أجلت شركات أمريكية تعمل لحساب الحكومة العراقية في مجال الدفاع، موظفيها الأمريكيين، وعددهم بالمئات، من قاعدة جوية عراقية تبعد حوالي 80 كلم شمال بغداد إلى داخل العاصمة العراقية بسبب هجوم يشنه مسلحون جهاديون في المنطقة، كما أفاد مسؤولون الخميس. وأكد مسؤول أمريكي في مجال الدفاع طالبا عدم ذكر اسمه ان "بضع مئات" من المتعاقدين الأمريكيين تم نقلهم من قاعدة بلد الجوية إلى بغداد لدواع أمنية. من جهتها قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جنيفر بساكي في بيان مقتضب "بوسعنا ان نؤكد ان مواطنين أمريكيين، يعملون بعقود مع الحكومة العراقية في إطار دعم برنامج المبيعات العسكرية الخارجية الأمريكي في العراق، يجري نقلهم مؤقتا من قبل شركاتهم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة". ورفضت الخارجية الأمريكية إعطاء أي تفاصيل إضافية عن عمليات الإجلاء، محيلة الأمر إلى الشركات الأمريكية المعنية. وشددت المتحدثة على ان السفارة الأمريكية في بغداد لا تزال تواصل عملها كالمعتاد، مؤكدة ان "وضع طاقم السفارة الأمريكية والقنصليات (في العراق) لم يتغير"، نافية بذلك شائعات سرت عن اخلاء بعثات دبلوماسية أمريكية في هذا البلد. من ناحيته أكد المسؤول الأمريكي في مجال الدفاع ان عمليات اخلاء الموظفين الأمريكيين من قاعدة بلد الجوية تتم جوا وتتولاها الشركات الأمريكية المشغلة لهؤلاء الموظفين من دون ان تكون هناك أي علاقة للحكومة الأمريكية بهذا الأمر. وقال "انهم موظفوهم وانها طائراتهم". وأوضح ان المتعاقدين يعملون لحساب الحكومة العراقية على برامج متعلقة ب 36 مقاتلة من طراز اف-16 اشترتها بغداد من واشنطن ويفترض ان تتسلم القوات العراقية أول طائرتين منها في الخريف المقبل، مؤكدا ان هؤلاء الموظفين يتقاضون رواتبهم من الحكومة العراقية وليس الأمريكية. وكانت قاعدة بلد الجوية ثاني أكبر قاعدة جوية أمريكية في العراق مع وجود حوالي 36 ألف أمريكي يعملون فيها، إلا ان واشنطن سلمت هذه القاعدة للحكومة العراقية في "تشرين الثاني" نوفمبر 2011.