في إطار تصعيد للخلافات الدبلوماسية مع بريطانيا ، استدعت المؤسسات الأمنية الروسية موظفي المركز الثقافي البريطاني للاستجواب أمس الأربعاء، وقامت قوات الشرطة بحجز عميد المركز الثقافي البريطاني والذي يقع في مدينة سانت بطرس برج من جهتها أدانت الحكومة البريطانية ما أسمته ترويع وتحرش بموظفي المركز وقالت أن الخاسر الوحيد هم مرتادو المركز وسمعة الحكومة الروسية جاء ذلك في تصريح لوزير الخارجية البريطاني أمس الأربعاء. وقد قامت الشرطة الروسية بمداهمة منازل عدد من المواطنين الروس الذين يعملون بالمركز الثقافي والذي يعد الذراع الثقافي للحكومة البريطانية . وقد طلبت موسكو من لندن إغلاق المركز الثقافي البريطاني في سان بطرس برج ويكترنبرج قائلة انه يعمل بصورة غير قانونية ، ولكن بريطانيا تحدت الطلب الروسي قائلة أن المركزيين محميين بموجب اتفاقية فبينا عام 1963 والمتعلقة بالعلاقات القنصلية وأيضا الاتفاق الثقافي بين بريطانيا وروسيا الموقع في عام 1994. وقد قال مكتب خدمات الأمن الفيدرالي الروسي الذي خلف جهاز الاستخبارات في الاتحاد السوفيتي السابق الكي جي بي انه قام باستدعاء الموظفين الروس الذين يعملون بالمركز من اجل ضمان آلا يتم استغلال هؤلاء الموظفين من قبل الاستخبارات البريطانية عن طريق عملهم في المركز، ويعمل في المركز البريطاني في موسكو ثمانين موظف روسي وأربعة آخرين في مكاتب المركز في يكتنبرج والكائن وعلى عكس الفرعيين الآخرين داخل القنصلية البريطانية . وقد قامت الشرطة الروسية بتوقيف مدير مكتب المركز البريطاني ستيفن كينوك خلال فحص لبطاقات الهوية في سانت بطرس برج مساء الثلاثاء الماضي حيث كان يقود سيارته وهو مخمور بحسب ما فادت وكالة الأنباء الروسية انتر فاكس ، وقد رفض ستيفن هوك إجراء اختبار لإثبات إذا ما كان مخمورا من عدمه ولكن مصدرا في الشرطة قال إن هناك شهود عيان على ذلك ، وقد قال المتحدث باسم المركز الثقافي البريطاني في لندن (أن القنصلية البريطانية في سان بطرس برج تتبع المعايير الدبلوماسية وأنها أعطت تعليمات لكينوك بالا يقوم بعمل الاختبار بعد أن قام بالاتصال بالقنصلية) وقال المتحدث أنهم يرفضون الادعاءات بأن كينوك كان يقود سيارته وهو مخمور وكينوك الذي يرأس المراكز الثقافية البريطانية على مستوى العالم هو ابن نيل كيونوك زعيم حزب العمال السابق ويتمتع بحصانة دبلوماسية وقد تم الإفراج عنه بعد ثلاثين دقيقة من احتجازه ، وفي بيان للمركز الثقافي البريطاني قال فيه (( أننا مهتمون بأمن وسلامة العاملين في المركز سواء كانوا روس أم بريطانيين )). ويقوم المركز الثقافي البريطاني بتقديم دروس في اللغة الانجليزية والبرامج الثقافية للراغبين في تعلم اللغة الانجليزية من الروس في مقابل مادي إلا أن المركز كان موضوعا لتحقيقات متعلقة بالضرائب قامت بها السلطات الروسية ، إلا أن الأمور قد تصاعدت بعد أن رفضت روسيا طلبا بريطانيا لتسليمها اندري لوجوفوي العميل السابق ل ( كي جي بي ) للمثول أمام محكمة بريطانية في تهمة قتل الكسندر لتفينكو العميل السابق لجهاز الأمن الداخلي والمعروف عنه انتقاده اللاذع للرئيس فلاديمير بوتن . وقد أعلنت وزارة الخارجية الروسية يوم الاثنين الماضي أنها لن تقوم بتجديد او إصدار أي تأشيرات لموظفي القنصلية البريطانية الذين يعملون في المركز الثقافي الروسي خارج موسكو . وفي تصريح خاص لمحطة البي بي سى لندن قال السفير الروسي لدي بريطانيا يوري فيديتوف ( إن المركز الثقافي الروسي في موسكو يؤدي عملا طيبا ولكنه سيغلق إذا ما استمر في تحدي السلطات الروسية ) . وكان عدد من المعلقين الروس قد اتهموا المركز الثقافي البريطاني بأنه واجهة للمخابرات الغربية وقد قال يوري دورذدوف رئيس عمليات ( الكي جي بي) خلال الفترة من 1979 وحتى 1991 (( إن المركز الثقافي البريطاني ذات صلة الاستخبارات البريطانية والأمريكية وان التحريات التي أجريت على عدد من مدراء المركز أظهرت أنهم تلقوا تدريبات خاصة في جهازي الاستخبارات البريطاني والسي أي ايه الأمريكية ) . وقد سخر المسئولون البريطانيون من الاتهامات ولكن هذه الاتهامات أصبحت ذائعة الصيت في روسيا وتنتشر بسرعة كبيرة ، وقد اضطر المركز لإغلاق أبوابة بصورة مؤقتة أمس الأربعاء لأن كل الموظفين الروس العاملين في المركز كانوا محتجزين للتحقيق من قبل السلطات الروسية ، وقد قال وزير الخارجية البريطانية ديفيد ميلبان ( إن بلاده سترد على رفض روسيا منح تأشيرات للعملين بالمركز الثقافي بعد التشاور مع شركائهم الدوليين.) أما المسئولون الروس فقد رفضوا الانتقادات البريطانية وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافاروف (( نحن نتفهم أن البريطانيين لديهم حنين إلى الماضي والى زمن الاستعمار وهذا يجعلهم يتجاهلون الجانب القانوني للأمر وأضاف ( أن اللغة التي تستخدمها بريطانيا ليست ملائمة ولا يجب أن تستخدم مع روسيا ).