فى تطور جديد لأزمة البحارة البريطانيين المحتجزين بايران ،عبر وزراء خارجية الاتحاد الاوربى عن تضامنهم مع بريطانيا بشأن ضرورة افراج ايران عن الخمسة عشر بحارا المحتجزين فوراً و بدون شروط مسبقة باعتبار اعتقالهم خرقاً للقانون الدولى،فقد اصدر وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي الذين عقدوا اجتماعا في مدينة بريمن الالمانية اليوم الجمعة بيانا بهذا الشأن طالبوا فيه ايران باطلاق سراح البحارة البريطانيين المحتجزين ،واعرب البيان عن الدعم غير المشروط لبريطانيام منبها الى نية الدول الاوروبية اتخاذ اجراءات اخرى ما لم يطلق سراح الجنود البريطانيين دون الاشارة الى طبيعة هذه الاجراءات. من جانبها أيدت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس دعوات لندن لاطلاق سراح المحتجزين، ورفضت الربط بين البحارة البريطانيين المحتجزين بايران و بين خمسة ايرانيين اعتقلتهم القوات الامريكية بالعراق فى يناير الماضى بتهمة تقديم تكنولوجيا تصنيع العبوات الناسفة للمسلحين بالعراق .
كانت لندن قد رفضت فى وقت سابق عرضا ايرانيا يدعو الى اعتراف الحكومة البريطانية بدخول البحارة المحتجزين لدى طهران بصورة غير شرعية الى المياه الاقليمية الايرانية كشرط لانهاء الازمة التى نشبت بين البلدين منذ اسبوع .
وقد بثت قناة تلفزيونية ايرانية ناطقة بالعربية صورا لجنود بريطانيين يعتذرون عن دخول المياه الاقليمية الايرانية بدون تصريح مما دفع رئيس الوزراء البريطانى تونى بلير الى الاعلن بان ايران لن تكسب شيئا من وراء ذلك محذرا ايران من انها اذا استمرت فى عرض هذه الصور ،فستعرض نفسها لخطر العزلة من جانب المجتمع الدولى مشيرا الى أنه يتعين على الحكومة البريطانية ان تتمسك بالصرامة والحزم من اجل اطلاق سراح البحارة . كما حذر بلير من أن حكومته ستزيد من الضغوط علي طهران حتي تقوم بالافراج عن المواطنين البريطانيين وبدون أي شروط مسبقة، ومن جانبه اتهم المندوب البريطانى بالامم المتحدة السلطات الايرانية بالتلاعب بنظام تحديد المواقع بهدف اظهار ان البحارة البريطانيين كانوا فى المياه الاقليمية الايرانية وقت اعتقالهم .بينماتؤكد بريطانيا انهم كانوا بالمياه العراقية .
وفي الوقت نفسه، أكد الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد ان بلاده ستدرس طلبا تركيا للافراج عن الجندية الوحيدة ضمن البحارة وطالب بضرورة إعتذار بريطانيا لايران لتسوية الأزمة كما أعلن علي لاريجاني رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني ان بلاده قد ترجئ الافراج عن سيدة من بين البحارة المحتجزين إذا تصرفت بريطانيا بشكل غير لائق علي حد تعبيره. وفي هذا السياق أعلن مسئول عسكري إيراني ان البحارة البريطانيين المحتجزين دخلوا المياه الاقليمية الايرانية ست مرات قبل ان يتم اعتقالهم، وكانت حدة الأزمة بين طهرانولندن قد ازدادت أمس بعد أن طالب علي رضا العضو في هيئة الأركان بالجيش الإيراني بريطانيا بتقديم اعتذار والتعهد بعدم انتهاك المياه الإقليمية الإيرانية لتسوية الأزمة.
فى غضون ذلك أرسلت اليوم البعثة الايرانية بالامم المتحدة مذكرة الى الامين العام للمنظمة،أعربت فيها عن احتجاجها الشديد ازاء انتهاك البحرية البريطانية للسيادة الوطنية الايرانية.واوضح بيان البعثة الايرانية انها ليست المرة الاولى التى تنتهك فيها البحرية البريطانية المياه الاقليمية الايرانية اذ وقع حادث مماثل عام 2004 وتم خلاله اعتقال البحارة المنتهكين ثم الافراج عنهم اثر اتصالات بين حكومتى البلدين، وتعهدت السفارة البريطانية حينها خطياّ باحترام السيادة الايرانية وعدم تكرارهذا الخطأ .واضاف البيان ان القضية اتخذت ابعاد ا فنية و امنية و قانونية و لذا يحتاج الامر الى وقت كاف لدراسته
كان مجلس الأمن الدولي أصدرقرارا يطالب فيه إيران بإطلاق سراح البحارة البريطانيين ال15 المحتجزين في طهران، وقال سفير جنوب افريقيا إن اعضاء المجلس المكون من15 عضوا أعربوا عن قلقهم العميق لاستمرار احتجاز البريطانيين.