بالحقيقة نؤمن بإله واحد الله الآب ضابط الكل. خالق السماء والأرض نعم نؤمن بالروح القدس،الناطق بالأنبياء. وبكنيسة واحدة مقدسة جامعة رسولية،ونعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا. وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي. آمين..ذلك ما ينص عليه قانون الإيمان بالكنيسة القبطية الأرثوذوكسية التى أسسها القديس مارمرقس الرسول مبشر المسيحية فى مصر وكاتب إنجيل مرقس،داخل غرفة فى منزله ، وكان أول من يؤمن بها إسكافيا وعائلته ، ومنها خرجت الرهبنة ، وقاومت الرومان وقادت الثورات ضد طغيانهم. وقد لعبت الكنيسة المصرية دورا مهما فى الحياة الاجتماعية والسياسية المصرية منذ حكم الرومان حتى الألفية الثالثة،كما أنها قدمت الكثير للاهوت المسيحى ، وشكلت الرهبنة أحد مكونات شخصيتها وكان الأنبا أنطونيوس ابن صعيد مصر هو أول راهب مسيحي في العالم. يبلغ عمر كنيسة الإسكندرية ما يقرب من العشرين قرنا ، فقد تأسست خلال فترة حكم الطاغية الرومانى نيرون ، أى بعد عشرين عاما من انتهاء بشارة السيد المسيح ، بعد أن حضر الى الإسكندرية أحد تلاميذه (مارى مرقس الرسول)،الذى استشهد على يد الجنود الرومان بعد أن قاموا بجره من قدميه بكل شوارع الإسكندرية وأزقتها ، وكانت فى بداية إنشائها تحت سلطة الإمبراطورية الرومانية الشرقية بالقسطنطينية ، وتتخذ موقفا متشددا ضد الكنيسة الرومانية الغربية ، كما أنها شاركت في الحركة المسيحية العالمية. وأنشأت أول مجلس للكنائس العالمي. وظلّت عضواً في هذا المجلس حتى عام 1948م، و عضواً في مجلس كنائس إفريقيا ومجلس كنائس الشرق الأوسط. وتديرحوارا لحل الاختلافات الجوهرية بينها وبين كنائس الكاثوليك، والأرثوذكس الشرقيين، والمشيخيين، والبروتستانت. يرأس الكنيسة القبطية بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وتعنى الكلمة " بي آبا " اى الأب بالقبطية أو المصرية القديمة ، وهى كلمة تستخدم غالبا على كبار السن أو أصحاب المقام العالى ، ويشار أن أول من دعى بهذا اللقب هو القديس إنيانوس البطريرك الثاني لكرسي الإسكندرية الرسولي ،والبابا هو الرمز الروحى للمسحيين ، وتعنى كلمة كرازة ، التبشير، والمرقسية، أى أن المسيحية دخلت مصر بتبشير مارى مرقس الرسول ، وسميت بكنيسة الإسكندرية ، لأن مدينة الإسكندرية أقدم من مدينة القاهرة، بالإضافة أن الكنيسة تم تأسيسها فى الأولى ، ويساعد البابا الآباء الآساقفة والذين يشرفون بدورهم على الآباء الكهنة بالأبرشيات. وكل من البطريرك والأساقفة يجب أن يكونوا رهباناً، كما أن جميعهم أعضاء في المجمع المقدس، أعلى سلطة كهنوتية موجودة داخل الكنيسة ، ويجتمع بصورة دورية ليباشر أمور الإيمان . وعلى الرغم من أن الأب البطريرك يكون على مستوى عالٍ ويُقدَّر كثيراً من جميع الأقباط، إلا أنه لا يتمتع برفعة فوق المستوى ولا يكون معصوماً من الخطأ، لكن البابا يعين بترشيح من المجمع المقدس ويصدر بتعينه قرار جمهورى ، لكن لا أحد يستطيع عزله. وتضم الكنيسة أكثر من 60 أسقفاً قبطياً يباشرون عمل الأبرشيات داخل مصر وخارجها (كالسودان، وأورشليم، وغرب إفريقيا، وفرنسا، وإنجلترا، والولايات المتحدةالأمريكية). وتظل المسئولية الرعوية الرئيسية للمجتمع القبطي في أي أبرشية يقع على عاتق الآباء الكهنة والقساوسة، الذين يدرسون في الكلية الإكليريكية قبل رسامتهم. ورغم أن المجمع المقدس أعلى سلطة لاهوتية داخل الكنيسة،إلا أن هناك طائفتين أخريين غير كهنوتيتين مهتمتين بشئون الكنيسة،الأولى تُنتَخَب من المجلس الملي العام، والذي ظهر على الساحة عام 1874م. ليصبح هو الطريق ما بين الكنيسة والحكومة،ويختص بالنواحى الإدارية وغير الدينية في حياة الكنيسة،وتم إنشائه فى فبراير 1874 م ،الثاني هو مجلس الأوقاف القبطي، وظهر على الساحة عام 1928م. ليباشر ويُراقِب إدارة أوقاف الكنيسة القبطية من خلال القانون المصري. وتضم الكنيسة القبطية مدرسة الإسكندرية المسيحية هي أول مدرسة من نوعها في العالم، وتم إنشاؤها عام 190م، على يد العَلاَّمة المسيحي "بانتينوس"،وأصبحت أهم معهد للتعليم الديني في المسيحية. وتخرج منها كثير من الأساقفة البارزين من جميع أنحاء العالم ،وهناك أيضا الكلية الإكليركية وأنشئت عام 1893م،ويدرس فيها العلوم المسيحية كاللاهوت والتاريخ واللغة القبطية والفن القبطي، بالإضافة إلى الترنيم والأيقنة (صنع الأيقونات) والموسيقى وصنع الأنسجة. ظلت مدينة الإسكندرية هى المقر الأصلى للكرازة المرقسية عدة قرون، وهى المقر الوحيد للبابا القبطى ، و في عصر الخلفاء الأمويين بعد الاحتلال العربى الإسلامى لمصر انتقل مقر إقامة البابا إلى مصر ،وبسبب إيمان الأقباط بضرورة بقاء المقر الأصلى فى الأسكندرية ظل عدد من الباباوات ما بين المدينتين.