يعدّ موسم الصيف مؤشرا مهما لنجاح الأفلام الأميركية على شباك التذاكر، حيث يشكل 40 % من الإيرادات الإجمالية لهوليوود. وسجلت إيرادات أفلام الصيف في دور السينما الأميركية هذا العام رقما قياسيا حيث تجاوزت لأول مرة الأربعة مليارات دولار، مما ينبىء بأن هذا العام سيسجل رقما قياسيا جديدا في الإيرادات العالمية الإجمالية للأفلام الأميركية على شباك التذاكر يتوقع أن يتجاوز 26 مليار دولار. يشار إلى أن إيرادات شباك التذاكر تشكل 19 % فقط من الإيرادات الإجمالية للسينما الأميركية ويأتي الباقي من مبيعات وتأجير أشرطة الفيديو والأقراص المضغوطة وحقوق العرض التلفزيوني ومبيعات التسجيلات الموسيقية والمنتجات التجارية المرافقة للأفلام الضخمة الإنتاج من لعب وألعاب وكتب وملابس وحلوى ومأكولات ومشروبات وهدايا. تشمل أفلام الصيف الأميركية 16 فيلما حقق كل منها أكثر من 100 مليون دولار في صالات العرض الأميركية، وهو رقم قياسي جديد ويتصدر أفلام الصيف وأفلام العام في الإيرادات العالمية الإجمالية على شباك التذاكر فيلم المغامرات الخيالي قراصنة الكاريبي - عند نهاية العالم الذي حصد 969 مليون دولار، وصعد هذا الفيلم إلى المركز الخامس على قائمة الأفلام التي حققت أعلى الإيرادات في تاريخ السينما. يليه في المركز الثاني فيلم الخيال العلمي هاري بوتر ونظام الفينيكس الذي جمع 915 مليون دولار. وتجمع الأفلام الثمانية الأخرى بين أكثر عشرة أفلام رواجا على شباك التذاكر هذا الصيف مجموعة منوعة من أفلام المغامرات والخيال العلمي والرسوم والدمى المتحركة، وهي الرجل العنكبوت - الجزء الثالث - 885 مليون دولار، و شريك - الجزء الثالث - 757 مليونا، و المحوّلون - 678 مليونا، و فيلم سمبسونز - 482 مليونا، و راتاتونفيل - 390 مليونا، و عش حرا ومت قويا - 354 مليونا، و زمرة أوشين الثلاثة عشر - 296 مليونا و إنذار بورن - 280 مليونا. تمثل هذه الأفلام أنواعا سينمائية تهيمن على شباك التذاكر منذ سبعينيات القرن الماضي، وهي أفلام ضخمة الإنتاج تزيد تكاليف كل منها على 100 مليون دولار، وتروق لجمهور عالمي من الشباب الذي يشكل غالبية رواد السينما. ويلاحظ أن شعبية هذه الأفلام في ازدياد مستمر خارج الولاياتالمتحدة، حيث تشكل إيرادات أفلام المغامرات والخيال العلمي في دور السينما الأجنبية أكثر من 65 بالمائة من إيراداتها الإجمالية في حين أن شعبية الأفلام الكوميدية والدرامية الأميركية متساوية بين دور السينما الأميركية والأجنبية حيث يلعب عامل معرفة اللغة الإنجليزية التي تنطق بها هذه الأفلام دورا أهم، وذلك خلافا لأفلام المغامرات التي لا يكون فيها معرفة اللغة الإنجليزية عنصرا أساسيا في تتبع قصة الفيلم. تدرك هوليوود ذلك تمام الإدراك وتعوّل على انتشار أفلامها في دور السينما الأجنبية وخاصة في دول أوروبا الغربية واليابان حيث يأتي معظم الإيرادات الأجنبية للفيلم الأميركي بسبب الانتشار الواسع لدور السينما في هذه الدول وارتفاع أسعار التذاكر المرتبط بارتفاع مستوى المعيشة. كما تدرك هوليوود أهمية رواج الأفلام ضخمة الإنتاج بسبب الارتفاع المستمر في تكاليف إنتاجها وتسويقها. فعلى سبيل المثال، بلغت تكاليف إنتاج فيلم الرجل العنكبوت - الجزء الثالث 258 مليون دولار. يضاف إلى ذلك مبلغ لا يقل عن 50 مليون دولار لتسويق الفيلم، ويذهب معظم ذلك للإعلانات التلفزيونية المكلفة جدا في الولاياتالمتحدة. وهذا يعني أن هذا الفيلم بحاجة إلى ما يقارب 500 مليون دولار على شباك التذاكر قبل أن يحقق أي أرباح، حيث أن جزءا كبيرا من هذه الإيرادات يذهب لأصحاب دور العرض السينمائي وللأستوديو الموزع للفيلم يضاف إلى ذلك أن بعض نجوم السينما الكبار قد يحصلون على نسبة مئوية من إيرادات أو أرباح الفيلم بالإضافة إلى أجورهم العادية المرتفعة. فعلى سبيل المثال، حصل النجم السينمائي توم كروز، على 55 مليون دولار عن قيامه ببطولة فيلم مهمة مستحيلة - الجزء الأول (1996) وعلى أكثر من 70 مليون دولار عن فيلم مهمة مستحيلة - الجزء الثاني (2001) كمجموع لأجره ونصيبه من الإيرادات. ولكن لا بد أن نتذكر أن إيرادات الفيلم الأميركي على شباك التذاكر - رغم أهميتها - لا تشكل إلا أقل من خمس إيراداته الإجمالية. فقد قلبت الإيرادات الأخرى لهذه الأفلام معادلة الربح والخسارة في هوليوود منذ عدة عقود.