رفضت الأحزاب والقوى السياسية والمنظمات غير الحكومية والشخصيات العامة ببورسعيد يتقدمها الناشط السياسى جورج اسحاق الاسلوب الذى تم به تشكيل لجنة كتابة الدستور والتى صدر بها قرار مجلسى الشعب والشوري يوم السبت 2012/3/24 لابتعاده عن مفهوم التوافق الذى كان الوطن يتوقعه فى هذه اللحظة. وأعرب البيان الذى صدر عقب اجتماع بين جميع القوى عدا حزبى الحرية والعدالة والنور-عن اعتراض القوى على التشكيل النهائي للجنة الذى جاء غير معبر عن المجتمع المصري بكل ما فيه من تنوع وتعدد وثراء فى الكفاءات, وغير متوازن . من جانبه أكد جرجس جريس المحامى عضو حزب المصريين الأحرار أن سلوك العناد الخطير ويدمر العملية الديمقراطية. وقال الناشط السياسى جورج إسحاق إن هذا الموقف سنحاسب عليه أمام الشعب المصرى وأمام التاريخ بغض النظر عن نوعية الأسماء التى سيتم اختيارها لعضوية اللجنة التأسيسية لأن الهدف أولا هو مصلحة مصر واختيار أفضل من يمثل المصريين في كتابة دستور المستقبل. فيما قال نصر الزهرة , أمين حزب الوفد ببورسعيد إن الموقعين على هذا البيان أكدوا على إدراكهم لأهمية وخطورة عملية صياغة دستور جديد لمصر, وأهمية التقدم في المرحلة الانتقالية . انتقد حزب "المستقلين الجدد" إصرار ممثلى التيار الإسلامى بمجلس الشعب والشورى من الإخوان المسلمين والسلفيين على المضى قدما فى تصعيد أزمة اللجنة التأسيسية للدستور وعدم تحلى ممثلى التيارين المذكورين بالقدر المعقول من المرونة والتعاطى مع جميع القوى السياسية والتيارات والمنظمات المجتمعية الأخرى للخروج من المأزق الراهن وإنقاذ البلاد من شرور فتنة كبرى . وأبدى الحزب - فى بيان أصدره اليوم السبت - إستغرابه من تناسى أعضاء كل من حزبى "الحرية والعدالة"و"النور"بالمجلسين كون الديمقراطية مجرد "وسيلة"وليست "غاية" وأنه لا يصح شرعيا ووضعيا التمسك بوسيلة تصنع الفرقة ,وتكرس الانقسام ,وتعيد إنتاج انتهازية مفرطة ,عانى الشعب ويلاتها طوال فترة حكم الحزب الوطنى المنحل . وأشار البيان إلى أنه لا ينكر على الإخوان والسلفيين حقهم فى الدفاع عن وجهة نظرهم ,واحتكامهم إلى مرجعية الإعلان الدستورى ,غير أن الحزب يرى أن توقفهم عند هذا الأمر ,وتصميمهم على عدم مغادرة " خندق التشدد والتزمت " لا يخدم تطلعاتهم , كما لا يحقق المصلحة الوطنية للمصريين بل على العكس تماما يزيد الأمور تعقيدا ويدخل الجميع فى دوامة ذات حلقات متشابكة من الشد والجذب والمساومات الوضيعة مما يضر بأمن وأمان واستقرار البلاد . من جانبه قال الإعلامى محمود عبد الكريم عضو المجلس الرئاسى والمتحدث باسم حزب "المستقلين الجدد" إنه يرفض لغة التهديد والتصعيد فى كلا الاتجاهين ,سواء المؤيد أو الرافض لإجراءات تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور , معربا عن أمله فى أن يوافق الإخوان والسلفيون مع ممثلى جميع الأحزاب والتيارات والقوى السياسية الأخرى ,على صيغة منطقية تحترم آراء الجميع . واقترح عبد الكريم إعادة تشكيل اللجنة التأسيسية بنسبة لا تقل عن 90 بالمائة من خارج البرلمان على ألا تخضع اختيارات أعضائها للمواءمات والانتقائية من أى طرف كان , بالاستناد إلى حجة "الأغلبية " لأن الدستور يخص جميع المصريين , وليس تيارا أو حزبا بعينه . كما اقترح الحزب إمكانية وضع ما وصفه بالخطوط الحمراء أو الضوابط التى لا يمكن أن يقترب منها الدستور الجديد ,على ألا تخل هذه الضوابط بالسياق الاجتماعى أو الهوية الدينية المبنية علي قيم التسامح واحترام الرأى والرأى الآخر .