الحقيقة أنني مللتُ من كتابة المقالات عن فساد إدارة مكتبة الإسكندرية، لذا أهديك مقالا مختلفا هذه المرة، فأنا أريدك صديقي القارئ أن تعرف، ولو من باب الفضول، من هو سراج الهانم: - أمين صندوق وعضو مجلس إدارة حركة سوزان مبارك الدولية للمرأة التي يحقق النائب العام السويسري في اتهامها بغسيل أموال.
- كتب سراج الدين (في محضر اجتماع مجلس أمناء المكتبة في إبريل 2011 -الصفحة 4- وبالخط العريض) أن السيدة سوزان مبارك لاتزال رئيسة لمجلس أمناء المكتبة.
- في سلسلة إيميلات تبادلتها علية البنداري وابنتها رشا وسراج الدين (يومي 17 و18 فبراير 2011)، تبدأ رشا بإخبار سراج الدين بأنه بعد مناقشات مع أمها علية حول مقالات نُشرت في صحف سويسرية كبرى تهاجم سوزان مبارك، فإنهما ترسلان له بيانا صحفيا مقترحا للدفاع عن سوزان ومصادر تمويلها، بهدف تحسين صورة السيدة الأولى (هكذا تصفان سوزان: السيدة الأولى، حتى بعد الثورة) وأنه سيتم إرسال البيان للصحافة السويسرية وإرسال ترجمته الإنجليزية للصحافة الناطقة بالإنجليزية. فيشكرهما ويبدي إعجابه بالبيان الصحفي، ويؤكد أنه حاول أن يتصل بعلية البنداري في الليلة السابقة بلا جدوى. ثم ترد عليه رشا بأنهما قرّرتا أن الأفضل في الوقت الراهن هو الاختفاء وعدم لفت الانتباه إليهم، لأن الموج عالي، وبالتالي سيتم إخفاء البيان الصحفي حاليا. علية البنداري هذه نائبة سوزان وذراعها الخفية وصاحبة الفضيحة المدوية حين اكتشف النائب العام السويسري أن الهانم صاحبة الحق هي وسراجها في توقيع شيكات حركة سوزان مبارك الدولية للمرأة، وأنها هي المتحكمة مع نائبتها في رصيد الحركة الذي تكوّن من تبرعات بلغت مليار و200 مليون دولار. ومؤخرا قامت علية البنداري بتهريب 191 مليون دولار كدفعة أولى، وذلك بتحويلها لأحد بنوك بنما ثم لأحد بنوك جزر الكيمون، ليختفي أثر الأموال بعد ذلك؛ وهذا ما أثار النائب العام السويسري. علية البنداري هذه هي نائبة سوزان وسراج الهانم هو أمين صندوق الحركة وعضو مجلس إدارتها كما أثبتت المستندات السرية التي وصلتني.
- اختاره مبارك عضوا معيّنا بمجلس الشورى الذي أسقطتْه الثورة.
- انضم للحزب الوطني ورتّب لقاءات واجتماعات للجنة الثقافية للحزب مع المثقفين.
- حرص على استقطاب رجال الحزب الوطني ضمن قيادات المكتبة (مثل أمين عام الحزب الوطني بالإسكندرية سعيد الدقاق الذي يتقاضى راتبا شهريا يبلغ 30 ألف جنيه).
- حاول تكريم قتلة الثوار أكثر من مرة بالمكتبة، لكن الثوار الأحرار تظاهروا ففشل تكريم اللواء أحمد عبد الباسط أحد المتهمين بقتل متظاهري المنصورة ومدير أمنها السابق، والذي يُحاكم الآن بهذه التهمة.
- عمل قبل الثورة مديرا لمعهد دراسات السلام التابع لحركة سوزان مبارك الدولية للمرأة والذي تستضيفه المكتبة في شراكة مباشرة مع حركة سوزان مبارك الدولية للمرأة.
