على عكس ما توقعه الكثيرون شهدت الانتخابات الكويتية التى تجرى للمرة الرابعة فى اقل من ست سنوات أمس هدوءا بمراكز الاقتراع وسط إجراءات أمنية عادية والتزاما من قبل الناخبين وكذلك المرشحين، وتبدو سير العملية الانتخابية حتى هذه اللحظات أكثر حضارية حيث تختفى أساليب التأثير على الناخبين خارج اللجان أو شراء أصواتهم بالمال فضلا عن التنظيم الجيد الذى قامت به حكومة الكويت لاتمام هذه العملية الانتخابية. وبدء سير العملية الانتخابية بالكويت منذ الساعة الثامنة من صباح أمس وتستمر حتى الثامنة مساء على أن يبدأ الفرز فورًا ومن المقرر إعلان النتائج اليوم لاختيار 50 عضوا لمقاعد مجلس الأمة الرابع عشر. يذكر ان 400 ألف و 296 ناخبا وناخبة يحق لهم الإدلاء بأصواتهم ورغم ذلك كان الإقبال على اللجان كثيفا. كانت وزارة الداخلية الكويتية قد ألمت الأحداث الأخيرة التى شهدت حرائق فى المقرات وخلافه قبل ان يفلت زمام الأمور من يدها، كما ضبطت عددا من المحرضين والمشاركين فى محاولة اقتحام مبنى قناة تليفزيون الوطن لإصرارهم على ارتكاب أعمال الشغب وأحالتهم إلى جهات التحقيق. كما أوقفت صحيفة عن النشر لتعمدها نشر مادة إعلامية تحوى ألفاظ سب وقذف طائفية بما يثير الفتنة الطائفية والتحريض على مخالفة النظام العام ويمس كرامة كويتيين ومعتقداتهم الدينية ويحض على كراهية فئات مجتمعية معينة. ويتوقع كثيرون فوز مرشحى المعارضة بقيادة الاسلاميين فى هذه المرحلة الانتخابية الحاسمة فى تاريخ الكويت التى شهدت ساعاتها الماضية خروج التيارات الدينية والقبلية عن الإطار القانونى للدعاية الانتخابية بما يعنى أن السبب الذى من أجله حل البرلمان السابق سيظل متواجدا مع البرلمان الجديد. ويعد هذا البرلمان فاصلاً من وجهة نظر الكويتيين لانه سيعيد صياغة بعض القوانين الخاصة بمكافحة الفساد المالى وتمكين المرأة والإصلاح السياسى وتعزيز الديمقراطية وسن قوانين تنبذ العنف الطائفى وتجرمه. وفُتحت صناديق الاقتراع فى نحو مئة مركز انتخابى رئيسى ضمن الدوائر الانتخابية الخمس فى الكويت، الا أن الاقبال لم يكن كثيفا عند بدء الاقتراع بينما كان كثيفا فى المناطق القبلية. وتضمنت حملات مرشحين من المعارضين مطالب تراوحت بين ارساء نظام متعدد الاحزاب وضرورة ان تكون الحكومة منتخبة مع رفع عدد اعضاء مجلس الامة، وصولا الى ارساء ملكية دستورية والحد من نفوذ اسرة ال الصباح التى تحكم الكويت منذ 250 عاما. وكانت المعارضة تشغل 20 مقعدًا فى البرلمان المؤلف من خمسين عضوًا الذى تم حله فى ديسمبر فى أعقاب أزمة سياسية حادة ومظاهرات شبابية غير مسبوقة استلهمت من الربيع العربي. وتحتاج المعارضة للفوز ب33 مقعدا لضمان سيطرتها بشكل كامل على قرار البرلمان اذ ان الوزراء غير المنتخبين (15 وزيرا) يتمتعون بحكم الدستور بحق التصويت فى البرلمان. فيما اشتبكت عشية الانتخابات شرطة مكافحة الشغب مع شباب قبليين اقتحموا مقر قناة تليفزيونية محلية كانت تستضيف مرشحًا مواليًا للحكومة فى الانتخابات التشريعية، وذلك غداة إحراق مقر مرشح آخر اتهموه بإهانة قبيلة المطير حسبما أفادت صحف محلية وشهود عيان. وقد أصيب عدة أشخاص من بين المهاجمين إضافة إلى 14 عنصرا من الشرطة وثلاثة صحفيين فى المواجهات التى اندلعت أمام مقر قناة الوطن بينما كانت تستضيف المرشح نبيل الفضل. وحصلت المواجهات بعد أن عقد المرشحون القبليون تجمعا ضخما ليل الثلاثاء شارك فيه أكثر من 20 ألف رجل للتنديد بتصريحات الجويهل، وللدفاع عن كرامة القبائل. وقد أدان الديوان الأميرى استهداف خيام المرشح و«المس بالقبائل» على حد سواء، وقال إنها تعد «خروجا سافرا عن أخلاقيات الشعب الكويتي»، ودعا فى الوقت نفسه إلى نبذ الروح الطائفية والقبلية والفئوية. وأكد اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعاقبة «المحرضين» و«المساهمين» فى هذا الهجوم.