لم تكن أهم جرائم النظام السابق أنه منع كثير من العلماء والشباب من تحقيق احلامهم بل كانت أهم هذه الجرائم أنه حول الكثير من الاحلام خاصة وإذا كانت مرتبطة بنهضة مصر إلى أحلام ممنوعة بداية الحلم
من أهم هذه الأحلام هو حلم الدكتورة زينب الديب فى الوصول بمصر إلى الإكتفاء الذاتى من القمح عن طريق إعادة بناء القرية المصرية والنهوض بالفلاح وإستغلال الموارد الطبيعية التى منحها الله لمصر من مناخ وتربة ومياه جوفيه ونهر النيل.
فبعد أن حصلت الدكتورة زينب الديب على دكتوراه الدولة من جامعة السوربون فى علم الانثروبولجى وذلك بالتطبيق على دولة مصر كنموذج لدولة قامت بها حضارات عظيمة لذلك فهى مجهزة لقيام حضارة فى العصر الحديث وبرغم الحياة الكريمة التى كانت تعيش فيها فى فرنسا من خلال عملها فى منظمة اليونسكو إلا أنها لم تستطيع الإنتظار حتى ترجع إلى بلدها من أجل تحقيق حلمها ورؤية مصر دولة متقدمة تستغل ثرواتها وتأكل من خيرها وتفيض به للخارج لا أن تستورد.
وبالفعل عادت الدكتورة لأرض الوطن وقامت بتجميع فريق العمل وتقديم مشروعها الخاص بإعادة بناء القرية المصرية والوصول إلى الإكتفاء الذاتى من القمح وذلك فى أوائل التسيعينيات وذلك عن طريق تطوير تقاوى القمح بغرض الوصول إلى تقاوى القمح المصرية الأصيلة التى تنتج كميات كبيرة من الانتاج بدلا من التقاوى المستوردة والتى تنتج كميات هزيلة من القمح لاتكفى لسد الاحتياجات المحلية وبذلك نضطر لاستيراد القمح مما يكلف الدولة مبالغ طائلة من الموازنة.
وقامت الدولة بتبنى المشروع كمشروع قومى وبدئت فى تطبيقه على أرض الوطن وبالفعل نجح المشروع وقامت الدكتورة زينب الديب بالتعاون مع فريقها العلمى فى إكثار تقاوى القمح وزيادة مساحة الأراضى المستخدمة فى زراعة القمح وانتاج حبوب من القمح تصلح للزراعة فى الاراضى الصحراوية وذلك بغرض التوسع فى زراعه اراضى الظهير الصحراوى فى مصر مما يعمل على زيادة مساحة الرقعة الزراعية فى مصر.
حتى وصل المشروع إلى عام 1998 وقتها كانت كمية تقاوى القمح التى تم تخزينها تصلح لزراعة مساحة كبيرة جدا من الاراضى وكانت الحسابات تدل على أن انتاج تلك الاراضى سوف يوفر لمصر إكتفاء ذاتى من القمح بحلول عام 2000 وبعد ذلك نبدأ فى تصدير القمح للخارج.
ولكن كانت المفاجأة عندما تدخل المسئولين فى الحكومة المصرية وقتها وقاموا بإخفاء تقاوى القمح وطحنها وقاموا بإسترداد الاراضى من المشروع وتحويلها من اراضى لزراعة القمح إلى أراضى لزراعة نباتات عطرية وبعض أنواع البصل يستخدم فى انتاج الخمور وذلك لتعارض مصالحهم الشخصية فى استيراد القمح مع فكرة المشروع فى الوصول إلى الاكتفاء الذاتى وعندما اعترضت الدكتورة زينب وهاجمت المسئولين قاموا بتهديدها وتعرضت لعملية إغتيال ولكنها نجت منها بفضل الله وسافرت إلى فرنسا وعادت إلى عملها فى منظمة اليونسكو وهى تحتضن الحلم فى قلبها وتحلم باليوم الذى تستطيع فيه تنفيذه من أجل النهوض بمصر.
