تجري الاستعدادات في مكتبة الإسكندرية على قدم وساق للاحتفال بمرور عشر سنوات على افتتاح مكتبة الإسكندرية في 16 أكتوبر 2002، ومع الاستعدادات لهذا الاحتفال، يجب علينا جميعا أن نتذكر كيف بذلت مصر كل جهدها لكي تجعل من مكتبة الإسكندريةالجديدة رسالة حضارية الأصل، عصرية المحتوى، عالمية الدور والتأثير؛ فحرصت على أن تكون المكتبة الجديدة وريثة للمكتبة القديمة في تأكيدها على مفاهيم التواصل بين الثقافات، والتعددية الفكرية وإشعاع العلم والمعرفة. ولذلك جاء تكوينها شاملاً يخاطب كل أوجه المعرفة، من مراكز للبحوث إلى معارض للفنون إلى قاعات للمؤتمرات والندوات إلى آلاف الكتب القيمة والمخطوطات الأثرية وقواعد البيانات الإلكترونية...كل ذلك في صرح واحد يجمعها تكامل فريد من نوعه وقيمته. وفي خلال الفترة القصيرة لوجودها تذكر فقد قامت المكتبة بإنشاء سبعة مراكز بحثية متخصصة، وافتتاح عدد من المتاحف وإضافة عشرات الآلاف من الكتب سواء كان ذلك من خلال خطة التزويد والاقتناء المباشر أو من خلال الاهداءات الخاصة، بالإضافة إلى تنظيم العديد من الأنشطة والفعاليات الثقافية والعلمية والتعليمية. ويتوافد على المكتبة الزوار والباحثون والشخصيات الدولية البارزة كما أن المكتبة تفخر بأن لديها خمسة وثلاثين جمعية للأصدقاء منتشرة في ثلاثين دولة على مستوى العالم يعملون جميعًا على الترويج للمكتبة ويشاركون في بناء الدعم اللازم لتحقيق رسالتها وأهدافها. وإنه لمن النادر في تاريخ المؤسسات أن نجد مكانًا مثل المكتبة التي استطاعت أن تحقق الكثير في وقت قصير وبعدد قليل، وكما كانت مكتبة الإسكندرية القديمة فإن اسم مكتبة الإسكندريةالجديدة أصبح مرادفًا لقيم التنوع والثقافة والحوار والتعلم كما أصبح مكانًا لالتقاء وازدهار أعظم العقول والثقافات. وقد تطورت مكتبة الإسكندرية بشكل سريع في خلال فترة قصيرة، حيث تضاعف عدد الموظفين، وأُنشئت مراكز بحثية جديدة، وازدادت النشاطات. ومنذ افتتاحها في 16 أكتوبر 2002، نجحت المكتبة في إحداث عظيم الأثر في المشهد الثقافي في مصر والمنطقة، كما نجحت في جذب الانتباه العالمي. نظرة إلى المكتبة يضم المجمع الثقافي للمكتبة ست مكتبات متخصصة، وثلاثة متاحف، وسبعة مراكز بحثية (ستة منها بالإسكندرية، وواحد بالقاهرة)، ومعارض دائمة، وقاعات للمعارض الفنية، وقبة سماوية، وقاعة للاستكشافات، ومركزًا كبيرًا للمؤتمرات. كما أن المكتبة تستقبل حوالي 800/000 زائر سنويًا، وأقامت مئات الأحداث في خلال فترة وجيزة. والأمر لا يتعلق فقط بعدد الأحداث والفعاليات، أو عدد الزوار، ولكنه يتعلق بنوعية الفعاليات، ومدى تأثيرها في المتلقين.