حضر كل من تونى بلير رئيس الوزراء البريطانى ونظيره الأيرلندى بيرتى أهيرن الاحتفال ببدء عمل الحكومة الجديدة لاقتسام السلطة فى أيرلندا الشمالية فى يوم يصفه المراقبون بأنه تاريخى بالنسبة لهذا الجزء من بريطانيا. وقام كل من إيان بيزلى زعيم الحزب الوحدوى الديمقراطى -البروتستانتى الموالى لبريطانيا، ومارتن ماجينيس من حزب "شين فين" الكاثوليكى المناهض لبريطانيا، والذى كان يعرف بالجناح السياسى للجيش الجمهورى الأيرلندى، باعلان تعهداتهما بان استئناف عمل الحكومة الجديدة تنهى صراعا طائفيا فى أيرلندا الشمالية استمر نحو ثلاثة عقود. وبهذا ينتهى الحكم المباشر الذى استمر خمسة أعوام من جانب حكومة لندن حيث قال بيتر هين الوزير البريطانى المعنى بشئون أيرلندا الشمالية -انه على ثقة من قدرة الأحزاب على انجاح حكومتهم الجديدة. ومن جانبه أعرب زعيم الحزب الوحدوى الديمقراطى خلال الاحتفال عن اعتقاده بأن الطريق الذى بدأ بهذه الحكومة الجديدة سيؤدى الى تحقيق سلام دائم فى الاقليم ونبذ العداء مضيفا أنه يرحب بجميع التعهدات التى قطعتها الأحزاب الأيرلندية باعتبارها حجر الأساس الذى سيتم البناء عليه. وقال تونى بلير على هامش الاحتفال انه بالرغم من أن البعض ظن أن التسويات التى تمت لم تكن مقبولة الا أن الأمور تجرى فى حقل السياسة على هذا النحو فهناك جانبان أحدهما يفضل التنحى جانبا والتعليق فقط وآخر يقوم بالانخراط فى العمل رغم المتاعب والصعاب. ومن ناحية أخرى حاول بعض المتظاهرين احتجاجا على مشاركة بريطانيا فى حرب العراق عرقلة موكب تونى بلير لمنعه من الوصول الى مقر المجلس الجديد فى ستورمونت قرب مدينة بلفاست عاصمة أيرلندا الشمالية لكن الشرطة قامت بتفريق المتظاهرين وأبعدتهم بالقوة عن موكب بلير. ويأتى هذا الاحتفال بعد اللقاء التاريخى الذى عقد فى شهر مارس الماضى بين زعيم الحزب الوحدوى الديمقراطى وبين جيرى آدامز زعيم حزب شين فين فى مبنى المجلس التشريعى للاقليم والذى أنشىء بموجب اتفاق السلام الذى يعرف باسم الجمعة العظيمة عام 1998 والذى أنهى الصراع فى الاقليم.