افتتحت السيدة سوزان مبارك قرينة رئيس الجمهورية أول أمس صرحا ثقافيا جديدا يضاف الي الشبكة القومية لمكتبات مبارك العامة هي مكتبة مبارك العامة بالاسماعيلية. وأطلقت الحملة القومية للقراءة للجميع لهذا العام والتي تحتفل بعامها العشرين, ووقعت عددا من الكتب أهدتها للشباب بالخيمة التي اقيمت في قلب مدينة الاسماعيلية في اطار حملة المليون كتاب التي تهديها السيدة سوزان مبارك للمترددين علي المكتبات. ووصفت السيدة سوزان مبارك مبادرتها بإطلاق حملة القراءة للجميع منذ عشرين عاما بأنها لم تكن مجرد دعوة للقراءة وانما كانت دعوة لإعادة تشكيل الانسان فكرا ووجدانا علما وثقافة إلهاما وخيالا, انها دعوة للتنوير يستند الي ايماننا بأن الثقافة هي استثمارنا للحاضر والمستقبل, ودعوة للتحول الي مجتمع المعرفة بكل معطياته الجديدة, وسد الفجوة بيننا وبين المجتمعات التي سبقتنا. فانطلقت الشعلة الأولي للقراءة للجميع عام1991 من أول مكتبة تنشأ للطفل بمصر من مكتبة عرب المحمدي بالقاهرة. وأكدت السيدة قرينة الرئيس في كلمتها التي ألقتها في افتتاح مكتبة مبارك العامة بالاسماعيلية واطلاق الدورة ال20 للحملة القومية للقراءة للجميع, إن تحقيق الحلم لم يكن سهلا.. وتطبيق الرؤي والأفكار التي بادرنا بها احتاج منا فكرا وجهدا وعملا دءوبا, فعادة القراءة لم تكن متأصلة لدي غالبية الأسر في مصر. وأشارت الي انه كانت هناك حاجة ملحة لإنشاء مكتبات متطورة.. ولم أتردد للحظة في مواجهة الواقع الذي كنا نعيشه. وقالت لقد خضنا سباقا مع الزمن.. كفريق عمل متكامل مع المسئولين والمعنيين والمتطوعين والمتخصصين.. جمعنا هدف واحد.. هو مستقبل أبناء هذا الوطن, وآمنا جميعا بأن القراءة في ظل مجتمع المعرفة لم تعد مجرد وسيلة للتعرف علي ابداعات وأفكار وخبرات الآخرين. بل صارت قضية مصير وبقاء في عالم يفرق بين من يعلم ومن لايعلم. وأضافت أن التطوير بدأ بآلاف المكتبات المدرسية, لتنطلق صيحة القراءة للجميع لتصل إلي كل ربوع الوطن. وأوضحت السيدة سوزان مبارك انه تم اطلاق المسابقات القومية لاكتشاف المواهب لدي النشء والشباب, شارك فيها مئات الالاف من الأطفال والشباب. قدموا صورا متنوعة للموهبة تؤكد ثراء قدرتهم الابداعية.. فجعلنا من القراءة للجميع مهرجانا للإبداع والموهبة ينتظره النشء من عام لعام. وأكدت ان كل جهات الدولة سارعت لانجاح المبادرة.. فقامت وزارة الثقافة بإنشاء مكتبات حديثة ومتطورة بالقري والنجوع والمناطق النائية.. وتطوير مئات المكتبات بقصور الثقافة بمختلف المحافظات. وأنشأت المكتبات وقصور الثقافة المتخصصة.. كما قامت بتحديث وتطوير المكتبات الكبري كمكتبة القاهرة ودار الكتب المصرية فأصبحت المكتبات منارات للثقافة في كل محافظات مصر. واستعرضت لحملات التوعية التي بدأت في الاعلام والبرامج المعنية بالحث علي القراءة.. وتحولت مراكز النيل للإعلام الي مراكز للتنوير تقيم الندوات الفكرية والمنتديات. وأضافت