بماذا قتلت إسرائيل اللبنانيين؟ بعد سنة على الحرب لا يملك أحد اليوم جواباً قاطعاً في ظل تكتم إسرائيل حول نوعية الأسلحة التي استخدمتها والسؤال يسعى أساسا إلى فهم ما حصل وتأمين معطيات تساعد المستشفيات في الجنوب على الاستعداد لأنواع جديدة محتملة من الإصابات، بدل أن تفاجأ بها كما حصل في الصيف الماضي. وطرح السؤال يهدف أيضاً إلى توفير قدر كاف من المعلومات للمواطنين المعرضين حول طبيعة الآلة العسكرية التي واجهوها وسبل الوقاية من أي تداعيات يمكن أن تنجم عن ذلك، وربما أيضاً طمأنتهم نسبيا إلى أن نتائج هذه الحرب انتهت مع انتهاء العمليات العسكرية. وحتى اليوم، لم تتكفل أي جهة لبنانية، رسمية أو خاصة، بإنشاء هيئة مراقبة ترصد أي حالات صحية طارئة أو غير مألوفة قد تكون ناجمة عن حرب الصيف الماضي، وبقي الاعتماد على الهيئات الدولية للتحقيق في الموضوع. إلا أن معظم التحقيقات الدولية التي رصدت انتهاكات حقوق الإنسان أو درست تأثيرات الحرب على البيئة انتهت بعد زيارات عدة أجراها الخبراء الدوليون إلى قرى الجنوب ومناطق القصف انتهت بوضع تقارير عن الوضع كما رأوه في حينه. ومعروف أن الكثير من تأثيرات الحرب قد لا تظهر مباشرة على الناس بل تحتاج لسنوات عدة قبل أن يصبح رصدها وإحصاؤها ممكنا وهو أمر منوط بالحكومة اللبنانية ومؤسسات الدولة وليس مسؤولية أي مؤسسة دولية أخرى. بماذا قتلت إسرائيل اللبنانيين؟ ليس هناك جواب قاطع ولكن هناك بعض المعطيات التي تجمعت خلال سنة من أبحاث جهات غير حكومية وناشطين دوليين وأطباء مستقلين أو من نتائج التحقيقات التي قامت بها لجنة أنشأتها لجنة حقوق الإنسان في الأممالمتحدة أو في بعض الأحيان من اعترافات الجيش الإسرائيلي نفسه. فبعد وقت قليل من بدء الحرب، ومع تزايد عدد الشهداء والجرحى، بدأت تلاحظ أنواع من الإصابات لم يكن قد خبرها الأطباء الجنوبيون من قبل رغم أن كثيرين منهم شهدوا عدواني العامين 1993 و1996. وفي 22 يوليو أي بعد حوالي 10 أيام على بدء الحرب نشرت «السفير» تقريرا مفصلا جمعت فيه شهادات حول العوارض وأشكال الإصابات الغريبة أو غير المعتادة التي لاحظها الأطباء في الجنوب وربطوها بفرضيات استخدام أنواع من الأسلحة بعضها «تقليدي» وبعضها الآخر حديث. ومنذ ذلك الحين تواصل البحث لتأمين أي دلائل على صحة أو خطأ هذه الفرضيات. أما النتيجة فقد جاءت على الشكل التالي: القنابل العنقودية: إحدى أكثر الأسلحة التي مازالت تقتل وتجرح اللبنانيين بعد سنة على انتهاء الحرب، لكنها أيضاً كانت السلاح الأول الذي أدان إسرائيل خلال الحرب وبعدها نظرا لصعوبة إخفائه أو إخفاء نتائجه. وقد حدد تقرير أصدره برنامج البيئة في الأممالمتحدة حجم المشكلة بمليون قنبلة عنقودية غير منفجرة موزعة على 813 موقعاً في الجنوب. واعترفت إسرائيل بأنها ألقت غالبية هذه القنابل في الأيام العشرة الأخيرة من الحرب. قبيل انتهاء الحرب أنشأت الأممالمتحدة لجنة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في لبنان من قبل الجيش الإسرائيلي وقد أصدرت تقريرها الختامي في