قديما قالوا .. إن القرآن نزل في مكة.. وطبع في إسطنبول.. وقريء في مصر.. حيث تتميز مدرسة التلاوة المصرية بعدد لا حصر له من القراء أصحاب الأصوات المميزة التي جمعت بين حلاوة الصوت والتمكن من الأداء والحفظ التام للقرآن والدراسة الدقيقة لفن التجويد من إدغام وإظهار وتنوين ومد وغيرها من أحكام التلاوة .. والمقاريء المصرية جزء لا يتجزأ من التراث المصري. وبأصوات قرائنا العظام تثبت هذه المقولة صحتها يوماً بعد يوم، حيث أنجبت مصر للعالم، وما زالت تنجب، عدداً من أفضل قراء القرآن الكريم تجويداً وترتيلا،ً فهم كما قال عنهم شيخ مشايخ كردستان في كتابه ( أفضل قراء القرآن) إنهم أي القراء المصريين يجتازون عتبات الأذن ليصلوا بالمتلقي إلي قمة النشوة القرآنية ليتخيل أنه يسبح فوق نهر من لبن. وفى شهر رمضان الذى انزل فيه القرآن تتوهج هذه العادة الحميدة عادة قراءة القرآن وسماعه وتتلالا اصداء اصوات مشاهير القراء الذين ارتبطت اصواتهم بالاذهان فى هذا الشهر الفضيل .،وتضم مدرسة التلاوة المصرية العديد من الأسماء البارزة التي تعدت في شهرتها حاجز الزمان والمكان..أصوات من الجنَّة تشدو على الأرض .. قيثارة السماء ..الشيخ محمد رفعت يظل صوت الشيخ محمد رفعت- مذاقًا رمضانيا اعتدناه كل عام، و كان أول من تلا القرآن في الإذاعة وكان مترددًا واستفتي قبل قبوله هذا العرض مشايخ الأزهر فأفتوه بمشروعيتها وجوازها.،وكان المصلون في درب الجماميز في بداية الأربعينيات قد اعتادوا سماعه في مسجد فاضل باشا، والده هو محمود رفعت ضابط البوليس وكان رفعت مبصرًا حتي سن الستين فأصيب بمرض كف بصره، ووهبه أبوه لخدمة القرآن،والحقه بكتاب مسجد فاضل، وفيه أتم حفظ القرآن وفي سن الخامسة عشرة عين قارئًا يوم الجمعة وذاع صيته، فكان المسجد يضيق بالمصلين، وكانت تلاوته كأنما هي صوت هابط من السماء وصاعد إليها في ذات الوقت، وكان يدخل المصلين في حالة من الوجد والخشوع، فضلاً عن قدرته في تجسيد معني الآيات بطرق التلاوة المختلفة، والفنية. كان الشيخ محمد رفعت من أول من أقاموا مدرسة للتجويد الفرقاني في مصر وكانت طريقته تتسم بالتجسيد للمعاني الظاهرة للقرآن الكريم وإمكانية تجلي بواطن الأمور للمتفهم المستمع بكل جوارحه لا بأذنه فقط، والتأثر والتأثير في الغير بالرساله التي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان يبدأ بالإستعاذه بالله من الشيطان الرجيم والبسمله والترتيل بهدوء وتحقيق وبعدها يعلو صوته فهو خفيض في بدايته ويصبح بعد وقت ليس بالطويل غالبا "عاليا" لكن رشيدا يمس القلب ويتملكه ويسرد الآيات بسلاسة وحرص منه واستشعار لآي الذكر الحكيم. كان جل اهتمامه بمخارج الحروف وكان يعطي كل حرف حقه ليس كي لا يختلف المعنى بل لكي يصل المعنى الحقيقي إلى صدور الناس، وكان صوته حقا جميلا رخيما رنانا، وكان ينتقل من قراءة إلى قراءة ببراعة وإتقان وبغير تكلف وكان صوته يحوي مقامات موسيقية مختلفة و يستطيع أن ينتقل من مقام إلى مقام دون أن يشعرك بالاختلاف. أصيب الشيخ محمد رفعت في عام 1943م بمرض سرطان الحنجرة الذي كان معروفاً وقتئذ "بمرض الزغطة" وتوقف عن القراءة، ويقال انه بالرغم أنه لم يكن يملك تكاليف العلاج إلا أنه اعتذر عن قبول أي مدد أو عون ألح به عليه ملوك ورؤساء العالم الإسلامي، وكانت كلمته المشهورة "إن قارئ القرآن لا يهان".وفارق الشيخ الحياة في 9 مايو عام 1950م صوت الذهب الخالص ..