ان مراكز الشباب شهدت نقلة نوعية بتحديث مكتباتها.. وتفعيل أنشطتها الثقافية والعلمية التي اجتذبت الشباب.. وتنشيط الفعاليات والمهرجانات الثقافية والمسابقات وبرامج اكتشاف الموهبة. وأشارت قرينة الرئيس الي أن جمعية الرعاية المتكاملة احتضنت المشروع منذ بداياته الأولي بالتوسع في انشاء مكتبات الطفل المتميزة.. والمكتبات العامة.. وانشاء معامل الكمبيوتر ومعامل اللغات.. وتدريب الشباب علي المهارات المختلفة.. ووضعت برامج ثقافية متنوعة للنشء والشباب. وقالت إن القراءة للجميع ظلت في تجدد مستمر بإنشاء نوع جديد من المكتبات الحديثة البسيطة في شكلها.. والعميقة في مغزاها من خلال انشاء مكتبات بالحدائق العامة بكل محافظات مصر.. أقبلت عليها الأسر المصرية بأعداد كبيرة.. وأطلقوا عليها مكتبة القراءة للجميع المكيفة. وتزامن معها مبادرة جديدة لتوزيع مليون كتاب مجاني علي المترددين علي المكتبات.. لاقت رواجا كبيرا ليصل عدد الكتب التي شملتها المبادرة الي ما يزيد علي ثلاثة ملايين كتاب في العامين الماضيين فقط. وهكذا تحول مهرجان القراءة للجميع الي مشروع قومي للثقافة والتنوير يشارك فيه ويدعمه ويسهم في انجاحه مختلف جهات الدولة والمجتمع. وأعربت عن سعادتها بزيادة ثقافة النشء والشباب..و التحاور معهم, وهم مقبلون علي الاطلاع.. ملمين بقضايا العالم المحيط بنا مدركين لمسئوليتهم وواجبهم تجاه الوطن.. أشعر بالتفاؤل بمستقبل الوطن وأدرك فيمة ما حققناه وما نجني ثماره اليوم من خلال هذ الجيل الجديد.. جيل القراءة للجميع. وأشارت قرينة الرئيس إلي مشروع مكتبة الأسرة وسلاسله الذي بدأ عام1994 وأنتج أفضل ماقدمته الثقافة من ابداعات بأسعار زهيدة, فحققت بذلك مكتبة الأسرة رسالتها.. وشهدت صناعة النشر رواجا غير مسبوق شارك فيه دور النشر الخاصة والعامة بإصدار ما يزيد علي5000 عنوان, وما يقرب من60 مليون نسخة كتاب. وأكدت انه علي الرغم من كل هذا النجاح.. الا انها مازالت تحلم بكتاب لكل أسرة ومكتبة في كل بيت, مشيرة إلي ان أدب الطفل بمصر بحاجة إلي دفعة كبري.. تعيد له مكانته.. فلم يكن علي الساحة الا عدد محدود من المتميزين في هذا المجال. وتحدثت السيدة سوزان مبارك عن تبنيه الجائزة خاصة لاكتشاف الموهبة وتقدير التميز في مجال ادب الطفل... واطلقت مبادرة جديدة لمنح جائزة سوزان مبارك للموهوبين والمتميزين في هذا المجال الرفيع في الإبداع. ففتحت الجائزة الطريق للمئات من الموهوبين في مجال الابداع للطفل. وأصبح لدينا جيل من شباب المبدعين.. وقفنا خلفهم.. وأثنت علي دور الناشرين المصريين والرواد والفنانين في تحديث هذه الصناعة وحصد الجوائز العالمية في المسابقات والمعارض والمحافل الدولية. وأعربت عن سعادتها البالغة أثناء زيارتها الكتبات ورؤيتها للأطفال وهم بين أيديهم كتاب مصري.. اختلف في شكله وقيمته ومضمونه ومحتواه. واستعرضت السيدة سوزان مبارك المبادرة التربوية التي اضافت فئة عمرية جديدة للمستفيدين