عودة الحلم وعندما قامت الثورة لم تستطيع الدكتورة زينب الصبر وعادت إلى أرض الوطن لتشارك مع جميع المصريين حلم الخلاص من فرعون وجنوده وإسترداد مصر من قبضتهم ومازال حلمها يراودها فى تحويل مصر إلى جنة يفيض خيرها على أبنائها وعلى الدول المحيطة كما كانت قبل ذلك.
وعندما بدئت ملامح التغيير فى مصر قامت الدكتورة زينب بالعمل على إعادة تحقيق حلمها وتطبيق مشروعها من أجل الوصول إلى الإكتفاء الذاتى من القمح فى مصر.
ولكن للأسف وجدت الكثير من الصعوبات والتعنت من الحكومة فمازال الكثير من أتباع النظام القديم منتشرون فى اماكن كثيرة على كراسى المسئولية والتنفيذ.
وهنا إلتف حول الدكتورة زينب مجموعة من الشباب الوطنى الذين يحلمون بمصر أفضل ومازالوا يؤمنون بأن ثروات مصر تكفى لتوفير معيشة كريمة لجميع المصريين بل وتفيض لكى يتم تصدير الكثير من خيراتها لدول وشعوب أخرى بدلا من الأفكار التى زرعها النظام السابق بأن مصر لاتستطيع العيش بدون مساعدات خارجية هؤلاء الشباب الذين لم يتجاوز عددهم عدد صوابع اليد الواحدة والذى تشرفت بأن أكون من ضمن أعضاء هذا الفريق الذى أصبح يد الدكتورة زينب فى تنفيذ المشروع والتغلب على كافة المعوقات التى كانت تعيق هذا الحلم الممنوع.
وبدء الفريق بقيادة الدكتورة زينب الديب والدكتور سعيد سليمان فى تجهيز مساحة من الأراضى فى احدى قرى محافظة المنوفية تسمى شنواى وايضا تجهيز تقاوى القمح التى سيتم استخدامها وكذلك تدريب الفلاحين على الخطوات العلمية الصحيحة والجيدة لزراعة ومتابعة القمح لكى تكون تلك المساحة هى العرض العملى للمشروع بدلا من عرضة فى شكل نظرى.
ودارت الأيام والشهور واعضاء الفريق يبذلون كل ما فى وسعهم من أجل إنجاح المشروع وخاضوا حروبا شرسة مع المعوقات والصعوبات التى تضعها الحكومة وأفرادها فى المواقع المختلفة وذلك على مدار أكثر من 6 شهور حتى أراد الله سبحانه وتعالى أن ينجح هذا المشروع لكى يكون بمثابة طاقة نور فى ظل تلك الظروف والاحوال الضبابية التى تضرب مصر فى تلك الفترة.
من حلم ممنوع إلى واقع ملموس كان يوم 7 مايو 2012 هو يوم الدرس (اى فصل حبوب القمح من السنابل) للقمح الناتج من المشروع يوما عظيما حيث أنطلقنا باكرا إلى قرية شنواى وأستقبلنا الفلاحين بالمحبة والفرحة تملئ أعينهم على الخير الذى انتجته أراضيهم بفضل الله ثم بفضل المشروع والدكتورة زينب والدكتور سعيد ومجهودات أعضاء الفريق وبدئنا فى وزن متوسط انتاجية الفدان من القمح وكانت المفاجأة.
لقد جاءت إنتاجية الفدان من القمح فى المشروع تتراوح بين 23 أردب إلى 28 أردب فى حين كانت إنتاجية نفس الاراضى فى الموسم السابق تتراوح من 13 إلى 18 أردب من القمح للفدان.
وبحسبة بسيطة للفرق بين أعلى انتاجية للفدان فى السابق 18 أردب وبين أقل انتاجية للفدان فى المشروع 23 أردب كان الفرق 5 أردب للفدان وحيث أن المساحة التى قام المشروع بزراعتها هى 200 فدان فإن صافى الفرق هو 1000 أردب وبما أن سعر الأردب هو 400 جنيه إذا تم زيادة دخل فلاحى هذه القرية بما قيمته 400 ألف جنيه على الأقل.