الشيخ عبد الباسط عبد الصمد قيثارة القرآن وصوت الذهب الخالص ولد القارئ الشيخ عبد الباسط محمد عبد الصمد عام 1927 بمحافظة قنا بجنوب مصر، بعد أن وصل الشيخ عبد الباسط الثانية عشرة من العمر انهالت عليه الدعوات من كل مدن وقرى محافظة قنا، خاصة أصفون المطاعنة بمساعدة الشيخ محمد سليم، الذى زكّى الشيخ عبد الباسط فى كل مكان يذهب إليه.. ،ومع نهاية عام 1951 تم اعتماد الشيخ عبد الباسط بالإذاعة ليكون أحد النجوم اللامعة فى سماء التلاوة. وبسبب التحاقه بالإذاعة زاد الإقبال على شراء أجهزة الراديو وتضاعف إنتاجها وانتشرت بمعظم البيوت للاستماع إلى صوته وبعد التحاقه بالإذاعة عام 1952 انهالت عليه الدعوات من شتى بقاع الدنيا فى شهر رمضان وغير شهر رمضان، وكان يلقى استقبالاً رسمياً وشعبياً هائلاً،حيث استقبله الرئيس الباكستانى فى أرض المطار وصافحه وهو ينزل من الطائرة،وفى جاكرتا بأندونيسيا قرأ القرآن بأكبر مساجدها فامتلأت جنبات المسجد بأكثر من ربع مليون مسلم يستمعون إليه وقوفاً على الأقدام حتى مطلع الفجر.،ومن أشهر المساجد التى قرأ بها القرآن المسجد الحرام بمكة والمسجد النبوى الشريف بالمدينة المنورة بالسعودية والمسجد الأقصى بالقدس وكذلك المسجد الإبراهيمى بالخليل بفلسطين والمسجد الأموى بدمشق، وأشهر المساجد بآسيا وأفريقيا والولايات المتحدة وفرنسا ولندن والهند ومعظم دول العالم. نال الشيخ عبد الباسط عبد الصمد من التكريم ما لم يحصل عليه أحد مثله، ففى عام 1956 كرمته سوريا بوسام الاستحقاق ووسام الأرز من لبنان والوسام الذهبى من ماليزيا ووسام من السنغال وآخر من المغرب وآخر الأوسمة التى حصل عليها كان تكريما لإسمه بعد رحيله من الرئيس الاسبق محمد حسنى مبارك فى الاحتفال بليلة القدر عام 1990م.، فى أواخر عمره تمكن مرض السكر منه وتسبب له فى الكسل الكبدى ثم أصيب بالتهاب كبدى قبل رحيله بأقل من شهر ونصحه الأطباء بالسفر إلى الخارج ليعالج بلندن، حيث مكث بها أسبوعاً ثم عاد إلى مصر ليلقى وجه ربه الكريم يوم الأربعاء 30/11/1988م قاريء فوق القمة..الشيخ مصطفي إسماعيل تعلم الشيخ مصطفي إسماعيل القرآن وهو بين الخامسة والسادسة عشرة من عمره، وذهب ليدرس في المعهد الأزهري في طنطا، حيث درس العلوم القرآنية، وعقد العزم علي مواصلة دراساته في الأزهر الشريف في القاهرة، وأخذ الشيخ مصطفي يرسخ شهرته في الوجه البحري خلال أربعينات القرن العشرين، وذهب إلي القاهرة لأول مرة استجابة لدعوة إلي القراءة فيها، وسرعان ما وطد شهرته في القاهرة، ودعي ليقرأ للملك فاروق خلال شهر رمضان في سنة 1944. وبعدئذ، فاوضت الإذاعة الشيخ مصطفي كي يسجل تسجيلات أطول، وأعجب الشيخ مصطفي بقراءة الشيخ محمد رفعت، والشيخ عبدالفتاح الشعشاعي، ولكنه كان فخورا بطريقته الفريدة الخاصة به. وهو لم يدرس الموسيقي بشكل رسمي، ولكنه أتقن الفن بالسماع، وبارتباطاته وصلاته مع عمالقة الموسيقيين في عصره وسافر الشيخ مصطفي كثيرا، وكان معروفا خارج مصر وعلي الرغم من أنه قاريء فوق القمة، بيد أنه سجل القرآن الكريم كله بحال الترتيل، وبحال التجويد، وتسجيلاته ليست متوافرة خارج مصر بوجه عام. وكان الشيخ مصطفي هو القاريء الرسمي للرئيس الاسبق أنور السادات، وسافر معه الي القدس في سنة 1987. ويعد الشيخ مصطفي واحدا من القراء أصحاب التأثير البالغ في القرن العشرين، وهو مجدد من الناحية الموسيقية إلي أبعد حد، ولكن تجويده صحيح، وبوسع المرء أن يعد أجيالا من القراء المقلدين له. كان الشيخ مصطفى إسماعيل من أوائل المشايخ الذين سجلوا في الإذاعة المصرية دون اختبار. ويميز الشيخ مصطفى إسماعيل أنهُ قرأ القرآن بتسعة عشر مقامًا بفروعها، يتنقل الشيخ بحنجرته الحانية بين المقامات بسلاسة وعذوبة، وعدد التلاوات التي تركها الشيخ خلفه ألف وثلاثمائة تلاوة ، إضافةً إلى القرآن المرتل بصوته. نال الشيخ عدة أوسمة وجوائز في العالم كله، منها وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى في مصر عام 1964، وكذلك أوسمة من لبنانوسورياوماليزيا وتنزانيا وغيرها من الدول. وعند وفاته كان الشيخ مصطفي إسماعيل هو قاريء الجامع الأزهر الشريف ذا المكانة المتميزة. المصحف المعلِّم ..الشيخ محمود خليل الحصري ربما هو المقرئ الوحيد الذي أنتج إنتاجًا أكاديميًّا، فقد ألف الشيخ أكثر من عشرة مؤلفات حول القرآن الكريم، والقراءات، إضافة إلى ذلك فقد كان عضوًا في أكثر من مؤسسة إسلامية، وتم تعيينه في مناصب متعلقة بالقرآن. عام 1960 كان شيخًا لعموم المقارئ المصرية، ثم رئيسًا للجنة تصحيح المصاحف ومراجعتها بالأزهر عام 1963، ثم خبيرًا فنيًا لعلوم القرآن والسنة بمجمع البحوث الإسلامية. بدأت رحلة الشيخ الحصري في الغربية، ثم انطلق ليدرس بالمعهد الأحمدي بطنطا، ثم صار قارئًا ومؤذنًا متنقلاً بين المساجد في طنطا. قدم طلب الاختبار بالإذاعة المصرية عام 1944 ليفوز بالمركز الأول ويبدأ التسجيل للإذاعة. وقد ترك الشيخ عدة تسجيلات للقرآن كاملاً. فقد سجل المصحف المرتل بثلاث روايات كما سجل المصحف المعلِّم.،انطلق الشيخ في آفاق رحيبة، سافر إلى العالم كله تقريبًا، بعدما أصبح رئيسًا لاتحاد قراء العالم الإسلامي صار أول من قرأ القرآن في الكونجرس الأمريكي، وهو أول من قرأ القرآن أيضًا في القاعة الملكية وقاعة هابوارت المطلة على نهر التايمز في بريطانيا. كان التكريم الأكبر للشيخ الحصري حين زار ماليزيا فحملت الجماهير سيارته على أكتافها، وهو بداخلها. عاش الشيخ الحصري للقرآن، وقد أوصى بثلث أمواله لخدمة القرآن، ناهيك عن المسجد والمعهد الديني ومدرسة التحفيظ التي أنشأها بقريته، وقد استطاع أن يجعل أبناءه جميعًا يحفظون القرآن عن ظهر قلب. توفي الشيخ الحصري عام 1980 بعدما مرّ بمشكلات صحية بسبب مرضه بالقلب. الصوت الحنون ..محمود علي البنَّا من المنوفية خرج الشيخ محمود البنَّا.. لكن بدايته كانت من محافظة الغربية، حيث درس العلوم الشرعية بالجامع الأحمدي بمدينة طنطا، بدأ في تعلم القراءات، ولأنَّ الشيخ لم تكن له أية ميول علمية فقد كان دائمًا على موعد مع الرسوب في مواد العلوم والرياضيات، إلى أن تلقى نصيحة شيخه بتعلم القراءات واحترافها، فكان ما طلب الشيخ منه. بداية الأربعينيات كانت بداية شهرة الشيخ محمود علي البنَّا واعتمد كمقرئ لجماعة الشبان المسلمين، ثم كانت النقلة النوعية حين استمع إليه رئيس الوزراء علي ماهر باشا والأمير المغربي عبد الكريم الخطابي وطلبا منه التسجيل بالإذاعة المصرية. وكان الظهور الأول للشيخ البنا في الإذاعة عام 1948. توفي والد الرئيس جمال عبد الناصر، فاختاروا الشيخ محمود علي البنا للقراءة في جنازته، في اليوم التالي للجنازة طالبوا الشيخ محمود بالمكوث في الإسكندرية لأن الرئيس موجود ويريد أن يسمع قرآنًا، تنقَّل الشيخ بين المساجد الكبرى قارئًا لها، على عادة المقرئين الكبار في تلك الفترة فعين قارئًا لمسجد الرفاعي ثم للمسجد الأحمدي بطنطا، ثم في جامع الحسين بالقاهرة، إلى أن توفاه الله عام 1985، بعد أن زار أغلب بلاد العالم ونال أوسمة وشرفًا . أبو العينين شعيشع.. حفظ القران، وذاع صيته صبياً من خلال حفل أقيم بمدينة المنصورة سنة 1936.