والمشاركين في فعاليات المهرجان.. وهي مرحلة الطفولة المبكرة وقالت انها حرصت علي ان تدعو بنفسها كل أم وكل أب بل كل الكبار لأن يقرأوا لصغارهم.. وأكدت انها عبر رحلة القراءة للجميع طافت بمعظم محافظات مصر وكانت دائما تتساءل اين المكتبات العامة المتطورة التي تليق بمصر الحديثة.. وأين نحن من المكتبات العالمية التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من مكونات المجتمع المتقدم؟. وأشارت إلي قرارها بتبني نموذج حديث للمكتبة العامة ينتشر بمحافظات مصر فأنشأت عام1995 مكتبة مبارك العامة علي ضفاف النيل بالجيزة.. وحرصت علي ان تتبع هذه المكتبة احدث السبل في التزويد والادارة والخدمة المكتبية المتميزة.. فتحققت لها الريادة وصارت نموذجا مشرفا للمكتبة العامة, ولم يتوقف الحلم أو الأمل ان يصبح من حق كل محافظة بمصر ان يكون لديها مكتبة عصرية تواكب الثورة العلمية والتكنولوجيا التي نعيشها. واسترجعت الاحتفال بمرور عشر سنوات علي افتتاح مكتبة مبارك العامة, حيث اعلنت عن مشروع طموح لإنشاء شبكة متكاملة من مكتبات مبارك بمختلف المحافظات. وبالفعل تم افتتاح مكتبة مبارك بالوادي الجديد.. وبورسعيد والدقهلية والقليوبية والغردقة ودمياط ودمنهور واليوم بالاسماعيلية اضافة الي العديد من المحافظات التي تعمل علي الانضمام قريبا لهذا المشروع الكبير. وتحدثت قرينة الرئيس عن الحلم الأكبر الذي تحقق بإحياء مكتبة الاسكندرية والتي أصبحت منطقة حرة عالمية للعلوم والمعارف والفنون والآداب.. يلتقي بها المفكرون والمبدعون من مختلف ربوع العالم. ويتطلع للاسهام في حواراتها البناءة ارفع رموز الفكر من مختلف القارات. وأكدت ان مكتبة الاسكندرية استعادت القيمة الحضارية التي عرفت عنها في العصر القديم.. وأحيت الدور الثقافي والحضاري الذي لعبته المكتبة القديمة عبر زمن طويل. مضيفة أن المكتبة تقوم بتنفيذ أكثر من150 مشروعا ثقافيا قوميا ودوليا في شتي مجالات اهتمامها.. وهي بذلك جاءت مكملة لما قمنا به في الدعوة للقراءة للجميع.. وما طالبنا به من متابعة لإتاحة المادة المقروءة للجميع. وأضافت انه كان علينا ان نواكب التطور التكنولوجي, ونسارع بمبادرة طموح لإدخال التكنولوجيا الحديثة بكل المكتبات.. فأطلقت مبادرة نوادي القرن الحادي والعشرين.. لتتاح لأول مرة أجهزة الكمبيوتر والوسائط المتعددة وشبكات المعلومات بالمكتبات المدرسية. وقالت إنه إذا كان التحدي الماضي هو إعادة احياء ثقافة المجتمع.. فإن التحدي القائم هو استكمال مقومات مجتمع العلم والمعرفة. وقدم محافظ الاسماعيلية هدية تذكارية للسيدة سوزان مبارك بمناسبة زيارتها للمحافظة. شهد الاحتفال السيد فاروق حسني وزير الثقافة والسيد عبدالسلام المحجوب وزير التنمية المحلية والدكتور صفي الدين خربوش رئيس مجلس القومي للشباب والسفير عبد الرءوف الريدي رئيس مجلس ادارة مكتبات مبارك والسيدة فريدة الوكيل سكرتير عام جمعية الرعاية المتكاملة.