نوفمبر 2006 والذي اعتبرت فيه أن «الجيش الإسرائيلي خرق الاتفاقيات الدولية لاستخدامه غير المشروع لبعض الذخائر وتنفيذ العقاب الجماعي على المدنيين». ومع ذلك ذكر التقرير أنه «ليس من المعروف أن الأسلحة التي استخدمتها قوات الدفاع الإسرائيلية غير قانونية في حد ذاتها بموجب القانون الإنساني الدولي». بل إن الطريقة التي استخدمت فيها تلك الأسلحة في بعض الحالات تنتهك القانون. وأعلنت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أن النتائج الأولية التي توصل إليها التحقيق أشارت إلى انتهاك إسرائيل للاتفاقيات المبرمة معها عبر استخدامها القنابل العنقودية في لبنان خلال الصيف الماضي. وأوصت المنظمة بضرورة أن تؤدي هذه النتيجة إلى وقف فوري لكل صفقات بيع هذه القذائف إلى إسرائيل. الأسلحة الكهرومغناطيسية أو أسلحة المايكروويف (أسلحة الطاقة المباشرة): كانت طبيعة التشوهات والإصابات التي رصدت لدى الجرحى والشهداء هي ما دفع إلى الشك في إمكانية أن تكون إسرائيل قد استخدمت هذا النوع من الأسلحة. وتتلخص هذه العوارض بتشويهات غير طبيعية للجثث وسيطرة اللون الأسود على جلد الشهداء بحيث بدوا محروقين من دون أن يكونوا كذلك بالفعل. كما أن وفاة بعض الشهداء جاءت سريعة جدا رافقها انبعاث روائح غريبة منهم لم يستطع الأطباء تفسيرها. وظهر تخثر سريع للدم في الجسم كما لم تكتشف أي شظايا فيه. ولفت أيضاً تكرار أشكال محددة من الإصابات في العيون لدى عدد كبير من الجرحى. هذه الحالات رصدت في الرميلة والدوير وبنت جبيل وصور. وكان د. بشير شام مدير المركز الطبي في صيدا قد لاحظ هذه العوارض على جثث نقلت إلى المركز بعد إصابتها تحت جسر الرميلة شمالي صيدا، في 17 يوليو 2006 إذ ظهرت جثثهم بلون داكن كأنها محترقة من دون أن تكون محترقة فعلا بدليل بقاء ثياب الضحايا وشعرهم عليهم. وتوافقت هذه العوارض مع تقرير بثته قناة «راي نيوز 24» الإيطالية في شهر مايو 2006 أعده صحافيون في العراق ويتحدث عن استخدام القوات الأميركية نوعاً جديداً من الأسلحة هو عبارة عن شعاع من الموجات الكهرومغناطيسية القصيرة جداً أي ما يشبه الأشعة التي تطلقها أجهزة المايكروويف في المنازل. ويتم تصويب هذا السلاح على الهدف فتكون مهمته الدخول تحت الجلد وإصابة الأطراف العصبية بحيث يشل الجهاز العصبي ويرفع حرارة الجسم من خلال تسخين المياه الموجودة داخل الخلايا. وأشار التقرير إلى أن استخدام هذا النوع من الأسلحة تسبب في تقطيع أوصال الأشخاص المستهدفين وظهور ما يشبه الحروق في أجزاء مختلفة من أجسادهم من دون أن يجد الأطباء داخل أجسادهم أي آثار لشظايا قذائف تقليدية. وتحدث التقرير التلفزيوني عن تقلص في حجم الجثث نتيجة هذا السلاح وهو ما لاحظه دكتور شام أيضاً في جثث الرميلة. لكن تقريرا طبيا ألمانيا صدر بعد دراسة أنسجة عينات جلدية لضحايا جسر الرميلة، نفى إمكانية أن يكونوا قد قتلوا بأسلحة فوسفورية أو كهرومغناطيسية (ميكروويف) أو سامة من دون أن يتمكن من تحديد سبب الوفاة الحقيقية. ورجحت مصادر طبية أن يكون سبب الوفاة