ظلت "السبحة" أو ما يسمى باللغة الشعبية في قطر "المسباح" تحتل مكانة كبيرة في حياة المسلمين بصفة عامة ولدى أهل الخليج بصفة خاصة. والمسباح في الغالب أداة يستعان بها على التسبيح والتهليل والتكبير، حيث تسهل عملية العدّ لما تحتويه من حبيبات يكون عددها عادة 33 حبة وفي بعض المسابيح 99. لكن «المسباح» اصبح حديثا بالاضافة الى استخدامه في التسبيح اداة يتزين بها الرجال في منطقة الخليج بصفة خاصة وهي مكمّلة للاناقة ومظاهر الزينة التي يبدو عليها الرجل فلا يكاد يوجد شخص الا ويحمل مسباحا في يده ويحرك حبيباتها بين اصابعه . وكلمة «مسباح» تعني باللغة العربية الانسان «العابد» الذي يسبح الله قياما وقعودا فيطلق عليه انسان «مسباح». ويقول ايلي يعقوب وهو أحد مصنعي المسابيح في قطر ان الكثيرين يستخدمون المسباح كمظهر للزينة وكعادة اجتماعية اكثر من استخدامه في التسبيح. والمسباح عبارة عن مجموعة من القطع الخرزية الحُبيبية المتشابهة الشكل وذات عدد معين مع وجود حبة او اثنتين مغايرة الشكل تفصل حبات المسباح المنتظمة في خيط أو سلك أو سلسلة الى ثلاثة اقسام مع وجود قطعة ثالثة تسمى بالمنارة او المئذنة وهي مكان العقدة التي تجمع طرفي المسباح. وفي أكثر الحالات تنتهي حلقة المسباح من جانب المئذنة أو المنارة بقطع إضافية تدعى أحيانا بالشرابة أو «الكشكول» مع دلايات إضافية من مواد الخيوط او المواد المعدنية النفيسة وغير النفيسة وبأشكال متنوعة. ومن اشهر انواع المسابيح «الكهرمان» وهو مسباح له رائحة طيبة ولونه أصفر تؤخذ حباته من أشجار الكهرمان الكريمة ومنها نوع يؤخذ من صمغ شجر اللوز والمشمش والصنوبر . اما صناعة المسباح من الجواهر فهي نادرة جدا، خصوصا اذا صنعت من الياقوت وهي أكثر ندرة في مجال أحجار الماس والزمرد وتكاد الأعداد المنتجة منها تعد على أصابع اليد. ويوجد عدد قليل ونادر من المسابيح التي صنعت من الالماس نظرا الى ان تكاليف هذه المسابيح تصل الى ارقام خيالية كما يصعب التسبيح بها. ورغم ذلك فإن الماس دخل في صناعة المسابيح وبنوعيه «الأصلي» و«التقليد» على حد سواء عن طريق تطعيم فواصل ومنارات المسباح بالذهب والبلاتين أو الفضة مما يجعله يشع بأنواره المعكوسة في يد المسبّح كما تهتم النساء بالمسابيح المصنوعة من العقيق واللؤلؤ والاحجار الكريمة. ويقول أبو محمد بائع مسابيح في القرية التراثية ان النساء في قطر تفضلن ايضا المسابيح المصنعة بالمرجان والفيروز اضافة الى الكهرمان الذي يكون الاقبال عليه كبيرا من النساء والرجال على حد سواء.. والمسابيح الغالية تتراوح أسعارها بين 5 و8 آلاف ريال قطري.