وسط توقعات من قبل المحللين والمراقبين السياسيين بتنفيس الأزمة في لبنان، وتجنب حدوث تصعيد في أزمة الملف النووي الإيراني، جرت أمس في الرياض مباحثات بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، الذي كان قد وصل إلى العاصمة السعودية في زيارة عمل. وحسب المؤشرات المتوفرة حتى مثول الصحيفة للطبع، فإن الملفات الإقليمية المتأزمة، وعلى رأسها الوضع السياسي في لبنان، والقضية العراقية، وبرنامج إيران النووي، كانت أهم 3 ملفات ساخنة في القمة السعودية الإيرانية التي كانت محل اهتمام سياسي وإعلامي كبير في المنطقة وفي الغرب انتظارا لنتائجها. كما إن هناك توقعات عالية بأن تتوصل المباحثات السعودية الإيرانية الى نتائج، خاصة أنها تأتي بعد أسابيع من اتصالات دبلوماسية بين البلدين عن طريق مبعوثين من الرياضوطهران. ويعتقد المراقبون انه بالنسبة للملفات الثلاثة الساخنة المطروحة في القمة، فإن تفاهم البلدين يمكن ان يساعد على حلحلة الوضع في لبنان والعراق، بينما يمكن ان تفتح الرياض بدبلوماسيتها النشطة وعلاقاتها الدولية، الباب امام ايران لتجنب عزلة دولية مع المشاورات التي تجريها القوى الكبرى حاليا لاستصدار قرار جديد من مجلس الأمن بفرض عقوبات بسبب عدم استجابة طهران لطلبات وقف تخصيب اليورانيوم. وأعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس قبل مغادرة طهران متوجها إلى الرياض، أن على ايران والسعودية «العمل معا» في العالم الإسلامي والمنطقة، لافتا إلى أنه سيبحث مع الملك عبد الله «في العمل الذي يتحتم علينا إنجازه معا في العالم الاسلامي والمنطقة». وأبدى الرئيس الإيراني استعداد بلاده لتقديم أية خدمة تصب في صالح تحقيق الوحدة الوطنية اللبنانية والاستقلال. وقال «إذا طلب لبنان مساعدة إيران لتحقيق الوحدة الوطنية والاستقلال، فإننا مستعدون لمساعدته»، لا فتا إلى أن بلاده «تريد كرامة الشعب اللبناني ووحدته».