استخدام القنابل الفراغية أو القنابل الوقودية الهوائية. غير أنه في النهاية بقي السبب الفعلي للوفاة غير معروف. ويفترض التقرير «أن الترسبات السوداء على الجلد تفسر من جهة، اللون الأسود الذي غطى الأجساد، ومن جهة أخرى تشير إلى فرضية ينبغي التأكد منها من أن هؤلاء الأشخاص تعرضوا «لسحابة من السخام»، كما وصفها، عندما كانوا أحياء وبعد وفاتهم لفترة من الزمن. ووضع تقرير ألماني فرضية تحتاج إلى تأكيد مفادها أنه «يمكن أن يكون التسمم هو سبب الوفاة بفعل استنشاق الدخان أو لافتقار الدم للأوكسجين anoxemie نتيجة حريق في مكان مغلق إنما لا يمكن تحديد السبب الحقيقي للوفاة» لأن ذلك يحتاج لإجراء تشريح وتحليل كيماوي للغازات في الدم وتحليل السمية في الدم. وهو ما أصبح اليوم، وبعد سنة على الوفاة والدفن أمرا شبه مستحيل. قنابل الحرارة والضغط الفراغية والوقودية الهوائية: دفعت نتائج التحاليل التي أجريت على شهداء الرميلة أحد الخبراء اللبنانيين إلى ترجيح احتمال أن تكون وفاتهم قد نتجت عن استخدام القنابل الفراغية من النوع الذي يستخدم الوقود من أجل امتصاص الأوكسجين (fuel air bomb). وشرح الخبير في حينها أن هذا النوع من الأسلحة قد يؤدي إلى تشكيل نوع من الهيدروكاربونات في محيطها، متسائلا عما إذا كانت المادة السوداء التي غطت الشهداء مشكلة من الهيدروكاربونات أم من مواد كيماوية أخرى كالبلاستيك المحترق أو الجرانيت أو من مسحوق معدني مثل التانجستين أو من مادة مؤكسدة؟ أو حتى من مواد مشعة؟ وكانت أولى بوادر ذلك ظهرت في منطقة النبطية مع تسجيل حالات وفاة لم تظهر عليها أي عوارض أو جراح خارجية مع ظهور إمكانية حصول انهيار في الرئتين وتوقف في القلب من دون أسباب واضحة، بالإضافة إلى نزيف في الدماغ. كما عزز هذا الاعتقاد ما أورده شهود عيان من بلدة عيناتا في الجنوب عن رؤيتهم منازل تنهار من دون أن يسمعوا انفجار القذيفة. إلى ذلك خلص عدد من الخبراء الأجانب ومنهم الخبير البريطاني في الأسلحة داي ويليامز، وبعد زيارته أماكن القصف في الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت ومعاينته لطبيعة التدمير الذي طال عددا من البنايات خلص إلى استنتاجات عدة منها وجود إمكانية عالية لأن تكون إسرائيل قد استخدمت قذائف الحرارة والضغط الفراغية الحديثة THERMOBARIC والقنابل الوقودية الهوائية fuel air bombs والتي يمكن في بعض أنواعها أن تحمل عنصر اليورانيوم. ولفت ويليامز إلى الهجوم على المبنى الذي كان يضم المركز الإعلامي لحزب الله. إذ يشرح أحد الشهود العيان كيف أن صاروخا خرق طوابقه العشرة قبل أن ينفجر في مخزن للسيراميك تحت الأرض محدثا حريقا ومسويا المبنى بالأرض. وهذه الفرضية عززتها معلومات حصل عليها خبير آخر هو هانك فان در كيور، منسق برنامج اليورانيوم المنضب في «مؤسسة لاكا للتوثيق والأبحاث حول الطاقة النووية» في هولندا، الذي نقل عن مصدر غربي أن إسرائيل استخدمت هذا النوع من القنابل الفراغية بالإضافة إلى قنابل مضادة للتحصينات (bunkers buster) في قصف الجسور. وبالإضافة إلى