كان الهدف الرئيسي من إعادة إنشاء مكتبة الإسكندرية هوأن تؤدي مهمة المكتبة القديمة كمكتبة عامة ومنظومة كبيرة للبحث العلمي ، قادرة علي مساعدة المنطقة لاستعادة مكانتها الماضية في مجال البحث العلمي. الشعور الذي سيقابلك عند الولوج إلي مكتبة الإسكندرية هو الانبهار الشديد بكل شيء حولك . بالبناء الحديث المنظم، بالاتساع والرحابة والسكون . هناك ست مكتبات من ضمنها مكتبة للطفل ومكتبة نشيء ومكفوفين وقاعات استكشافات ومعارض علمية ، هناك متاحف وقبة سماوية تعرض أفلاماً علمية طوال أيام الأسبوع ، ويتبعها أيضاً مركز المؤتمرات ومراكز بحثية متخصصة ومركز للفنون ومسارح وقاعات عرض وغرف باحثين . هناك دورات تعليمية مجانية هدفها تعليم المتعددة مثل فهرس المكتبة والبحث المتقدم علي الإنترنت . للدقة إذن فهي أكبر من كونها مكتبة إذ تعد صرحاً عظيماً في المنطقة بأسرها. ولكنه هل يمكن اعتبار مكتبة الإسكندرية مكتبة عامة؟ المكتبة عظيمة وتحتوي علي أكثر من 400000 مجلد عند افتتاحها فقط ، بخلاف الدوريات والمواد السمعية والبصرية والمخطوطات والكتب النادرة بالإضافة لأماكن لأكثر من 3500 قاريء. لكن كل تلك الكتب والمجلدات متاحة للإطلاع فقط ولم يتم حتي الآن تطبيق نظام الإستعارة حتي علي الإشتراكات السنوية والباحثين . وبسؤال أحد العاملين عن سبب عدم إمكانية تطبيق نظام الإستعارة أجاب بأنه لتطبيق النظام يجب أن يتوفر عدة نسخ من الكتب الموجودة وعلي الرغم من عدد الكتب الضخم الموجودة بالمكتبة فمعظم الكتب لا الكتب النادرة والمجموعات الخاصة فهي ليست متاحة للإطلاع سوي للباحثين المتخصصين. وأيضاً لن تتاح تلك الخدمة مستقبلاً لعدد زائري المكتبة الضخم. ويصل عدد زوار المكتبة في العام إلي حوالي 850000 زائر أي ما يقرب المليون شخص كل عام. وحوالي 60٪ من الزوار طلبة جامعيون يأتون بهدف الدراسة وبتكليف أحياناً. أما النسبة الباقية فأغلبها زوار أجانب قادمين بهدف التعرف علي المكتبة والقيام بجولات فيها وأحياناً المشاركة في الأنشطة والمعارض التي تنظمها المكتبة، وباقي الزوار من طلاب المدارس والرحلات. وهناك نسبة قليلة جداً من الزوار من المصريين من فئات عمرية أعلي وبعض الباحثين وأساتذة الجامعات. ويوجد بالمكتبة العديد من الأنشطة ولكن لا يتم الإعلان عنها بشكل جيد، ولم تستغل المكتبة شبكة الإنترنت للترويج لأنشطتها تشعر أنه يتم في الخفاء حتي الأجندة الثقافية الشهرية للمكتبة لا تغطي معظم الأنشطة بها . وأيضاً متابعي فاعليات المكتبة هم النخبة المثقفة فقط والأجانب وهناك بعض الأنشطة قاصرة علي الأجانب فقط وغير مسموحة للمصريين، حتي أن معظم النشرات التي يصدرها مركز المؤتمرات تصدر بثلاث لغات هي الإنجليزية والألمانية والفرنسية وتغفل اللغة العربية بالإضافة للمعارض التي تقيمها المكتبة بالإشتراك مع مدراس نجد أن معظم المدراس المشتركة هي مدراس لغات. وبالرغم من أن الهدف من إعادة البناء كان أن تعود المكتبة لمكانتها كمكتبة عامة إلا أنها برغم ضخامتها، وعدد الكتب بها وأنشطتها الكثيرة في مجال البحث العلمي لم تتعد كونها مزارا سياحيا بالنسبة لأي أجنبي زائر أومصري . المختلفة مثل أي منظومة أخري فكل نشاط يوجد منها سوي نسخة واحدة فقط، أما الزوار كيفية استخدام مصادر المكتبة