الجميع على موعد مع الدراما الرمضانية والفضائيات بدأت تبرمج بث المسلسلات والبرامج التلفزيونية في المواعيد التي تراها مناسبة للمشاهد ومع بدء المسلسلات والأعمال التلفزيونية لشهر رمضان يواكب ذلك حملة كبيرة من الإعلانات التلفزيونية التي يفضل المعلن أن تكون في أوقات عرض هذه المسلسلات وباعتبار أن التلفزيون أيضا يبحث وراء الكسب المادي من وراء هذه الإعلانات، فإنه يمكن القول إن هناك اتفاقاً بين المعلن وهذه الفضائيات، ولكن ماذا عن المشاهد هل له رأي في ذلك، هل يؤخذ رأيه؟ بالطبع ليس له رأي في ذلك، بل يمكن القول إنه توجد أزمة بين المشاهد العربي وهذه الفضائيات، أما المعاناة فهي تكمن في قطع التلفزيون عرض المسلسل أكثر من مرة تصل في بعض الأوقات إلى أكثر من عشر مرات لعرض دقائق من الإعلانات... الإعلان أهم من المشاهد طارق الأسمر- شاعر- يقول: «من المبرر أن يكون للتلفزيون دخل إعلاني وأن يسعى للكسب وهذا حق مشروع، وكذلك أن يكون للتاجر او المنتج حقه في اختيار وقت الإعلان، ولكن من غير المبرر ان تكون لحظة المتعة والانسجام مع المسلسل، هي لحظة بث الإعلان وإذا قبلنا بهذا الأمر أرى أن يكون الإعلان مقتصراً على مرة او مرتين أثناء عرض المسلسل وليس كما هو حاصل في اغلب الفضائيات، والخوف هذا العام من أن تكون الإعلانات أكثر من المسلسلات والأعمال التلفزيونية نفسها». الأخصائية الاجتماعية مثال احمد ترى أن الإعلان وسيلة مشروعة وأوقات بثه عادة ما يكون بأمر المعلن او الوقت الذي يختاره، وان كنت أتمنى ان يتم اختيار وقت بث الإعلان قبل بدء المسلسل أوفي اللحظات الأخيرة من انتهائه، ولكن واقع الحال غير ذلك. حيث يستغل الطرفين اللحظة الجميلة عند المشاهد وانسجامه في المتابعة ليدخل عليه الإعلان ويعكر مزاجه، ففي هذه الحالة يصبح الإعلان زائر ثقيل الدم وليس كما يشتهيه المعلن». منال محمد إبراهيم - موظفة: «أرفض أي مساس بالعمل الفني أو قطع التتابع والتسلسل الدرامي للأحداث، لأن هذا يفقد المشاهد اندماجه ومتعته في متابعة العمل، وإذا كان الإعلان مصدراً هاماً لزيادة الميزانية، فذلك لا يبرر إفساد العمل الفني وهناك حلول بديلة وعملية، فأنا مع مبدأ الإعلانات في حدها المعقول وفي الوقت المناسب ويجب تنظيمها بشكل جيد حتى لا يفقد المشاهد تركيزه على متابعة المسلسل». رفض وقبول ترى رنا إبراهيم طلعت - طالبة أن الإعلانات بهذه الجرعة المكثفة وسط الدراما تفقد المشاهدين أية متعة للمتابعة وإذا كانت الإعلانات أصبحت أمرا واقعا ومكسبا للكثير من الفضائيات، وتقول: على الأقل يجب ضبط الأوقات المناسبة وتقنين مدتها بقدر الإمكان، فأنا شخصيا أحب متابعة الدراما الخليجية والعربية، واللحظة التي يقطع فيها المسلسل لبث إعلان اشعر بالضيق والضجر لأنني في تلك اللحظة أكون في قمة الاستمتاع والمتابعة. أما لبنى حبش - موظفة علاقات عامة فتقول: من خلال متابعتي لكثير من الفضائيات وأنا اعمل في إحداها أجد ان معظمها يختار أوقات عرض المسلسلات لبث المادة الإعلانية وذلك لجلب اهتمام المشاهدين. وهذا حق مشروع ولكن المشكلة تكمن في مدة الإعلان وكثرة أوقات الاقتطاع حيث أشاهد اقتطاعات كثيرة تقارب الأربع او الخمس مرات في مسلسل واحد مدته الزمنية لا تتجاوز الخمسين دقيقة. وأعتقد ان لحظة بث الإعلان المفاجئة تربك المشاهد من متابعة المسلسل خاصة عندما يكون العمل ناجح وممتع، واقترح ان تكون هناك دراسة ميدانية لمعرفة رأي الجمهور في مسألة بث الإعلانات في أوقات عرض المسلسلات التلفزيونية، وهناك إعلانات اعتقد ان وقت بثها يجب ان يكون في أوقات متأخرة من الليل. رأي المعلن يقول صلاح عبد القادر أحد المعلنين في القنوات التلفزيونية : تجد شركات الإعلان في رمضان فرصة تجارية لعرض إعلاناتنا في الوقت الذي نختاره، وأقصد هنا الوقت المناسب الذي يكون عادة في وقت بث المسلسل الناجح او البرنامج التلفزيوني الذي يشد إليه ملايين المشاهدين من مختلف دول العالم. وليس هذا عيبا إذا روجنا لسلعة التاجر او المصنع، فهم هنا يدفعون في رمضان أضعاف قيمة الإعلان مما يدفعونه في الشهور العادية، أما المشاهد فهمه متابعة البرنامج ليس إلا.