الساحة الكويتية تشهد هذه الايام حملات انتخابية واسعة تعد الرابعة من نوعها خلال خمسة أعوام ، ورغم التباين المعتاد فى مفردات المشهد السياسى والانتخابى ..إلا أن المجتمع الكويتى باطيافه المختلفة يكاد يجمع على وصف إنتخابات الثانى من فبراير بأنها الأكثر أهمية وحسما. وتأتى هذه الانتخابات لمجلس الامة الكويتى فى فصله التشريعى الرابع عشر على خلفية حالة من الاحتقان السياسى غير المسبوقة التى طالت السلطتين التشريعية والتنفيذية ، ويتصدر برامج المرشحين انتقادا شديدا للفساد والمحسوبية، والترهل الوظيفي والمطالبة بالاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الكويت ، تلك القضايا دفعت بأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح إلى حل البرلمان قبل نحو شهرين والدعوة لهذه الانتخابات الجديدة. وتمثل انتخابات "أمة 2012"واحدة من أسخن الانتخابات التي مرت على الكويت كما يراها الكثير من المرشحين والناخبين على حد سواء في الدوائر الانتخابية الكويتية دون استثناء. ويرى المرشحون ان المرحلة الحالية تستدعي التأكيد على مبدأ الفصل بين السلطات ما من الدستور واستقلالية القضاء وضرورة احترام الدستور وتطبيق اللوائح والقوانين التي تنظم استخدام الارمات ، ويلاحظ ان المرشحين يشنون حملات واسعة على الحكومة الحالية والسابقة. ويزداد هذا الوضع حساسية فى ضوء قرب الكويت الجغرافى من إيران المنخرطة حاليا فى صراع مع الغرب لا أحد يعلم تداعياته على الكويت ومحيطها. و شعب الكويت هو أول شعب خليجى انتخب مجلسا تشريعيا بالمنطقة وذلك عام 1938 .. بل إنه كان قد أسس قبل ذلك مجلسا للشورى فى عام 1921 .. كما أسس مجلسا بلديا منتخبا فى عام 1930 .. وكذلك فقد كانت أول دولة فى المنطقة تصنع دستورا فى عام 1962 بعد أشهر قليلة من حصولها على الاستقلال لترسى بذلك كله قواعد حكم مؤسسى وتحول نفسها من مجتمع قبلى بسيط إلى مجتمع الدولة الحديثة . وكان أمير الكويت قد أصدر أمرا بحل البرلمان قبل شهرين فى ذروة الأزمة بين السلطتين التشريعية و التنفيذية, أدت كذلك إلى استقالة رئيس مجلس الوزراء وإلى شكل غير مسبوق من المواجهات والمظاهرات الغاضبة.. ويتنافس 341 مرشحا من بينهم 24 امرأة على مقاعد البرلمان البالغ عددها 50 مقعدا والتى يضاف إليها 16 وزيرا بحكم مناصبهم . ويتوزع هؤلاء المتنافسون على 5 دوائر متساوية, ويبلغ عدد الكويتيين الذين لهم الانتخابات أكثر قليلا من 400 ألف شخص , تشكل النساء النسبة الأكبر منهم , حيث بلغ عددهن نحو 215 الف ناخبة مقابل 185 ألف من الذكور .. ويحق لكل ناخب اختيار 4 مرشحين فى دائرته. ورغم عدم وجود أحزاب فى الحياة السياسية إلا أن هناك العديد من الكتل البرلمانية التى تنشط حاليا لحشد أكبر قدر من التأييد لمنتسبيها , ومنها الكتلة الإسلامية , وكتلة العمل الشعبى التى يمكن اعتبارها بمثابة كتلة المعارضة الرئيسية , وكتلة الوطن الديمقراطى , وتجمع الميثاق الوطنى وائتلاف التجمعات الوطنية وغيرها . ويحق التصويت لكل كويتى بلغ 21 عاما سواء كان من أصل كويتى أو حصل على الجنسية الكويتية قبل 20 عام على الأقل , ولايحق التصويت للعسكريين بشكل عام .