لا تفارق كاميرا الفيديو الطاولة الصغيرة التي يتسخدمها بسام الجعبري لتصليح أحذية سكان المنطقة في محله الذي تغطي الغبار رفوفه، علي الطريق بين الخليل ومستوطنة كريات أربع اليهودية في الضفة الغربية. وقال وهو يلقي نظرة على منزل من ثلاث طبقات على بعد حوالي مائة متر من نافذة وضعت عليها قضبان حديد «احتفظ بالكاميرا قربي دائما. انها الشيء الوحيد الذي يمنع المستوطنين من رشقي بالحجارة أو من دخول المحل». وانتقلت عائلات مستوطنين اسرائيليين منذ أكثر من عام الى المبنى الواقع في حي الراس الفلسطيني، مؤكدة انها اشترته. وعلى الفور، قامت منظمة «بتسليم» الاسرائيلية للدفاع عن حقوق الانسان، بتزويد أربع أسر فلسطينية قريبة من المبنى بكاميرات فيديو في اطار برنامجها «التصوير للدفاع عن النفس» (شوتينغ باك). وقال عيسى عمرو مسؤول «بتسليم» في قطاع الخليل جنوب الضفة الغربية «نعرف بالتجربة ما يحدث عندما ينتقل مستوطنون الى وسط احياء فلسطينية». واضاف «انهم يجعلون حياة الفلسطينيين مستحيلة. لكن اذا قام جيرانهم بتصويرهم فانهم يفكرون مرتين قبل مضايقتهم». مائة كاميرا ومنذ بداية 2007، وزعت حوالي مائة كاميرا على فلسطينيين في الضفة الغربية وخصوصا في الخليل التي تشهد توترا شديدا مع المستوطنين. وبثت وسائل اعلام اسرائيلية ودولية بعض اللقطات، مثل تلك التي ظهرت فيها في مارس 2007 اسرائيلية توجه الشتائم عدة دقائق الى جارتها الفلسطينية في البلدة القديمة من الخليل. وقال اورين ياكوبوفيتش المسؤول عن البرنامج في «بتسليم» ان «صور هذه المرأة بثت في جميع انحاء العالم واثارت استياء كبيرا. ومن يومها اعتمدنا البرنامج شوتينغ باك الذي كان في مرحلة اختبار حتى ذلك الحين». واضاف ان «الكاميرات ترتدي طابعا ردعيا قبل كل شيء: انها تحمي الفلسطينيين كما تسمح بكشف حوادث للجمهور ما كانت مرئية ويمكن التشكيك في صحتها». وخلال الاسبوع المنصرم اعتقل مستوطنان بعد ان صورا وهما يضربان رعاة فلسطينيين قرب الخليل. وانتشر خبر الحادث الاسبوع الماضي عندما عرض تلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) لقطات فيلم فيديو يظهر فيه شبان مستوطنون ملثمون ومسلحون بعصي.