إعداد:أمينة جادجاءت زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بعد ظهر السبت07/3/3الى المملكة العربية السعودية،والتى استغرقت يوماً واحداً، والتقي خلالها بالعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، وسط ضغوط متزايدة على طهران، بسبب رفضها الاستجابة لمطالب دولية بوقف مختلف أنشطتها النوويةوكانت أهم الملفات التي ناقشهاالزعيمان هى الأزمة العراقية والوضع في لبنان إضافة إلى الملف النووي.ويذكر أن الزيارة تهدف إلى تخفيف التوتر في منطقة الشرق الأوسط.خاصة بعد إن عبرت السعودية عن قلقها بشأن التدخل الإيراني في المنطقةخاصة مشكلتى العراق ولبنان وكذلك الطموح النووي الإيراني.وتأتي زيارة الرئيس الإيراني للمملكة السعودية، أحد أهم حلفاء الولاياتالمتحدة بمنطقة الشرق الأوسط، في وقت تزايدت فيه مؤخراً تقارير تفيد بأن واشنطن تخطط لمهاجمة مواقع نووية إيرانية، رافضة الدخول في أية مفاوضات مع المسؤولين الإيرانيين، قبل تجميد أنشطة تخصيب اليورانيوم.وقد تركزت المباحثات بين نجاد و الملك عبد الله بن عبد العزيز حول الملف النووي الإيراني، الذي يتوقع أن يصدر بشأنه قرار جديد من مجلس الأمن الدولي .كما تأتي الزيارة في وقت عبرت فيه دول مجلس التعاون الخليجي عن قلقها المتزايد من البرنامج النووي الإيراني، وايضا تأتي على خلفية تحركات لكل من طهرانوالرياض للوساطة في الملفين العراقي واللبناني.وكان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الست قد قرروا تأجيل اجتماع كان من المزمع عقده السبت في السعودية، لمناقشة برنامج إيران النووي، إلى الاثنين المقبل، بعد انتهاء زيارة الرئيس الإيراني للرياض.وايضا تأتي زيارة الرئيس الإيراني للسعودية، قبل انعقاد اجتماع لدول جوار العراق والقوى الدولية في بغداد في العاشر من مارس/ آذار الحالي، وقبل القمة العربية التي سوف تستضيفها الرياض في 28 و29 الشهر الحالي.وتعد زيارة نجاد إلى السعودية هي الثانية، حيث قام بزيارة سابقة، شارك خلالها في أعمال قمة منظمة المؤتمر الإسلامي، التي عقدت بمدينة مكةالمكرمة، في ديسمبر/ كانون الأول من العام 2005.ومن جانبه وصف بندر العيبان، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى السعودي، زيارة نجاد للرياض بأنها تعني أن إيران وصلت إلى قناعة بأن الخروج من الأزمات في العراق ولبنان، يكمن في الحوار والتفاهم مع السعودية.ويرى المراقبون انه الى جانب الضغوط التي تمارسها الولاياتالمتحدة والقوي الكبرى الأخرى علي إيران، بسبب برنامجها النووي الذي يقولون انه يهدف لإنتاج قنبلة نووية، تحّمل السعودية ايضا ايران مسئولية دعم ميليشيات شيعيةتقوم بعمليات قتل طائفية في العراق،كما تشعر السعودية وحكومات عربية سُنية متحالفة مع الولاياتالمتحدة، بالقلق تزايد نفوذ إيران الشيعية في العراق ولبنان، بدعمها لجماعة حزب الله في صراعه مع الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة، التي تدعمها الولاياتالمتحدة.وفي غضون ذلك، أعلن رئيس مجلس الأمن الدولي، دوميساني كومالو، أن المجلس بصدد إنهاء مشاوراته لفرض عقوبات جديدة على إيران، مشيراً إلى أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد جلسة حاسمة بهذا الخصوص.ويشار الى ان ايران تواجه ضغوطا كبيرة بخصوص برنامجها النووي، كما ان واشنطن وجهت اتهامات لاعلى المستويات في القيادة الايرانية بالمسؤولية عن تزويد جماعات شيعية في العراق بالاسلحة .ويعتقد المراقبون للاوضاع فى المنطقة ان قيام واشنطن بإزالة نظامين معاديين لايران، وهما نظام طالبان في افغانستان ونظام صدام حسين في العراق، أدى الى تزايد قوة إيران في المنطقة وأنه فى الوقت الراهن فان الاحزاب الشيعية المتحالفة مع طهران هي القوة المسيطرة في العراق، كما ان نفوذ ايران تزايد في لبنان وفلسطين،وأن دولا ذات اغلبية سنية مثل السعودية والاردن تنظر الى القوة المتصاعدة لطهران بدرجة من القلق..ويقول المراقبون ان السعودية بذلت جهودا دبلوماسية كبيرة في الفترة الاخيرة سعيا لاحتواء ما تراه نفوذا ايرانيا متصاعدا في العراق ولبنان والاراضي الفلسطينية.وفى ختام الزيارة نقلت الوكالة السعودية عن نجاد انه يؤيد الجهود السعودية لتهدئة الوضع في لبنان، وحل الازمة السياسية فيه.ومن جانبه أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في مؤتمر صحفي بالرياض أن السعودية وإيران اتفقا على وقف أي محاولة تهدف إلى نشر الصراع الطائفي في المنطقة،كما أكد الزعيمان على اهمية الوحدة الفلسطينية، واهمية الحفاظ على استقلال العراق ووحدته.وقال نجاد انه بحث الاوضاع في العراق والاراضي الفلسطينية مع الجانب السعودي، وان لدى الجانبين وجهات نظر مشتركة في هذا المجال.. ويرى المراقبون ان الاتصالات السعودية الإيرانيةالاخيرة قد ادت إلى الحد من التوتر مؤقتا في لبنان كماأدت إلى الاتفاق الأخير بين حركة حماس المقربة من ايران حركة فتح الفلسطينيتين.