طالب خبراء وباحثون المطاعم الأمريكية بتصغير الوجبات السريعة ذات الحجم الضخم من أجل تخفيف الضغط على أزمة الغذاء على مستوى العالمي. ورغم أن الرئيس الأمريكي جورج بوش أنحى باللائمة على زيادة الثروة والطلب في الهند على الطعام الأفضل في ارتفاع أسعار الغذاء لكن كثيرين في أنحاء العالم وجهوا أصابع الاتهام لبطون الأمريكيين. ومن الممكن أن يؤدي تقليل كمية الطعام بالطبق الأمريكي إلى تخفيف الضغط على الطلب العالمي لكن لا أحد يأمل في أن يأتي التغيير عما قريب. لكن في ظل وابل من إعلانات الطعام - يستهدف الكثير منها الأطفال - يشعر الأمريكيون بالإغراء بمجموعة كبيرة من خيارات الطعام. وتصف سلسلة مطاعم للوجبات السريعة البرجر الضخم الذي تصنعه أنه "مثال للانغماس في الملذات" فيما تصف سلسلة مطاعم ويندي شطيرتها التي تسمى "باكونيتور" أنها "جبل من المذاق الذي يسيل له اللعاب." ويتجاوز حجم وجبات الطعام في الولاياتالمتحدة تلك الموجودة في الدول الأقل تقدما بل وفي العالم المتقدم أيضا. وواقع الأمر أن الأمريكيين يتمتعون بأعلى معدل للاستهلاك اليومي للفرد في العالم حيث يتناول الفرد 3770 سعرا حراريا يوميا ، وهو ما يزيد عن معدل استهلاك المواطن الكندي البالغ 3590 سعرا أو الهندي الذي يبلغ 2440 سعرا وفقا لبيانات من منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (الفاو). تصغير حجم الوجبات سيفيد ويقول بول روبرتس مؤلف كتاب (نهاية الغذاء) "نظرنا إلى أحجام الوجبات الكبيرة فيما يتصل بما إذا كانت صحية بالنسبة لنا والآن علينا أن نضع في اعتبارنا إن كان هذا النوع من الطلب سيكون مستديما." ويعتقد روبرتس أن تصغير حجم الوجبات سيفيد ومضى يقول "ربما تكون طريقة لتخفيف الضغط على أسواق الحبوب اذا أقنعنا الناس بطريقة أو أخرى بتناول وجبات أصغر حجما." ويعيد الأمريكيون النظر في شراء الطعام. وذكر معهد تسويق الطعام أن أسعار الغذاء المرتفعة إضافة الى الاقتصاد المتباطيء أديا الى تناول 71 في المئة من الأمريكيين كميات أقل من الطعام بينما يشتري 48 في المئة كميات أقل من البقالة. ويقول راج باتل مؤلف كتاب "متخم وجائع... المعركة الخفية لنظام الغذاء العالمي" إن عادات الشراء التي يتبعها المستهلكون بدأت تتغير بما في ذلك في الولاياتالمتحدة. واستطرد قائلا "لكن من غير المعتاد رؤية هذا في الولاياتالمتحدة حيث رأيت تقارير عن أن الأسر الأمريكية منخفضة الدخل تفعل ما تفعله الأسر في العالم الثالث التي تحذف وجبات خاصة النساء اللاتي يتغاضين عن وجبات حتى يستطيع أطفالهن تناول الطعام." وأضاف أن هناك أيضا طفرة في استخدام لحم الخنزير المعلب واللحوم الأخرى منخفضة النوعية. وقال إن "من المؤكد أن هناك نوعا من التراجع في النوعية وأحيانا بالنسبة للأمريكيين الأكثر فقرا في كمية الطعام التي يستطيعون تحمل تكلفتها." وتضررت المطاعم بشدة من ارتفاع أسعار الغذاء. وقال مايكل دونوهيو المتحدث باسم رابطة المطاعم الوطنية إن أسعار الجملة للغذاء ارتفعت بنسبة 15.5 في المئة بين فبراير شباط 2006 وفبراير 2008. لكن اعتبارا من يناير كانون الثاني لم تزد الأسعار في قوائم الطعام إلا بمقدار 3.9 في المئة مقارنة بزيادة قدرها 5.8 في المئة في الأسعار بمتاجر البقالة.ويقول دونوهيو أن نحو 133 مليون أمريكي يأكلون خارج منازلهم كل يوم. وأضاف "يأكل الشخص البالغ في مطعم نحو ست مرات في الأسبوع وأكثر من نصفهم يقولون إن تناول الطعام خارج المنزل جزء من أسلوب حياتهم." بطون أمريكا سبب الأزمة وفي هذا السياق ، يقول الكاتب باتل إن من المفارقات أن الفقراء في أمريكا هم الذين يزيدون الاستهلاك. وأضاف "أجل إن أحجام الوجبات في الولاياتالمتحدة كبيرة لكن الناس الذين يميلون إلى ألا يكون أمامهم خيار بشأن أحجام الوجبات هم الأشخاص الذين يعيشون على دخول أقل والذين يشترون طعاما معبأ مسبقا ويأتي في أحجام وجبات ثابتة." ومضى يقول إن "القاء اللوم على المستهلك بشأن ما هو متاح في السوق ليس تفسيرا مرضيا للسبب وراء وجود أزمة للغذاء". ويوجه باتل أصابع الاتهام الى القطاع الزراعي الذي يعتقد أنه يستفيد من الأزمة. (رويترز)