هذه الانتخابات التى تميل كفتها، طبقا للتسريبات المبدئية، لصالح شفيق، كان مؤشرها هو البحث عن الأقل كراهية.. شفيق لن يعنيه كل ذلك، وسوف يعتلى الكرسى وهو يعلم تمامًا أن الناس اختارته لأنهم يكرهون مرسى والإخوان أكثر، وأن أحلام الاستقرار والأمن خلال 24 ساعة عزفت على وتر حساس استجابت له مشاعر الناس التى تتوق إلى الأمان المادى والنفسى. ما هو شعورك عندما يختارك الناس كراهية فى الآخر.. فى أفلام الأبيض والأسود كانت البطلة تحزن عندما تكتشف أن حبيبها تزوجها نكاية فى الأخرى التى خانته، ويظل البطل طوال الأحداث يسعى لتأكيد أنه تزوجها لسواد عيونها.. بينما شفيق لن يعنيه سوى أن لديه ورقة رسمية من المأذون تتيح له ممارسة حقوقه الشرعية. السيناريو المرتقب خلال هذه الساعات هو أن يصل شفيق إلى الكرسى وسط غضب من الإخوان ورفض من قطاع من الثوار.. وسوف تتم السيطرة على الموقف بالعنف، وهو متوقع مع تركيبة مثل شفيق، سبق أن أطاح به ميدان التحرير من على كرسى رئيس الوزراء ولا يريد أن يعيش مرة أخرى هذه المهانة مجددًا!! شفيق هذه المرة لن يستسلم وسوف يلقى دائمًا بورقة الشرعية، فهو رئيس جاء عبر الصندوق.. الدوافع لا تعنيه فى كثير أو قليل، سوف يتشبث بشرعية الانتخابات مهما كانت الحقيقة، إنها لا تعبر عن قناعة حقيقية، ولكنها ستظل بالنسبة إليه طوق النجاة.. المنصب يوفر له حماية مطلقة فلا يمكن أن يعاد فتح ملفات الفساد التى لاحقته، سوف يعثر على غطاء قانونى يتيح له أن يظل بمنأى، بعيدًا عن عيون تترصد الكثير من أخطائه. سيطاح بشفيق، ليس بسبب فساد الماضى، ولكن خطايا شفيق المنتظرة وهو يعتلى كرسى الرئيس ستعجل بذلك السيناريو الذى أقرأ تفاصيله، وهو أن شفيق كعادته فى حواراته سوف يخطئ فى اختيار التعبير المناسب، فهو دائمًا ما تفلت منه كلمات تؤدى إلى أزمات بينه وبين قوى عديدة ولا يمكن لرئيس أن يلتقى بالناس فقط من خلال أوراق معدة له سلفًا سوف يواجه بأسئلة عديدة خارج المقرر وهناك أيضا إعلام خارجى سوف يوجه إليه تساؤلات شائكة عن علاقة مصر بإسرائيل وتورطه مع فساد مبارك وهيمنة المجلس العسكرى على الحكم، ماذا يفعل سوى أنه سيجيب ولن يختار التعبير المناسب لتنقلب عليه الدنيا.. سبق لشفيق مثلًا أن أخذ عنوة شريط التسجيل من قناة ال«بى بى سى»، ومنع تداوله، لأنه فى واحدة من افتكاساته أجاب عن علاقته بالمشير لو أصبح رئيسًا للجمهورية، قال إن مكانة المشير ستصبح أعلى!! شفيق أشبه بقنبلة من البارود قابلة للانفجار فى أى لحظة.. شفيق هو بارود هذه القنبلة، وهو الذى سينزع فتيلها.. شطحاته لا يمكن أن تمر الآن بسهولة فى ظل سيطرة الميديا الإعلامية، كلماته المنفلتة ترشحه لكى يفقد بسببها موقعه على الكرسى. كل شىء فى هذه الصورة الضبابية ممكن الحدوث ولكن دعونا نختار السيناريو الأسهل الذى يرضى غرور شفيق، وهو أن يتسلم السلطة دون ممانعة كبيرة وأن الناس المنهكة القوى ستقف بجواره حتى يعيد الأمن والاستقرار. ماذا بعد.. سوف يكتشف الشارع أن شفيق لديه فواتير ينبغى أن يدفعها أولًا لكل من انتمى إلى دائرة مبارك.. هؤلاء الذين أيّدوه وساندوه من طرة وخارج طرة لديهم طلبات عاجلة ولن يسمحوا له بالتأخير فى السداد. شفيق سيظل حائرًا بين الثوار والجيش وأهالى طرة وأصحاب المليارات من رجال مبارك، وفوق ذلك، تلك الوعود التى قطعها على نفسه بالأمن فى 24 ساعة.. طموح الناس كبير، والكراهية التى دفعتهم لاختياره لا يمكن أن تشكل له مع مرور الزمن أى حماية جماهيرية.. مشاعر الناس التى توجهت إلى شفيق محملة بالكراهية من الاختيار الآخر، من الممكن أن تتوجه هذه المرة إليه مباشرة!!د فساد مبارك ورجاله المنتشرين الآن على أرض المحروسة الذى قال شفيق إن على الناس أن يتسامحوا معهم، لن يستطيع شفيق سوى أن يزداد تورطًا معهم.. شفيق سوف يعتلى الكرسى خلال الساعات القادمة ويدخل التاريخ يحمل لقب أول رئيس لمصر بعد ثورة 25 يناير، وبعدها يدخل التاريخ مجددًا، وهو يحمل لقب الرجل الذى أطاحت به الجماهير مرتين!!