- رغم أن هناك هدنة موقعة بين حركتى فتح وحماس إلا أن المواجهات والاشتباكات المسلحة بين الجانبين تصاعدت أمس الجمعة فى قطاع غزة فى الأراضى الفلسطينية وأدت إلى مقتل وإصابة العشرات من الفلسطينيين ومن كوادر الحركتين - ودعا الرئيس الفلسطينى محمود عباس إلى وقف المعارك فوراً بين الحركتين ومطالباً جميع الأطراف فى غزة بالتوقف فوراً عن هذه الأعمال التى تضر بمصالح الشعب الفلسطينى . - واستمراراً للجهود التى يبذلها الوفد الأمنى المصرى فى غزة استضافت السفارة المصرية هناك اجتماعاً عاجلاً حضره اسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطينى وروحى فتوح مبعوث الرئيس الفلسطينى محمود عباس لبحث تدهور الأوضاع فى قطاع غزة فى ظل استمرار المعارك بين فتح وحماس ، حيث دعا رئيس الوفد الأمنى المصرى اللواء برهان جمال حماد جميع الأطراف المتقاتلة الابتعاد عن المؤسسات العامة والعودة إلى الحوار والوقف الفورى لإطلاق النار . - ومن جهة أخرى أكد مصدر دبلوماسى فلسطينى فى الرياض أن الرئيس الفلسطينى محمود عباس ورئيس المكتب السياسى لحركة حماس خالد مشعل سيلتقيان فى مكةالمكرمة يوم الثلاثاء القادم 6 فبراير 2007 تلبية لدعوة العاهل السعودى الملك عبد الله بن عبد العزيز . - ومن جانبه استنكر عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية هذه المعارك والمواجهات مُشيراً إلى أن هذا شئ مؤسف . - وفى ضوء ذلك ُنذكر الفصائل الفلسطينية بأن عليهم التضامن بدلا من التناحر وبدلاً من استنزاف الأرواح الفلسطينية والمال والجهد فى الاقتتال الداخلى وأنه يجب التنبيه أن إسرائيلى المستفيد الأول من هذا الاقتتال ومن غير المستبعد أن تكون وراء هذه الفتنة . - لقد تزامنت الأزمة الداخلية الفلسطينية والمواجهات بين حركتى حماس وفتح مع فوز حماس فى الانتخابات التشريعية الفلسطينية فى يناير 2006 وحصدت أرواح العشرات من الفلسطينيين ، ويرى المراقبون أن الخروج من هذه الدوامة يبقى ضعيفاً بالرغم من الاتفاقيات الموقعة لوقف إطلاق النار وذلك بسبب انعدام الثقة بين طرفى الصراع واستمرار العامل الخارجى فى إشعال نار الفتنة الداخلية الفلسطينية التى لم تفلح معها الفتاوى الدينية التى صدرت عن جميع القيادات الدينية فى الأراضى الفلسطينية . - إنه من المؤسف حقاً أن يتحول الصراع من صراع بين أصحاب الحق الفلسطينيين فى الأراضى المحتلة وبين الإسرائيليين الذين احتلوا الأرض منذ عام 1948 وحتى الآن إلى صراع بين الأخوة الفلسطينيين أنفسهم أصحاب القضية وتحول الاقتتال إلى اقتتال فلسطينى - فلسطينى الذى يمثل فعلاً نهاية حقيقية لمأساة عاشها الشعب الفلسطينى طوال تاريخه . - ويرى المحللون أنه مع الاقتتال الداخلى الفلسطينى تحولت فتح وحماس من قوى مقاومة للإحتلال الإسرائيلى إلى قوى احتلال للشعب الفلسطينى نفسه ، ولا يمكن القبول بأن تكون المقاومة مثل الاحتلال ، فالشعب الفلسطينى عانى الأمرين طوال تاريخه ولا يستحق أبداً أن يعانى من احتلالين فى توقيت واحد . - والسؤال هو .. من يقف وراء تلك الاشتباكات الدموية بين الأخوة الفلسطينيين ، خاصة بعد لقاء المصالحة الذىتم فى دمشق بين محمود عباس وخالد مشعل ، والذى اتفق فيه الجانبين على حُرمة الدم الفلسطينى وأنها خط أحمر لا يمكن تجاوزه ؟