بيروت وكالات الأنباء: تشهد العاصمة اللبنانية بيروت اليوم قمة ثلاثية لرؤساء لبنان والسعودية وسوريا لمحاولة احتواء أزمة حزب الله مع المحكمة الجنائية الدولية حول قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.. وفي غضون ذلك رفضت المحكمة تلميحات حزب الله بوجود دوافع سياسية وراء قرار الاتهام الذي ستصدره. فيستضيف القصر الرئاسي اللبناني أمس الجمعة قمة لبنانية سعودية سورية غير مسبوقة تعكس دلالات بالغة الأهمية لهذا الحدث الذي من شأنه أن يرسم بنتائجه الاتجاهات التي ستسلكها الازمة الداخلية الناشئة عن موقف حزب الله من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. ورغم أن مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد في هذه القمة لم تتأكد رسميا إلا إن مختلف الجهات الرسمية والسياسية في بيروت وضعت في أجواء التحضيرات والاستعدادات اللوجستية والبروتوكولية لاستقبال الاسد والملك عبدالله بن عبد العزيز معا. وأشارت صحيفة( النهار) اللبنانية إلي أن الدوائر المختصة في القصر الرئاسي شرعت في الاستعدادات للاستقبال, حيث رفعت اعلام سعودية وسوريا علي الطرق الرئيسية التي سيسلكها الموكب الملكي والرئاسي. وقالت' إن الوزراء اللبنانيين تلقوا مساء أمس بطاقات دعوة من الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان إلي غداء تكريما للعاهل السعودي والرئيس السوري. وأوضحت الصحيفة أن القادة اللبناني والسعودي والسوري سيعقدون اجتماعا مغلقا يلي الغداء ويعقبه لقاءات مع عدد من المسئولين والشخصيات السياسية يرجح أن تشمل أقطاب هيئة الحوار الوطني. من جانبه, دعا رئيس الوزراء الاسبق نجيب ميقاتي المسئولين والقيادات اللبنانية إلي الاستفادة من الأجواء العربية الداعمة للبنان لبناء شبكة أمان داخلية تحمي البلاد من تداعيات التطورات الخارجية المتسارعة. ورحب ميقاتي- في تصريح أمس- بزيارة خادم الحرمين الشريفين والرئيس السوري بشار الأسد وأمير قطر إلي لبنان, معتبرا أن زيارات القادة العرب الثلاثة تحمل دلالات تعبر عن مدي حرص العرب علي دعم لبنان وتعزيز استقراره. كما دعا اللبنانيين إلي وقف السجالات العقيمة لبناء الثقة المفقودة بين القيادات ومن خلالهم بين شرائح الشعب اللبناني والانخراط في حوار معمق يتركز علي القضايا الاقتصادية والاجتماعية التي باتت في مقدمة أولويات الشعب اللبناني. وانتقد ميقاتي النقاش العقيم وتأجيج الصراعات والمخاوف المتبادلة بين اللبنانيين خاصة وأن الجميع محكومون بالعودة إلي الحوار. وحول موضوع المحكمة الدولية دعا إلي النأي بهذا الملف عن السجال الداخلي وعدم استباق ما قد يصدر عن المحكمة, مبديا في الوقت ذاته تفهمه للمخاوف من استخدام المحكمة في غير موقعها الصحيح بفعل الملابسات التي حدثت منذ بداية التحقيق ولاسيما منها إفادات بعض الشهود التي أسقطت المحكمة ذاتها صحتها. في غضون ذلك, رفضت المحكمة الدولية أمس اتهامات حزب الله لها بأن وراءها دوافع سياسية. وقالت فاطة عيساوي المتحدثة باسم المحكمة في اجابات مكتوبة علي أسئلة أرسلت عبر البريد الالكتروني' أظهرت تجارب محاكم دولية أخري ان نتائج عمل مثل هذه المؤسسات تتحدث عن نفسها وتناقض مزاعم غير موثقة بالتدخل بشكل عدائي.