في زيارة هي الاولى من نوعها منذ انسحاب قوات بلاده من العراق نهاية العام الماضي ، وصل رئيس اركان الجيش الامريكي الجنرال مارتن ديمبسي الثلاثاء الى بغداد ، بالتزامن مع تلقي اول دفعة من المقاتلات الامريكية اف-16 فى سبتمبر/ايلول. واجرى الجنرال ديمبسي محادثات في بغداد مع رئيس الوزراء نوري المالكى ونظيره العراقي الفريق بابكر زيباري.
واكد ديمبسي متحدثا لوكالة "فرانس برس" قبل الهبوط في بغداد، بانه مازال هناك دور مهم تلعبه الولاياتالمتحدة في العراق ولكن مع اختلاف الظروف.
وقال الذي عمل كقائد عسكري لمدة سبع سنوات في العراق، انه "مازال لدينا تأثير كبير ودور كبير نقوم به، ولكن الان على أساس الشراكة".
واكد ديمبسي انه جاء من اجل الحوار مع نظرائه العراقيين من اجل توسيع العلاقات العسكرية وليس لتقديم مطالب.
وبحث ديمبسى مع المالكى خلال محادثات استغرقت بينهما 90 دقيقة النزاع في سوريا ومصلحة العراق في تطوير التدريب مع القوات الامريكية وشراء معدات اميركية في مجال المعلوماتية خصوصا رادارات واسلحة دفاعية جوية وتجهيزات لامن الحدود.
وبعد جولة له بالمروحية فوق العاصمة العراقية، اعرب الجنرال دمبسي عن دهشته للحياة الطبيعية في هذه المدينة نسبة الى ما كانت عليه قبل عدة اعوام.
وقال في الطائرة التي اقلته الى واشنطن "كان هذا الامر قبل ثمانية اشهر ويبدو لي انهم (العراقيون) انتهزوا فرصتهم كما كنا نأمل انهم سيفعلون ذلك".
وبدورها ، اعتبرت السفارة الأمريكية في العراق زيارة الجنرال مارتن ديمبسي الى بغداد دعما للتنمية فيه كشريك استراتيجي .
وجاء في بيان للسفارة الامريكية اليوم أن زيارة رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال ديمبسي تأتي كجزء من جهود الولاياتالمتحدة ضمن اتفاقية الإطار الاستراتيجي لدعم إستمرارية التنمية في العراق كشريك استراتيجي يساهم في السلام والأمن .
وكان ديمبسي قال قبل هبوط طائرته في بغداد بانه لن يضغط على الحكومة العراقية بشأن التقارير الصحافية حول السماح لايران بنقل امدادات الى النظام السوري عبر الأراضي العراقية او مساعدة طهران في الالتفاف على العقوبات المالية.
وقال في هذا الشأن "انا لا اذهب الى بغداد مع توقع بان رئيس الوزراء سيغير مواضيع النقاش فقط لانني وصلت الى بغداد". وتابع "لا انوي ان اساله على وجه التحديد ان كان لهم دور فعال في الشأن السوري". ولكنه اشار إلى احتمال تهريب اسلحة عبر المناطق الصحرواية في غرب العراق الى سوريا بدون توجيه من الحكومة العراقية.
واوضح انه "ليس من المستبعد أن تحدث امور في المناطق الغربية الحدودية من العراق دون معرفة الحكومة، وهذا ممكن تماما".
وتابع "لا اعرف ان كان هذا سيرد في طار مباحثاتي اليوم".
ووصل ديمبسي قادما من افغانستان حيث تعرضت طائرته، طراز سي-17، الى اضرار جراء هجوم صاروخي وهي متوقفة، وأدى الى اصابة جنديين امريكيين.
ووصف الهجوم الصاروخي الذي استهدف طائرته بانه قد يكون "ضربة حظ" حققتها طالبان. ودفع الهجوم الذي وقع لدى تواجد طائرة ديمبسي في مطار باغرام الشاسع الذي يعد اكبر قاعدة عسكرية جوية امريكية في افغانستان، رئيس الاركان الامريكي الى استقلال طائرة اخرى للتوجه الى بغداد. وردا على سؤال حول هذا الحادث، اعتبر الجنرال دمبسي ان طالبان "حالفهم الحظ" باصابتهم طائرته. ومن المقرر ان يستلم العراق اول دفعة من المقاتلات الامريكية اف-16 فى سبتمبر/ايلول حسبما اعلن المسؤولون الامريكيون بمناسبة هذه الزيارة.
وحسب هؤلاء المسؤولين الذي فضلوا عدم الكشف عن هويتهم، فان الولاياتالمتحدة وافقت حتى الان على بيع العراق بقيمة 12 مليار دولار اسلحة وعقود تدريب بينها 36 مقاتلة من طراز اف-16.
واضافوا ان العراق يرغب ايضا في الحصول على رادارات جديدة ومزيد من انظمة الدفاع الجوي.
وغادر في 18 كانون الاول/ ديسمبر 2011، آخر الجنود الامريكيين بعد نحو تسع سنوات على اجتياح العراق.