الاستنتاجات السابقة جاء التأكيد من إسرائيل نفسها على استخدام هذا النوع من الأسلحة الجوية التي تعمل بالوقود من أجل تفجير الألغام فقط في حين نقل تقرير لجنة التحقيق حول انتهاكات حقوق الإنسان عن بعض الشهود العيان قولهم إن إسرائيل استخدمت هذه الأسلحة في تدمير المنازل والممتلكات في الضاحية الجنوبية. الفوسفور الأبيض: عندما بدأت ترد صور عن حروق غريبة رصدها بعض الأطباء لاسيما في مناطق مرجعيون وبليدا وحولا وصور بدا أن هناك احتمالا من اثنين: الفوسفور أو النابالم. لكن الأطباء الذين شهدوا اجتياحات إسرائيلية سابقة لم ينتظروا طويلا قبل أن يؤكدوا عن هناك استخدام للفوسفور الأبيض الحارق في ضرب المدنيين. القنابل الصغيرة والمتفجرات المحشوة بالمعادن: تحدث تقرير لجنة التحقيق التابعة لمجلس حقوق الإنسان عن إمكانية أن تكون إسرائيل استخدمت هذا النوع من الذخيرة في حربها ضد لبنان واستند التقرير إلى تقارير صحافية وطبية ذات خبرة. وأشار إلى شهادات أطباء قالوا إن بعض الجرحى عانوا من حروق غير مفهومة ولم تشاهد مثلها من قبل. ونفى الجيش الإسرائيلي أن يكون قد استخدم هذا النوع من الأسلحة. وهي عبارة عن قنبلة صغيرة القطر، عدلت لإدراج مركب في حالة كثيفة ومعادن خاملة متفجرة (DIME) في داخلها، ما يجعلها قادرة على الوصول بدقة قاتلة والانفجار ضد الأهداف السهلة مع انخفاض مذهل للأضرار الجانبية،رغم انه قيل في صيف 2006 أن النسخة الأميركية لا تزال في مرحلة الاختبار ولم تستخدم في ساحة المعركة في ذلك الوقت إلا أن تحقيقا بثه التلفزيون الإيطالي في العاشر من أكتوبر 2006 تحدث عن جروح غريبة ظهرت على بعض المصابين من الفلسطينيين في غزة نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية عليهم،وتتمثل هذه الجروح في بتر للرجلين واليدين ووفيات غير مفهومة بعد أن يكون الأطباء قد عالجوا الجروح الظاهرة. وبيّن التحقيق أن إسرائيل تختبر نوعا جديدا من هذه الأسلحة يعتمد على شظايا من الكربون وغبار المعادن الثقيلة لاسيما التانجستين التي تدخل الجسم ولا يمكن كشفها عبر التصوير بالأشعة السينية وهي شظايا تستمر بالاحتراق داخل الجسم المصاب وتؤدي إلى الوفاة في النهاية من دون أن تظهر آثار جروح aخارجية واضحة بالضرورة. وإسرائيل لم تنف الموضوع كما لم تؤكده. صواريخ الهيليوم: ذكر تقرير مشترك أصدرته الجمعية الأميركية للقانونيين والاتحاد اليهودي الفرنسي من أجل السلام في مارس الماضي أن إسرائيل استخدمت صواريخ تحتوي على غاز الهيليوم في حربها. وقال التقرير الرسمي الذي كتبه مبعوثان منهما على إثر زيارة إلى لبنان لرصد انتهاكات القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني من قبل إسرائيل، أن سلاح الجو الإسرائيلي وخلال قصفه للمدن والقرى استخدم صواريخ تحتوي على غاز الهيليوم وهو ما رأته البعثة بنفسها في منزل علي إبراهيم سليم في بلدة حولا حيث مازال يحتفظ ببقايا الصاروخ الذي دمر بيته وقتل شقيقته وأخاه وزوجة أخيه. وكانت تقارير صحافية تحدثت عن الحالة نفسها وإذ بدا من الصعب