لا شك أن صوت شيرين المميز المغلف بإحساس رومانسى مؤثر هو رأسمالها الوحيد فى مجال الفن، هى مطربة ناجحة لكنها ليست ممثلة ناجحة، وتجربتها المبكرة مع أحمد حلمى فى فيلم «ميدو مشاكل»، أظهرت أنها لا تمتلك موهبة تمثيلية بنفس قدر موهبتها فى الغناء، وهى كضيفة برامج حوارية تقترب كثيرًا من نفس المنطقة المرتبكة العصبية التى بدت عليها كممثلة، ويعد حضورها فى برنامج «The Voice» لاختيار المواهب الغنائية وتدريبها ومنحها فرص الشهرة، امتدادًا لنفس حالتها فى التمثيل وإجراء الحوارات التليفزيونية، حضور ينقصه التوهج ربما لمشكلتها الخاصة مع الارتجال أو الأداء التعبيرى، هناك مساحة من الحوار فى البرنامج بين النجوم والمتسابقين، يحاول فيها النجوم الأربعة التنافس على جذب المتسابق إلى فريق واحد منهم، وهى المساحة التى تفاوتت فيها إمكانيات النجوم، ونجح فيها الأكثر عفوية وتلقائية وجاذبية، وكان نصيب شيرين فى هذه المساحة الدرجة الأقل رغم اللوك اللطيف والدلال الكثير، فالمساحة بين أن تكون نجمًا تتصرف بتقل ودلال تلاحقك الأضواء والمعجبون وكلمات المديح، وأن تهبط درجة إلى مستوى المعجب بشخص آخر قد تكون صعبة على بعض النجوم، ورغم قبول شيرين أن تهبط من فوق مسرح النجومية إلى كرسى المعجبة والناقدة التى تستمع إلى مواهب صوتية شابة قوية شبه محترفة فى «The Voice»، فإن شعورها بنجوميتها يطغى كثيرًا على دورها المفترض كحَكم تُقيّم المتسابق بلغة احترافية، لا بلغة وتعبيرات انطباعية مبهمة من نوعية «صوتك دخل قلبى» و«استفتيت إحساسى وقلبى اختارك». تبنى البرنامج مجموعة كبيرة من الأصوات الموهوبة بالفعل، وبدا أداء شيرين غامضًا ومرتبكًا، غير قادرة -وهى المحترفة- على تبرير بعض اختياراتها، بل بدت متناقضة فى ردود أفعالها، فهى ترفض ضغط زر قبول الصوت، وتعتذر عن عدم اختيار صوت المتسابق، وتردد كلامًا كأنها ليلى مراد تقول لشكوكو: «كلام جميل.. وكلام معقول.. ما اقدرش أقول حاجة عنه.. لكن خيال حبيبى المجهول مش لاقية فيك حاجة منه» أو كما تقول شيرين بتكرار مع أكثر من متسابق: «صوتك حلو ورائع بس أنا بادور على الصوت اللى ماحصلش»، ثم هى تنسى أنها رفضت نفس الصوت وتندمج فى منافسة زملائها بإقناع المتسابق بالانضمام إلى فريق المواهب الذى ستقوم بتدريبه!
برنامج «The Voice» العالمى فى نسخته العربية يعتمد فى حلقاته الأولى على تنافس النجوم كاظم الساهر وعاصى الحلانى وصابر الرباعى وشيرين على جذب المتسابق وإقناعه بالانضمام إلى الفريق الذى يدربه، يستخدم كل من هؤلاء النجوم سحر شخصيته لإقناع المتسابق بالانضمام إليه، يستخدم صابر الرباعى الأكثر مرحًا وتلقائية كل كلمات الإعجاب والمجاملة لجذب المتسابق إليه، ينافسه عاصى الحلانى فى نفس وسائله، ويحتفظ كاظم الساهر بهدوئه، مستخدمًا لغة الأستاذ الذى يجامل بحساب، ويدعو المتسابق إلى فريقه دون أن يبدو لحوحًا كزميليه، ويبرر اختياراته بلغة احترافية تفرق بين إحساس المتسابق وتقنية أدائه، بينما تقبع شيرين فى قوقعة النجمة الستار التى تصطنع التواضع، أو الناقدة صعبة الإرضاء، فهى الأقل توسلا للمتسابقين للانضمام إلى فريقها، وآخر من يضغط زر قبول المتسابق غالبا، وحتى الأقل اهتمامًا بأعضاء فريقها فى بروفات التدريب فى الحلقات قبل الأخيرة لعرض مواهب فريقها مع استثناءات قليلة بدت فيها أكثر حماسًا، وأكثر مرونة فى استقطاب المتسابقين لفريقها بعد أن أدركت أن النجوم الرجال بصحبتها قد يلقون قصائد الشعر والأغانى وكلمات المجاملة على المتسابقين للتأثير عليهم عاطفيًّا.