المفاجأة الثانية فى المشروع كانت أن التقاوى التى تم إستخدامها فى المشروع هى نفس تقاوى الحكومة التى تستخدمها ولكن تم معالجة هذه التقاوى وتنقيتها والاهتمام بظروف تخزينها وتجهيزها وكذلك الاهتمام بطريقة زراعتها وتدريب الفلاحين على متابعة المحصول واستخدام المبيدات العضوية لمكافحة الافات ولذلك يبقى السؤال لماذا لاتهتم الدولة بالتقاوى الحالية لديها كما فعلت مؤسسة الدكتورة زينب بهذه التقاوى لكى نزيد من انتاجية القمح المصرى؟؟؟؟.
المراحل القادمة لقد تم انشاء مؤسسة تحمل إسم مؤسسة دكتورة زينب الديب لإعادة بناء وتطوير القرية المصرية لكى تكمل خطوات المشروع ونشره فى جميع انحاء مصر واستغلال الظهير الصحراوى المصرى بدلا من تركه صحراء جرداء غير مستغله فهذا الظهير الصحراوى به من الخيرات والمياه الجوفية مايكفى لتحويل مصر إلى جنة وسوف نحقق هذا الحلم أيضا بإذن الله فلقد عرفنا الطريق ولن نرجع حتى نحول كل أحلامنا إلى واقع ملموس.
كذلك تم تدريب الفلاحين على كيفية تخزين واستخدام حبوب القمح الناتج من المشروع كتقاوى للموسم القادم بإذن الله لكى يكمل المشروع بداية دورة هامة وهى الوصول إلى سلاله عالية الجودة من القمح من أجل زيادة الرقعة الزراعية التى يستخدمها المشروع فى الموسم القادم ان شاء الله لكى يتوسع المشروع فى عدد كبير من القرى والاراضى فى مختلف انحاء الجمهورية بدلا من 200 فدان التى بدء بها.
يبقى التنويه انه فى حالة أهتمت الدولة بهذا المشروع وعملت على توفير مايحتاجه الفلاحين من احتياجات لزادت المساحة المزروعة وزادت الانتاجية بشكل كبير ان شاء الله وذلك عن طريق الاهتمام بتطهير الترع والمصارف من أجل توفير المياه اللازمة للزراعة بدلا من الترع الحالية التى ضربها الاهمال كما ضرب كل موارد الدولة بسبب اهمال مسئولى وزارة الزراعة والرى.
كلمة أخيرة إلى كل المسئولين الحاليين والمسئولين فى النظام السابق إن كل ما زرعتموه بداخلنا من وهم من فقر مواردنا وضرورة الاعتماد على الغير فى استيراد القمح كان مجرد عبث وتقصير واهمال منكم نتيجة سعيكم وراء مكاسبكم الشخصية على حساب تقدم ونهضة مصر.
أن القمح المصرى الذى أنقذ مصر والدول المحيطة من المجاعة أيام سيدنا يوسف عليه السلام أصبحنا على أيديكم نستورده من الخارج وندفع فيه أموالا طائلة تستحق أن تصرف على التعليم والصحة وتقدم البلاد ولكننا لم نعد نهتم بكلامكم ولم نستسلم لمحاولاتكم المضنية فى منعنا من الحلم.
ان الحلم الذى قمتم بمنعنا من مجرد الحلم به من الوصول للإكتفاء الذاتى من القمح لم يعد حلما ممنوعا بل أصبح واقعا ملومسا وبدءنا أول الخطوات فى طريق أن نأكل من خير بلدنا ولن يستطيع أحد مهما كان أن يثنينا عن إكمال الطريق بإذن الله وسوف نحقق الإكتفاء الذاتى من القمح بإيدينا وسنصدر مايفيض للخارج كما كانت مصر سابقا.
ياسادة إن هذا الحلم على أيدى شباب مصر وفلاحيها وعلى أيدى كل مصرى وطنى محب لبلده لم يعد حلما ممنوعا