ولد في مدينة ومركز بيلا بمحافظة كفر الشيخ شمال مصر في 22 أغسطس 1922م، و توفي 23 يونيو 2011م عن عمر يناهز 88 عاماً. دخل الإذاعة المصرية سنة 1939م، وكان وقتئذ متأثراً بالشيخ محمد رفعت وكان على علاقة وطيدة به، وقد استعانت به الإذاعة لإصلاح الأجزاء التالفة من تسجيلات الشيخ محمد رفعت فقد كان من أبرع من استطاع تقليد الشيخ الكبير محمد رفعت. إتخذ الشيخ أبو العينين لنفسه أسلوباً خاصاً فريداً في التلاوة بدءاً من منتصف الأربعينيات وأخرج ما بصوته من إبداعات ونغمات كان قد كتمها لحين وقتها، وكان أول قارئ مصري يقرأ بالمسجد الأقصى، وزار سوريا والعراق في الخمسينيات. أصيب بمرض في صوته في مطلع الستينيات، غير أنه غلبه وعاد للتلاوة، وعين قارئاً لمسجد عمر مكرم سنة 1969 م، ثم لمسجد السيدة زينب منذ 1992 م. ناضل الشيخ شعيشع في السبعينيات لإنشاء نقابة القراء مع كبار القراء وقتئذ مثل الشيخ محمود على البنا والشيخ عبد الباسط عبد الصمد وإنتُخبَ نقيباً لها سنة 1988 م. صديق المنشاوى .. بدا الشيخ صديق حفظ القرآن على يد والده ، فقد كان محفظا جيدا للقرآن وعلي سعه كبيرة من العلم , وأكمل حفظ القرآن وهو يبلغ من العمر 9 سنوات. انتقل الشيخ صديق بعد ذلك إلى القاهرة وتلقي علم القرآءات على يد الشيخ المسعودي وكان معلم قراءات مشهور بمصر في ذلك الوقت . ثم التحق الشيخ صديق المنشاوى بالازهر الشريف لدراسة علوم القراءات والتفسير واللغة إلى ان تمكن من إتقان القراءات العشر الكبرى فعاد إلى بلدته بمحافظة سوهاج واشتهر عنه وقتها أنه القارىء الوحيد على مستوى الصعيد فلم يكن هناك وقتها قراء مشهورون. قرأ الشيخ القرآن في كثير من محافظات مصر حتى إنه كان يتلو القرآن في محافظتي قنا وأسوان لمدة ثلاثة شهور متتالية ولم يغادر مصر إلى أي دولة طوال حياته إلا لقضاء فريضة الحج عام 1924 م وكانت رحلة بالجمال . وله ثلاثة أبناء من مشاهير القراء هم: أحمد صديق المنشاوي وتوفي شاباً.و محمد صديق المنشاوي القارئ الشهير، توفي في حياته سنة 1969م. ومحمود صديق المنشاوي.،توفي الشيخ صديق المنشاوي سنة 1984م.ولم يحصل على أى تكريم فى حياته. ولكن تم منح اسمه وسام من الرئيس الاسبق محمد حسنى مبارك فى احتفال ليلة القدر سنة 1992. طه الفشنى .. الشيخ طه حسن مرسي الفشني أحد أعلام قراء القرآن والمنشدين المصريين. ولد سنة 1900م بمركز الفشن بمحافظة بني سويف . حفظ القرآن ثم تعلم القراءات ، وتدرج الشيخ طه في دراسته الدينية والعامة وحصل على كفاءة المعلمين من مدرسة المعلمين سنة 1919م. حضر الشيخ طه إلى القاهرة، والتحق ببطانة الشيخ علي محمود، ثم ذاع صيته بأنه قارئ ومنشد حسن الصوت. التحق بالإذاعة المصرية سنة 1937م، وعين قارئاً لجامع السيدة سكينة سنة 1940 وحتى وفاته. أختير رئيساً لرابطة القراء خلفاً للشيخ عبد الفتاح الشعشاعى سنة 1962م، ورحل في 10 ديسمبر 1971. كان الشيخ طه صاحب مدرسة متفردة في التلاوة والإنشاد، وكان على علم كبير بالمقامات والأنغام، وانتهت إليه رئاسة فن الإنشاد في زمنه فلم يكن يعلوه فيه أحد، وهو أشهر أعلام هذا الفن بعد الشيخ علي محمود. من أشهر التواشيح كانت ميلاد طه ياأيها المختار .. هذه الأسماء هي فقط مثال وليست حصرا للقراء المصريين, فهناك أسماء أخري غيرهم, وهم معا رسموا المعالم الأساسية للمدرسة المصرية في تلاوة كتاب الله والتي ستظل منبرا لصوت الإسلام وواحة للآذان المتعطشة للتمتع والأنس بكلام الله سبحانه وتعالي.