عين قائد القوات البرية إيلكر باسبوج قائدا للقوات المسلحة التركية القوية وهو جنرال متشدد من المتوقع أن يتجنب مواجهة مفتوحة مع حزب العدالة والتنمية الحاكم ذي الجذور الإسلامية. وقالت قيادة الأركان في بيان الاثنين إن باسبوج سيتولى مسئولية ثاني أكبر جيش في حلف الأطلسي يوم 30 أغسطس/اب من الجنرال المتقاعد يسار بويوكانيت الذي غالبا ما اصطدم صراحة مع الحكومة. وتأتي هذه الخطوة في حين تأمل تركيا وهي حليف مهم للولايات المتحدة في تجاوز صراع طويل على السلطة بين المؤسسة العلمانية القوية التي تضم الجنرالات والقضاة وبين حزب العدالة والتنمية. وقال ولفانجو بيكولي المحلل في مجموعة يوراسيا لدراسات المخاطر السياسية "على عكس (القائد) المندفع الحالي.. بويوكانيت.. فإن باسبوج معروف بطبيعته الهادئة الحذرة." وأضاف "النتيجة ستكون احتمالا أقل للتصعيد المفاجيء في التوتر العسكري المدني لكن في نفس الوقت مزيدا من الضغط السياسي الفعال من الجيش." وقال بيكولي "يعتبر باسبوج... واحدا من أبرز ضباط جيله ويجمع بين ذكاء قوي والتزام عميق بالعلمانية التركية. سيشغل باسبوج الموقع على مدى العامين القادمين ومن المحتمل أن يثبت أنه خصم هائل لحزب العدالة والتنمية." وأعلن تعيين باسبوج إلى جانب عدد من الترقيات وقرارات التقاعد بعد الاجتماع السنوي للمجلس العسكري الأعلى في تركيا برئاسة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان. وسترسل قرارات المجلس إلى الرئيس التركي عبد الله جول للتصديق عليها. وسيتولى قائد قوات الأمن الجنرال إيسيك كوسانر والذي يعتبر متشددا أيضا قيادة القوات البرية. ويقول محللون إن باسبوج سيتولى القيادة في وقت صعب بالنسبة للجيش. وأدى تحقيق موسع للشرطة بشأن منظمة ارجينيكون القومية المتطرفة إلى إجبار الجيش على اتخاذ موقف دفاعي لأول مرة منذ سنوات. والجيش معروف بمكانته التي تكاد تسمو فوق النقد في تركيا وقد نفى أى صلات مع ارجينيكون المتهمة بالسعي للإطاحة بالحكومة. وأطاح الجيش بأربع حكومات في 50 عاما وكان أحدثها في عام 1997 حين شن حملة عامة أجبرت حزب الرفاه الإسلامي الحاكم على ترك السلطة. وفي تلك الأثناء لم يكن الحزب الحاكم يحظى بالشعبية على عكس الحال الان. (رويترز)