعبر من حربه مع لبنان الصيف الماضي.
وتتحدث مراكز استراتيجية إسرائيلية عن سيناريو محتمل عن قيام سورية وايران بمشاركة حزب الله ومنظمات فلسطينية بفتح جبهات حربية مع اسرائيل في الجولان ولبنان في حال هاجمت الولايات المتحدة المنشآت النووية الايرانية. وأشار وزير الدفاع عمير بيريتس من ناحيته أن التدريبات الاخيرة اشتملت على مخططات لاحتلال قرية سورية كجزء من معادلة (توازن الرعب)، فيما اعتبر مراقبون الجدية التي يبديها الجنرال اشكنازي في الاجتماعات المغلقة لهيئة الاركان بشأن التهديد السوري تعطي للآخرين الإنطباع بان خيار الحرب مع سورية امر فعلي.
ويرى المراقبون أن أكثر ما تخشاه اسرائيل الآن، وما يقلق رئيس اركان جيشها الجنرال غابي اشكنازي، هو تجدد الحرب على الجبهة الشمالية، على خلفية التقارير الاستخباراتية التي تتحدث عن استعدادات سورية لمثل هذه الحرب، مثل التدريبات وصفقات الاسلحة الكبيرة مع الصين وروسيا وتحالفها الاستراتيجي مع ايران..بينما لايعرف الاسرائيليون حقيقة ما إذا كان الاسد يحضّر فعلا للحرب ام ان مايجري هو اجراءات وقائية غايتها ممارسة الضغط على اسرائيل لمعاودة المفاوضات.
وفى أول رد فعل سوري تجاه تصريحات المسؤولين الاسرائيليين حول الرغبة بالسلام مع سورية ،رحب سفير سوريا لدى الولايات المتحدة عماد مصطفى بحذر بهذه بالتصريحات الاسرائيلية،مشيراً الى رغبة "سورية الجدية بتحقيق السلام الشامل في الشرق الاوسط".
كما صرح مصدر في أجهزة السلطة السورية للصحفيين في دمشق بأن سوريا مستعدة لخوض مفاوضات سلمية مع إسرائيل ولكنها ليست مقتنعة بوجود نوايا سلمية مماثلة لدى الجانب الإسرائيلي. وأضاف المصدر "أن دمشق عبرت أكثر من مرة عن استعدادها لاستئناف المفاوضات السلمية مع إسرائيل ولكن الدولة العبرية رفضت كل هذه المحاولات ولذا فإننا لسنا واثقين بصدق تصريحاتها بشأن الاستعداد لعقد الصلح مع سورية هذه المرة أيضا".
ومن ناحيتها ذكرت صحيفة "التايمز" الحكومية السورية الناطقة باللغة الانجليزية أن الحكومة الإسرائيلية ليس لديها النية لصنع السلام مع العرب، واتهمت الإسرائيليين بإرسال إشارات "متناقضة" بشأن احتمال العودة الى المفاوضات.
وكان الرئيس السوري قد ناشد اسرائيل مؤخرا العودة الى طاولة المفاوضات، ولكنه لم يشرعلنا ،الى إستعداد بلاده للتجاوب مع الطلب الاسرائيلي الملح بأن المفاوضات لا يمكن ان تستأنف ما لم تنأى دمشق بنفسها عن طهران وتوقف دعمها للجماعات الفلسطينية واللبنانية "المصممة على تدمير اسرائيل."
وكانت اسرائيل قد قررت ضم الجولان - التي يسكنها 18 الفا من السوريين و15 الفا من المستوطنين اليهود - اليها عام 1981.
لمحات عن هضبة الجولان
الجولان هضبة تقع في بلاد الشام بين نهر اليرموك من الجنوب، وجبل الشيخ من الشمال، وتطل على بحيرة طبرية ومرج الحولة من الغرب، أما شرقاً فتطل على سهول حوران وريف دمشق. تبعد الهضبة 50 كم إلى الغرب من مدينة دمشق. وتقدر المساحة الإجمالية لها ب 1860 كم2، وتمتد على مسافة 74 كم من الشمال إلى الجنوب دون أن يتجاوز أقصى عرض لها 27 كم.
عند رسم الحدود الدولية في 1923 بقيت منطقة الجولان داخل الحدود السورية، وهذا استناداً إلى اتفاقية سايكس بيكو بين بريطانيا وفرنسا اللتين احتلتا بلاد الشام من الدولة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى.
** في حرب 1967 التي اندلعت في يونيو من ذلك العام بين إسرائيل وكل من سوريا والأردن ومصر احتل الجيش الإسرائيلي 1200 كم2 من مساحة الهضبة بما في ذلك مدينة القنيطرة.
** في أكتوبر 1973 اندلعت حرب أكتوبر وشهدت المنطقة معارك عنيفة بين الجيشين السوري والإسرائيلي. أثناء الحرب استرجع الجيش السوري مساحة قدرها 684 كم2 من أراضي الهضبة لمدة بضعة الأيام، ولكن الجيش الإسرائيلي أعاد احتلال هذه المساحة قبل نهاية الحرب.
**في 1974 أعادت إسرائيل لسوريا جزءاً من الجولان من ضمنه مدينة القنيطرة في إطار إتفاقية وقد عاد إلى هذا الجزء (باستثناء مدينة القنيطرة) عدد كبير من سكانه ويشهد نمواً سكانياً ونشاطاً عمرانياً واقتصادياً لافتاً في الفترة الأخيرة.
** في ديسمبر 1981 قرر الكنيست الإسرائيلي ضم الجزء من الجولان الواقع غربي خط الهدنة 1974 إلى إسرائيل بشكل أحادي الجانب،وفي 14 ديسمبر 1981 قرر الكنيست الإسرائيلي ضم الجزء من الجولان الخاضع للسيطرة الإسرائيلية إلى إسرائيل نهائياً بما يسمى قانون الجولان.
