إعداد - محمد فارس : تعقد غدا الجمعة فى بيروت ، قمة لبنانية سعودية سورية غير مسبوقة ، والتى تعكس دلالات بالغة الأهمية لهذا الحدث الذى من شأنه أن يرسم بنتائجه الاتجاهات التى ستسلكها الازمة الداخلية الناشئة عن موقف حزب الله من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. ورغم أن مشاركة الرئيس السورى بشار الأسد فى هذه القمة لم تتأكد رسميا إلا إن مختلف الجهات الرسمية والسياسية فى بيروت وضعت فى أجواء التحضيرات والاستعدادات اللوجستية والبروتوكولية لاستقبال الاسد والملك عبدالله بن عبد العزيز معا. وأشارت صحيفة النهار اللبنانية إلى أن الدوائر المختصة فى القصر الرئاسى شرعت فى الاستعدادات للاستقبال ، حيث رفعت اعلام سعودية وسوريا على الطرق الرئيسية التى سيسلكها الموكب الملكى والرئاسى. وقالت "إن الوزراء اللبنانيين تلقوا مساء أمس بطاقات دعوة من الرئيس اللبنانى العماد ميشال سليمان إلى غداء تكريما للعاهل السعودى والرئيس السورى بعد ظهر غد الجمعة. وأوضحت الصحيفة أن القادة اللبنانى والسعودى والسورى سيعقدون اجتماعا مغلقا ويعقبه لقاءات مع عدد من المسئولين والشخصيات السياسية يرجح أن تشمل أقطاب هيئة الحوار الوطنى. ولفتت الصحيفة إلى أنه رغم تجنب معظم المعنيين التكهن بتوقعات مسبقة لما يمكن أن تفضى إليه الزيارة المزدوجة للعاهل السعودى والرئيس السورى غير أن الطابع الاستثنائي للزيارة أوحى بأن الرعاية السعودية السورية للوضع فى لبنان قد تكون أمام أقوى اختباراتها فى احتواء العاصفة السياسية التى أثارها موقف حزب الله من القرار الاتهامى المرتقب للمحكمة الخاصة بلبنان. وكانت مدينة شرم الشيخ شهدت أمس قمة مصرية- سعودية بين الرئيس حسني مبارك وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، حيث عقدا جلسة مباحثات ثنائية تناولت أبرز القضايا علي الساحتين الاقليمية والدولية. وصرح السفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم رئيس الجمهورية, بأن الرئيس يواصل اتصالاته بمختلف الاطراف الإقليمية والدولية, وأن خادم الحرمين الشريفين يصل إلي مصر في مستهل جولة تشمل دمشقوبيروت والأردن. وقال: إن جلالة الملك عبدالله حريص علي أن يبدأ هذه الجولة بالتشاور مع الرئيس مبارك ، مشيرا إلي أن التنسيق مستمر بين القيادتين السياسيتين في البلدين الشقيقتين. أضاف عواد إن جدول أعمال القمة تناول العديد من الموضوعات الهامة, مشيرا إلي أن عملية السلام وجهود دفعها تأتي في بؤرة تركيز هذه المشاورات ، وكذلك الوضع في لبنان والعراق والخليج ، آخذا في الاعتبار المواجهة بين الغرب وإيران حول الملف النووي الإيراني ، والوضع في اليمن وكل المستجدات علي الساحتين العربية والإقليمية ، وقال عواد: ولكن عملية السلام والوضع في لبنان يتصدران أجندة المشاورات. ويجري الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك السعودية اليوم محادثات بسوريا في إطار جولته العربية التي بدأها من مصر حيث إلتقى بالرئيس المصري حسني مبارك في منتجع شرم الشيخ. ويتوقع أن يبحث الزعيمان السعودي والسوري الملف اللبناني، والعلاقات الثنائية بين البلدين الى جانب المصالحة الفلسطينية والوضع في العراق. وتشمل جولة الملك السعودي أيضا زيارة كل من لبنان والأردن ، ومن الممكن أن تتحول المحادثات الحالية إلى قمة رباعية، سورية سعودية لبنانية قطرية، تعقد في بيروت وتتناول الأوضاع اللبنانية إضافة إلى الأوضاع الإقليمية الأخرى، حيث قالت وكالة رويترز إن الملك عبد الله والرئيس الاسد لبنان سيزوران لبنان معا يوم الجمعة لتخفيف التوتر السياسي بشأن المحكمة التابعة للامم المتحدة التي تشكلت بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري عام 2005.