يستقبل مسيحيو قطاع غزة عيد الميلاد دون ان يتمكنوا من الاحتفال بإضاءة شجرة الميلاد بسبب الحصار الاسرائيلي ويؤكدون ان الحصار سلبهم الفرحة وسلب الاطفال الهدايا واضطرهم لاقتصار العيد على الشعائر الدينية. وغابت مظاهر العيد التي اعتادها سكان غزة، حيث لم يتم وضع شجرة عيد الميلاد الكبيرة التي كانت تزدان بالأضواء الملونة في وسط ميدان الجندي المجهول غرب غزة مثل الاعوام السابقة. ولم يتمكن الكثير من مسيحيي غزة البالغ عددهم 3500 من اضاءة شجرة عيد الميلاد في بيوتهم بسبب انقطاع التيار الكهربائي شبه المستمر والعائد لعدم توفر الوقود اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء الرئيسية في القطاع. ويقول الاب ايمانويل مسلم راعي طائفة اللاتين في قطاع غزة ان طائفته التي تسير وفقا للتقويم الغربي ستلغي للمرة الاولى قداس منتصف الليل المقرر الاربعاء في غزة احتجاجا على الحصار الاسرائيلي المفروض. واضاف الاب مسلم انه سيقام بدلا من القداس "صلاة في السادسة من مساء الاربعاء في مدرسة العائلة المقدسة في حي الرمال (غرب) كي يتمكن اكبر عدد ممكن من المشاركة وسنقتصر الاحتفالات على الشعائر والطقوس الدينية". وبعد أقل من أسبوعين على عيد الاضحى ياتي عيد الميلاد هذا العام وفقا للاب مسلم "تحت الحصار ودون اي مقومات للعيد ايضا". وتابع "لا شوكولاته ولا ملابس ولا احذية ولا اغذية ولا هدايا بسبب الحصار وصعوبة الوضع الاقتصادي لدى العائلات المسيحية والمسلمة، فكيف سنفرح". لكنه استدرك "الفرح يتحول الى تحد ورفض الوضع الصعب، لذا سنقدم التوت الارضي (الفراولة) بدلا من الشوكولاته للاطفال والضيوف، سناكل من ثمر بلادنا الذي لم يتمكن المزارعون من تصديره لنتحدى الحصار". وتقول اماني وهي من سكان حي تل الهوى في غرب غزة "كنت اتمنى الا ياتي العيد لاننا لا نستطيع الاحتفال او الشعور بفرحة العيد، فنحن واخواننا المسلمون في كرب"، واضافت "مدينة سيدنا المسيح (بيت لحم) تبكي ونحن حجاج غزة لم نتمكن من زيارتها". وبحسب مسلم فقد تقدم 900 مواطن مسيحي للحصول على اذن من السلطات الاسرائيلية للذهاب الى مدينة بيت لحم بالضفة الغربية و"لكن لا جواب حتى الان من اسرائيل". وتتحكم اسرائيل باغلاق معابر قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس) منذ منتصف يونيو/حزيران العام الماضي ما انعكس على مناحي الحياة. واقتصرت كنيسة العائلة المقدسة على بعض الزينة التي وضعت على شجرة في وسط ساحة الدير لم تتم اضاءتها. ويقر اياد الصايغ وهو موظف في مستشفى "الاهلي العربي" في غزة انه لا توجد اجواء للعيد ويضيف "مستلزمات العيد غير موجودة والحالة النفسية صعبة بسبب الحصار والاوضاع الاقتصادية والامنية". ويشير الصايغ وهو من طائفة الروم الارثوذوكس التي تسير وفقا للتقويم الشرقي الى ان العيد سيقتصر على الزيارات بين افراد العائلة، معبرا عن امله ان "يعم السلام والهدوء والمحبة في الارض المقدسة وان يزول الحصار عن قطاع غزة". ولم تمنع الاوضاع المتوترة الطفلة مريم من شراء شجرة صغيرة لعيد الميلاد وتزيينها في منزلها. وعبر المسيحيون عن فرحتهم لمشاركة بطريرك طائفة اللاتين فؤاد طوال في الصلوات قبل يومين في غزة رغم انه لم يتمكن من احضار هدية عيد الميلاد، وفقا للاب مسلم. واعتبر مسلم زيارة طوال "تحديا للحصار ودعما لمليون ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزة المحاصر". وعبر حسن ابو عاصي وهو مسلم يسكن بجوار كنيسة طائفة اللاتين عن غضبه من استمرار الحصار وقال "نحن محرومون من الاحتفال بالعيد، مسلمين ومسيحيين في غزة، كنا دائما نعيش الفرح في اعيادنا ولا فرق بيننا, لكن في غزة يتساوى الموت مع الحياة". وقد تراجعت بهجة الاحتفالات باعياد الميلاد في الاراضي الفلسطينية خصوصا في قطاع غزة منذ اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000. وياتي عيد الميلاد بعد ايام على اعلان انتهاء تهدئة مضطربة بين حماس والفصائل الفلسطينية من جهة واسرائيل من جهة اخرى استمرت بوساطة مصرية لستة اشهر. (ا ف ب)