** لم يعترف المجتمع الدولي بالقرار ورفضه مجلس الأمن التابع لللأمم المتحدة في قرار برقم 497 من 17 ديسمبر 1981 [1]. تشير وثائق الأمم المتحدة ووسائل الإعلام العربية وغيرها إلى المنطقة باسم "الجولان السوري المحتل" بينما تعتبره السلطات الإسرائيلية محافظة إسرائيلية.
وقد أكد مجلس الأمن في قراره أن الاستيلاء على الأراضي بالقوة غير مقبول بموجب ميثاق الأمم المتحدة واعتبر قرار إسرائيل ملغياً وباطلاً ومن دون فعالية قانونية على الصعيد الدولي؛ وطالبها باعتبارها قوة محتلة، أن تلغي قرارها فوراً.
**وتبلغ مساحة المنطقة التي ضمتها إسرائيل 1200 كم2 من مساحة سورية بحدود 1923 البالغة 18،449 ألف كم2 وهو ما يعادل 0,65% من مساحة سورية ولكنه يمثل 14% من مخزونها المائي قبل 4 يونيو 1967. كما أن الجولان هو مصدر ثلث مياه بحيرة طبريا التي تمثل مصدر المياه الأساسي لإسرائيل والأراضي الفلسطينية.
وترجع أهمية الجولان، لعدة أسباب هامة نوجزها فيما يلي:
(أ) الأسباب الدينية:
فاسرائيل تعتبر الجولان، من الأرض التي وعدت بها حسب تعاليمها الدينية.
(ب) الموقع الجغرافى:
يتمتع الجولان بموقع جغرافي فريد من نوعه، فهو يسيطر على أهم مصادر المياه التي تزود فلسطين، ويسيطر سيطرة مطلقة على القسم الأعظم من شمال فلسطين وخاصة سهل الحولة والسفوح الشرقية للجليل الأعلى.
ويرى الإسرائيليون أهمية كبيرة في السيطرة على هضبة الجولان لما تتمتع به من خطورة على دولة إسرائيل. فبمجرد الوقوف على سفح الهضبة، يستطيع الناظر تغطية الشمال الشرقي من إسرائيل بالعين المجردة لما تتمتع به الهضبة من ارتفاع نسبي. والأمر سيان بالنسبة لسورية، فالمرتفعات تكشف الأراضي السورية أيضاً حتى أطراف العاصمة دمشق. وقد أقامت إسرائيل محطات إنذار عسكرية في المواقع الأكثر ارتفاعا في شمالي الهضبة لمراقبة تحركات الجيش السوري .
(ج) الغنى الطبيعي:
1 فالجولان يتمتع بوضع طبيعي عجيب، ففي تلك المساحة الضيقة الصغيرة من الأرض، يجد المرء تنوعاً كبيراً في الأجواء.ففي الشتاء، تجد الأجواء المثلجة الباردة في القنيطرة ومسعدة ومجدل شمس، إلى جانب الجو الدافئ الممطر في باقي المناطق. وفي الصيف تجد الجو اللطيف المعتدل حيث كانت الثلوج في الشتاء، وبجانبه الحار الرطب في وادي الأردن والبطيحة، والحار الجاف في باقي المنطقة.
و تتنوع أرض الجولان مابين الأحراش المتباعدة والأحراش الكثيفة إلى الأراضي الجرداء، إلى السهول المنبسطة فالوديان السحيقة، ومنها ما تزين مجاري المياه قاعه، ومنها ما تغطي الأشجار جانبيه. هذا التنوع في طبيعة الأرض، الذي جمع كل صور الجمال والطبيعة، كاف لجعله منطقة سياحية هامة.
2 والجولان يتمتع بغنى كبير نسبة لصغر مساحته بالطيور (الوافدة والمقيمة)، وبأنواع الحيوان الأخرى، كالأرنب والغزال وحتى البقر الوحشي.
3 ومن أبرز مظاهر غنى الجولان، هي المياه المعدنية في منطقة الحمة التي تحتوي على نسبة جيدة من اليورانيوم وهي بحد ذاتها من أفضل ينابيع المياه المعدنية في العالم، وأكبر حمامات معدنية في الشرق الأوسط كله. وتصلح لتكون من أفضل مراكز السياحة الشتوية في كل الأرض التي استولت عليها إسرائيل.
4 ولا يقل غنى الجولان في تربته عن البقاع الخصبة النادرة في العالم.
فالخصوبة فائقة الحد، وقدرة الأرض على الإنبات عجيبة. وكان سكان البطيحة يستغلون الأرض ثلاثة مواسم في العام على الأقل، دونما تقويتها بسماد يذكر.
(د) الغنى الأثري:
من أكبر أسباب اهتمام العدو بالجولان وتكالبه عليه، هو غناه الأثري، الأمر الذي يجهله كل الناس، فليس في كل أجزاء سورية منطقة غنية بالآثار المطمورة مثل الجولان. ومن أهم الآثار التي تحتويها، هي الآثار الرومانية والمسيحية، وخاصة المقابر الملأى بالثروات والقطع الذهبية.
ولعل من أهم الآثار البارزة في الجولان، قلعة النمرود، تلك القلعة العجيبة، التي تحتوي على آثار فينيقية، وإسلامية، وصليبية معاً، وتقع قرب بانياس على مرتفع من الأرض ، وتشرف من موقعها على شمالي فلسطين كله، حتى ساحل البحر الذي يمكن رؤيته خلال أيام الصحو في الصباح، وفي منظر يخلب لب لناظرين إليه.
11/6/2007


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.