تفسير وجود الهيليوم في الصاروخ إلا أنه من المعروف أن الهيليوم من الغازات النبيلة التي لا تتفاعل غير أنه قد يصبح خطيرا في حال استنشاقه بكميات كبيرة بسبب قدرته على الحلول مكان الأكسجين في الدم مما يقود إلى الاختناق خلال دقائق قليلة. في ضوء هذه المعطيات يبدو أن سنة من الزمن كانت كافية لكشف الكثير حول حقيقة بعض أنواع الأسلحة التي استخدمتها إسرائيل غير أن العقدة الأساسية بقيت في الأسلحة الجديدة والتي لاتزال سرية، إذ تبين أن حداثة بعض هذه الأسلحة جعلها أيضاً في مكان رمادي بالنسبة لقانون حقوق الإنسان، فهي غير محكومة بتشريعات واضحة تحدد ما إذا كانت مقبولة أم محرمة. بيت ياحون مات معظم أشجارهاأغرقت إسرائيل بلدة بيت ياحون الجنوبية في قضاء بنت جبيل بالقنابل العنقودية. عائلة وحيدة كانت قد عادت إلى الضيعة بعد شهر على عدوان يوليو الماضي. وكانت فرق مكتب التنسيق لنزع الألغام والجيش اللبناني قد نظفت شوارع وطرقات البلدة ولكنها زنرت حقولها بالشرائط الملونة التي تشير إلى المساحات الملوثة بالعنقودي الذي سقط عليها ك «زخ المطر». وكحصتها من القنابل العنقودية والذخائر غير المنفجرة جاءت حصة بيت ياحون من الدمار.. سوى ثلاثة أرباع منازل البلدة بالأرض فيما تصدع العدد الباقي. عام على العدوان وبيت ياحون فارغة من أهلها وأبنائها.. 300 نسمة هي مجمل من عادوا إلى الضيعة التي تحوي نسبة لا بأس بها من المغتربين: فيما بقي أكثر من نصف الذين نزحوا عنها، بسبب الحرب، خارجها، كما يقول رئيس بلديتها علي ناجي. يعود سبب غياب الأهالي إلى الخراب والقنابل العنقودية: «لم يقبض الأهالي إلا نصف مستحقاتهم منذ فترة بسيطة، ونصف الحقول لم تعلن بعد نظيفة من القنابل العنقودية». ومع العنقودي الذي غزاها خسر أهالي بيت ياحون مواسم الزيتون والتبغ وخضارهم والفواكه الصيفية: «ما حدا طلّع تنكة زيت» يقول ناجي. بعض الأهالي من أصحاب الحقول المنظفة حرثوا أراضيهم هذا العام فيما ينتظر المزارعون الآخرون الانتهاء من حقولهم: «مصادر الدخل محصورة بالزراعة بالنسبة لمن لا مغترب لديه يساعده، فمن أين يأكل الناس»، يسأل المزارع حسين مكي وهو يتحسر على 10دونمات لم يتجرأ على دخولها. يقول رئيس بلدية بيت ياحون علي ناجي إن الوضع أصبح أفضل بالنسبة للقنابل العنقودية رغم عدم الانتهاء من كل البلدة وحقولها، لافتاً إلى استمرار تلوث خراج بيت ياحون بالقنابل «في الجهة الشمالية للبلدة لدينا بما يقارب ال 100 ألف دولار شجر نخيل وصنوبر وخروب وهي مزروعة بالقنابل العنقودية». منذ عامين، ووفق ناجي، لم تتمكن البلدية من ري هذه الأشجار التي زرعت كهبة من برنامج الأممالمتحدة الإنمائي. ويضيف: «لم نروها في خلال سنة الحرب وهذه السنة، وبذلك مات 75 في المئة من أشجارها بسبب العطش». ويؤدي تلوث مشاع وخراج بيت ياحون إلى إلحاق خسائر كبيرة بالمزارعين والأهالي بسبب إغلاق كل تلك المساحات على الرعاة وأصحاب المواشي: «قتل غالبية القطيع وتشرد في خلال العدوان واليوم يحتار المزارعون أين يذهبون بمواشيهم المتبقية»، يقول ناجي.