نائب رئيس مجلس كنائس إفريقيا نقلاً عن الاهرام 26/3/07 يتوجه اليوم الملايين من شعب مصر العظيم للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية, والحقيقة أن هذا التعديل الدستوري هو جزء أصيل من برنامج سيادة الرئيس مبارك الانتخابي والذي تضمن معالم الإصلاح الدستوري, وعندما أدي سيادته اليمين الدستورية في التاسع عشر من ديسمبر2005, تحدث بهذه المناسبة عن رؤيتهللتعديلات الدستورية, وفي السادس والعشرين من ديسمبر2006 وجه سيادة الرئيس رسالته التاريخية الي مجلسي الشعب والشوري تتضمن تعديل34 مادة من مواد الدستور. والحق يقال إنه منذ ذلك الوقت وقد انشغل الرأي العام المصري من أحزاب سياسية واتحادات ومؤسسات ونقابات وهيئات وجمعيات أهلية وجامعات ومدارس ومساجد وكنائس بعقد العديد من المؤتمرات واللقاءات والندوات لمناقشة ودراسة أكبر تعديلات دستورية في تاريخ مصر, كما اهتمت أجهزة الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة اهتماما كبيرا بهذا الحدث, وأعطت له مساحة واسعة من اهتمامها, هذا وقد خصص مجلسا الشعب والشوري جلسات طويلة وممتدة للاستماع لكل رأي واتجاه حتي تمت الصياغة القانونية النهائية للمواد الدستورية المراد تعديلها لعرضها علي الشعب للاستفتاء عليها اليوم, ولا عجب أن تحظي التعديلات الدستورية بكل هذه العناية الجماهيرية لما لهذاالأمر من أهمية كبري لعدة أسباب. أولا: عقد اجتماعي جديد في يقيني أن اليوم وشعب مصر يقول كلمته بشأن التعديلات الدستورية هو يوم فاصل وفارق في تاريخ مصرنا, وسوف يظل محفورا في ذاكرة التاريخ بحروف من نور, ذلك لأن التعديلات الدستورية بمثابة دخولنا في عقد اجتماعي جديد يجعل مصر مرفوعة الراية والهامة, مزدهرة وقوية, وآمنة وأبية ويعني بداية مرحلة جديدة من دعم الحرية وترسيخ الديمقراطية وتعزيز التعددية, والمساواة لجميع أفراد المجتمع أمام القانون, وصياغة منظومة حكومية تعمل لصالح رفاهية واستقرار وسعادة المواطن. كيف لا! والدستور هو ميثاق الوطن, وهو أبوالقوانين الذي يحدد هوية وطبيعة الدولة ونظام الحكم, وهو الذي يرسم الإطار القانوني العام الذي يحكم جميع جوانب الحياة السياسية, والاقتصادية, والاجتماعية. ثانيا: المواطنة الصادقة لعل معني الإقبال الجماهيري علي الاستفتاء اليوم هو أن الشعب يعبر عن صدق وطنيته وانتمائه للوطن, فالإنسان المخلص لوطنه لابد أن يتفاعل ايجابيا مع القضايا التي تشغل بال الوطن, فالمواطنة الصادقة ليست كلاما ولا انفعالا, وليست شعرا أو شعارات نرددها دون ترجمة حقيقية لما ننادي به في الواقع اليومي, إنما المواطنة الصالحة في خضوعنا الكامل للدستور, والتزامنا بالواجبات قبل المطالبة بالحقوق والامتيازات, والوطنية الحقيقية هي أن نبرهن علي حبنا لبلادنا التي نعيش فوق أرضها بالأعمال قبل الأقوال, فعندما ينادينا الوطن للقيام بمهمة معينة لا يمكن إلا أن نقول: نعم لنداء الوطن, وثقتي أن كل مصري أصيل يذوب حبا في تراب هذا الوطن الغالي لا يمكن أن يقصر إزاء نداء الوطن في مثل هذا اليوم الوطني التاريخي. ثالثا: نعم لترسيخ الديمقراطية والحرية إن أهمية الاستفتاء اليوم هو أننا نقول نعم لإرساء دعائم الديمقراطية, نعم لتعزيز وتعميق الممارسة الديمقراطية, فألف باء الديمقراطية هي أن نشارك بفكرنا وندلي برأينا في القرارات المصيرية التي تجتاز فيها بلادنا المصرية بكل حرية, فيجب علي الجميع المشاركة في هذا اليوم التاريخي من منطلق الإيمان بأن الشعب هو صاحب القول الفصل في قراراته ودساتيره, وهو صاحب السلطة والسيادة في تقرير مصيره ومسئول عن صناعة مستقبل بلاده, ولا شك أن هذا التعديل الدستوري هو انتصار رائع للديمقراطية وسوف يفتح آفاقا جديدة لمزيد من الحرية والديمقراطية, وفي يقيني أن الحرية الحقيقية هي الحرية المسئولة والملتزمة والمتزنة التي تري أن الذهاب الي الاستفتاء واجب وطني مقدس, ومسئولية تاريخية أمام الأجيال المقبلة سواء قال مواطن: نعم أو لا, فلا شك أن هذا التعديل الدستوري الكبير سيؤدي الي تغيير جذري في الحياة السياسية, بارك الله في كل مصري.. لنقول اليوم كلنا بقلب واحد: نعم لعقد اجتماعي جديد, نعم للمواطنة الصادقة, نعم للديمقراطية والحرية.