- أرسل المكتب الفيدرالي السويسري لسراج الدين رسالة رسمية مؤرخة بيوم 1 مارس 2011 يقول فيها بأن سراج أرسل له رسالة بتاريخ 21 فبراير 2011 يشرح له بأن حركة سوزان مبارك الدولية للمرأة لا تمت بصلة لشخص سوزان مبارك، فلا داعي لتجميد أرصدة الحركة، ويطمئنه المكتب بأنه فعلا تم اعتبار الحركة منفصلة عن شخص سوزان فلم يتم تجميد أرصدتها. نحن نعلم طبعا أن هذا الكلام غير صحيح لأنه وفقا لوثائق أخرى وقّعها سراج الدين، فقد كانت سوزان صاحبة التوقيع الأول على شيكات الحركة وهو صاحب التوقيع الثاني، وبعد الثورة أصبح هو صاحب التوقيع الأول معها، ليوقع هو بعد اختفائها في شرم.
- يتم عرض صور مبارك وسوزان وأغلفة كتب تحمل صورهما وكلمات لهما وذلك في الطابق الخامس (مكتب سراج الدين)، تحت عناوين مثل "كلمات للتاريخ"، باعتبارهما ملهميْن لسراج الهانم! ورغم أن معتصمي المكتبة استنكروا ذلك واستنكرته في إحدى مقالاتي ضد إدارة المكتبة، لكن صورهما ظلت معروضة في حماية سراج الهانم.
- هناك أمر آخر يفضح العلاقة الوثيقة بين إدارة المكتبة وأمن الدولة، ففي أحد تقارير الجهاز المركزي للمحاسبات بتاريخ 11 يوليو 2010 وردت مخالفات فاضحة، فموازنة المكتبة التي تأتيها من وزارة المالية تتضمن مبلغا يتم دفعه لأفراد التأمين الخارجي حول المكتبة، من أمناء الشرطة وأفراد الحراسة المتفرغين لحماية المكتبة خارجيا، بشرط موافقة وزير الداخلية على كشوف الممنوحين، فماذا فعلت إدارة المكتبة؟ تجاوزت المبلغ الذي يأتيها ضمن موازنة وزارة المالية لهذا الغرض، ودفعت من أموالها مبالغ شهرية كبيرة ولمن؟ لقيادات الأمن بالإسكندرية، الذين لا يحتاجون أساسا لأي مكافآت ولا يقومون بأي جهد، بعكس أمناء الشرطة والمجندين الغلابة الذين يقفون ساعات طويلة فتدفع لهم المكتبة مبالغ ضئيلة للغاية، لتقبض القيادات والرتب الكبرى آلاف الجنيهات وبدون موافقة وزير الداخلية كما تقتضي اللوائح.
- أكد سراج الدين في تصريحات رسمية مختلفة أنه تولى إدارة المكتبة تقديرا للسيدة سوزان مبارك وعطائها، ووصف جمال مبارك في لقاء بجريدة المصري اليوم بأن المصريين ظلموه حين عاملوه كابن للرئيس فلم يقدروا إمكانياته الكبيرة لمجرد أنه ابن الرئيس.
ملحوظة: إذا شككتَ في أي معلومة من هذه المعلومات، فأرجو أن تدخل على جوجل وتذكر بعض المعلومات بين قوسين وستجد أنني نشرت أكثر من 15 مقالا موثقا بالمستندات ضده، ولم يحدث شيء.
ملحوظة أخرى: بعد سقوط جميع المسئولين الكبار الذين عينهم المخلوع (باستثناء عبد المجيد محمود وسراج الهانم)، صحيح أنه في أحيان كثيرة، يرحل فل ليأتي فل آخر، لكن قل لي: هل سراج الهانم أقوى من طنطاوي نفسه؟
ملحوظة ثالثة: هل تعرف أن رئيس مجلس أمناء المكتبة حاليا هو رئيس الجمهورية (وفقا لقانون المكتبة نفسه)؟ يعني الدكتور مرسي هو الرئيس المباشر لسراج الدين! وأن شباب المكتبة الثائر أرسل برقية استغاثة للرئيس مرسي ليطهر مكتبتنا العظيمة من رجال الهانم! وكل سنة وانت طيب