قام رئيس اركان الجيش الاميركي الجنرال مارتن ديمبسي الذي يعد ارفع مسؤول في القوات الاميركية الثلاثاء في زيارة لبغداد هي الاولى منذ انسحاب قوات بلاده من العراق نهاية العام الماضي. واجرى الجنرال دمبسي الذي غادر الى الولاياتالمتحدة بعد زيارة استمرت ست ساعات، محادثات في بغداد مع رئيس الوزراء نوري المالك ونظيره العراقي الفريق بابكر زيباري.
واكد ديمبسي متحدثا لوكالة فرانس برس قبل الهبوط في بغداد، بانه مازال هناك دور مهم تلعبه الولاياتالمتحدة في العراق ولكن مع اختلاف الظروف.
وقال الذي عمل كقائد عسكري لمدة سبع سنوات في العراق، انه "مازال لدينا تأثير كبير ودور كبير نقوم به، ولكن الان على أساس الشراكة".
وسعيا لفتح صفحة جيدة، اكد ديمبسي انه جاء من اجل الحوار مع نظرائه العراقيين من اجل توسيع العلاقات العسكرية وليس لتقديم مطالب.
وبعد محادثات لمدة 90 دقيقة مع المالكي، قال الجنرال دمبسي للصحافيين انه بحث النزاع في سوريا ومصلحة العراق في تطوير التدريب مع القوات الاميركية وشراء معدات اميركية في مجال المعلوماتية خصوصا رادارات واسلحة دفاعية جوية وتجهيزات لامن الحدود.
وبعد جولة له بالمروحية فوق العاصمة العراقية، اعرب الجنرال دمبسي عن دهشته للحياة الطبيعية في هذه المدينة نسبة الى ما كانت عليه قبل عدة اعوام.
وقال في الطائرة التي اقلته الى واشنطن "كان هذا الامر قبل ثمانية اشهر ويبدو لي انهم (العراقيون) انتهزوا فرصتهم كما كنا نأمل انهم سيفعلون ذلك".
وكان قال قبل هبوط طائرته في بغداد بانه لن يضغط على الحكومة العراقية بشأن التقارير الصحافية حول السماح لايران بنقل امدادات الى النظام السوري عبر الأراضي العراقية او مساعدة طهران في الالتفاف على العقوبات المالية.
وقال في هذا الشأن "انا لا اذهب الى بغداد مع توقع بان رئيس الوزراء سيغير مواضيع النقاش فقط لانني وصلت الى بغداد".
وتابع "لا انوي ان اساله على وجه التحديد ان كان لهم دور فعال في الشأن السوري".
ولكنه اشار الى احتمال تهريب اسلحة عبر المناطق الصحرواية في غرب العراق الى سوريا بدون توجيه من الحكومة العراقية.
واوضح انه "ليس من المستبعد ان تحدث امور في المناطق الغربية الحدودية من العراق دون معرفة الحكومة، وهذا ممكن تماما".
وتابع "لا اعرف ان كان هذا سيرد في طار مباحثاتي اليوم".
ووصل ديمبسي قادما من افغانستان حيث تعرضت طائرته، طراز سي-17، الى اضرار جراء هجوم صاروخي وهي متوقفة، وادى الى اصابة جنديين اميركيين.
ووصف الهجوم الصاروخي الذي استهدف طائرته بانه قد يكون "ضربة حظ" حققتها طالبان.
ودفع الهجوم الذي وقع لدى تواجد طائرة ديمبسي في مطار باغرام الشاسع الذي يعد اكبر قاعدة عسكرية جوية اميركية في افغانستان، رئيس الاركان الاميركي الى استقلال طائرة اخرى للتوجه الى بغداد.
وردا على سؤال حول هذا الحادث، اعتبر الجنرال دمبسي ان طالبان "حالفهم الحظ" باصابتهم طائرته.
وسعيا لفتح صفحة جيدة، اكد ديمبسي انه جاء من اجل الحوار مع نظرائه العراقيين من اجل توسيع العلاقات العسكرية وليس من اجل مطالب.
وقال ديمبسي في وقت سابق خلال زيارته للمنطقة، "اعتقد ان (المسؤولين العراقيين) ادركوا ان قدراتهم تحتاج الى المزيد من التطوير واعتقد انهم يحاولون التواصل معنا لمعرفة ما اذا كان بامكاننا ان نساعدهم في هذا المجال".
وبمناسبة هذه الزيارة، اعلن مسؤولون اميركيون ان العراق سيتسلم في ايلول/سبتمبر 2014 اول دفعة من المقاتلات الاميركية اف-16.
وحسب هؤلاء المسؤولين الذي فضلوا عدم الكشف عن هويتهم، فان الولاياتالمتحدة وافقت حتى الان على بيع العراق بقيمة 12 مليار دولار اسلحة وعقود تدريب بينها 36 مقاتلة من طراز اف-16.
واضافوا ان العراق يرغب ايضا في الحصول على رادارات جديدة ومزيد من انظمة الدفاع الجوي.
وغادر في 18 كانون الاول/ديسمبر 2011، آخر الجنود الاميركيين بعد نحو تسع سنوات على اجتياح العراق.