ساعات قليلة تفصلنا عن انتخابات نقابة السينمائيين التي ستقام غدا - الأحد- بمقر النقابة بعد مرور 30 يومًا علي إغلاق باب الترشيح لمنصب نقيب السينمائيين.. شهر كامل دارت خلاله مناوشات ومعارك بين المرشحين بدأت هادئة ولم تشتعل سوي في الأيام الأخيرة السابقة للانتخابات.. التقينا خالد يوسف ليس بصفته مخرجا ولكن بصفته أحد أهم المرشحين للمنصب وتحدثنا معه عن ترشحه في اللحظات الأخيرة قبيل إغلاق باب الترشيح، وكذلك عن المناوشات بينه وبين المرشحين الآخرين.. وعن فرصته في الفوز كما يراها.. لماذا أجلت خطوة ترشيح نفسك لانتخابات نقابة السينمائيين للحظات الأخيرة قبل إغلاق باب الترشيح؟ - الموضوع في دماغي منذ فترة، وتحديدا منذ أن تسلم ممدوح الليثي منصبه كرئيس لاتحاد نقابات المهن الفنية وأصبح منصب نقيب السينمائيين خاليا. فقد كان الناس تطلب مني الترشح، فترددت لأني كان عندي مشروعي السينمائي الذي كان سيتأثر سلبا بالمنصب. فأصبحت في صراع داخلي لأني لازم أقلل أفلامي خلال السنوات الأربع المقبلة من خمسة أفلام أو ستة، إلي فيلمين أو تلاتة، يعني مشروعي السينمائي سيتأثر ودخل أولادي سيقل لكني حسمت الصراع لصالح مبادئي، لأن مينفعش طول الوقت أنادي بحاجات ولما يجيي الوقت إني أعرف أنفذها أتقاعس علشان مصلحة شخصية. متي اتخذت القرار بترشحك للمنصب؟ - عندما اتضحت الوجوه المرشحة، ولم أجد غير علي بدرخان «من الناس اللي إحنا نرضي عنها» وأتضح أن حسابات القوي لصالح المرشحين الآخرين، وفي وجهة نظري فان تولي هؤلاء الأشخاص المنصب سواء مسعد فودة أو شكري أبو عميرة هل كارثة بكل المقاييس، لأن لديهم عقلية تجعلهم يتعاملون بنفسية الموظفين فالخدمات التي يقدمونها للأعضاء من خلال مناصبهم في النقابة هي في الأصل مهن إدارية، مثل التأمين وإرسال برقيات عزاء.. ده شغل موظفين وتبقي كارثة لو تولوا المنصب لأنهم سيتعاملون بالنفسية ذاتها، ولن يحدث أي تطوير في النقابة، ما هم موجودين في الإدارة ولم يحدث أي تطوير، لسبب بسيط وهو أنهم لا يمتلكون فكرا فنيا أو أي رؤية لتطوير السيناريوهات وصناعة السينما. كنت تعاني دوما من استنزاف طاقتك كمبدع في مناوشات علي هامش العمل الفني.. ألا يعد العمل النقابي استنزافًا آخر لهذه الطاقة؟ - لو في ناس بتسمي ترشيحي للمنصب تضحية فأنا أسميه واجبا، فهناك عدد كبير من صنّاع السينما حقوقهم مهضومة لأن المهنة أصبحت في أحض الحضيض، ولازم نرفع مستواها من خلال المؤسسة المنوط بها أن تفعل ذلك لأن انصلاح حال السينما سيعود علي كسينمائي وسيصب في مصلحتي في النهاية. يتصور البعض أن النقيب يجب أن يكون قريبا من السلطة ليكون قادرا علي تحقيق طموحاتهم وأنت معارض شرس.. ألا يقلل هذا من فرصة فوزك؟! - نحن في حاجة لنقيب يتفاوض مع الحكومة وليس قريبا من السلطة، فتماما كما اقتنصت حقوقي في أفلامي واستطعت خلال الخمسة وأربعين عاما التي عشتها في هذه الدنيا أن أقتنص حقي، هقدر أجيب للأعضاء حقوقهم. هل يمكن أن يفوز بمنصب نقيب السينمائيين شخص معارض في ظل حالة الحراك السياسي التي ستمر بها مصر خلال السنوات الأربع المقبلة من انتخابات رئاسية وغيرها؟ - هذه المرة لم تتدخل أي أجهزة حكومية في الانتخابات يمكن لأنهم شايفينها نقابة مش مهمة. برنامجك الانتخابي ليس خدميا بقدر ما يهدف لإعادة الحقوق للأعضاء.. هل في وجهة نظرك يعد هذا البرنامج مغريا للأعضاء خصوصا أن ستين بالمائة منهم من الموظفين؟ - الحقوق تساوي خدمات، فأنا لا أطلب منهم أن نناضل من أجل النضال ولكن لنعيد حقوقنا، فالقدرة علي إعادة الحقوق، هو شعاري «اختار اللي يجيبلك حقك» لان البحث عن الحقوق من الأوليات التي علينا أن نبحث بعدها عن الامتيازات. ما أكثر حقوقكم المسلوبة التي تسعي لإعادتها للأعضاء؟ - الحقوق التي نصت عليها القوانين مثل حصول النقابة علي نسبة 1% من ايرادات الأعمال السينمائية والتليفزيونية وهي حقنا المسلوب منذ أكثر من 23 عاما بالإضافة لحق الأداء العلني بالإضافة لحقنا في أن يكون لدينا مقر نهري مثل باقي النقابات. لقد وضعت العاملين في مجال السينما في حرج بالغ بترشيحك أمام علي بدرخان.. ألا تري أن هذا يعمل علي تفتيت أصوات بدرخان؟! - هناك قطاع من السينمائيين استقر علي ترشيحي وقطاع آخر اختار أن يرشح علي بدرخان، وبعدين أنا مش جاي أفتت أصوات علي بدرخان، أنا توجهت للمرشحين الآخرين وقمت بتفتيت أصواتهم، فكتلة المرشحين الآخرين كانت أكبر من كتلة علي بدرخان وبعد ترشحي أصبح هناك تقارب بين الكتلتين. كيف تري فرصتك في الفوز بالمنصب؟ - كبيرة جدا، لأني استطعت قراءة الواقع والكتل الانتخابية، وقمت بدراستها جيدا واشتغلت عليها. في الانتخابات النقابية غالبا ما يكون هناك حشد للأعضاء في أتوبيسات وتوزيع وجبات مجانية علي المنتخبين.. كيف ستتعامل مع الموقف لو حدث هذا؟ - أعضاء الجمعية العمومية ليسوا بالسذاجة التي تجعلهم يختارون مرشحهم بوجبة غذائية، فخلف الستارة كل واحد بيحكّم ضميره لأن ما حدش شايفه غير ربنا. هناك عدة سيناريوهات انتشرت عنك في الأيام الماضية منها أن دخولك الانتخابات كان بهدف إسقاط علي بدرخان وانه مجرد شو سياسي.. لماذا أنت تحديدا التي انتشرت حوله هذه الشائعات؟ - هذه السيناريوهات تنتشر حولي من زمان وحول أفلامي قبل حتي عرضها لذا فهي ليست جديدة عليّ، لكنها زادتني صلابة في مواجهة المعركة الانتخابية. يهاجمك البعض ترشحك لمنصب نقيب السينمائيين رغم أنك لم تتخرج في معهد السينما وإنما تخرجت في كلية الهندسة؟ - يوسف شاهين لم يكن خريج معهد سينما وإنما معهد الفنون المسرحية وكثير من المخرجين الكبار لم يتخرجوا في معاهد السينما بالإضافة لأنني تخرجت في أكاديمية توازي أكبر المعاهد العلمية وهي أكاديمية يوسف شاهين. ما تعليقك علي اتهام مسعد فودة لك بتحريض شخص ليشكوه في النقابة؟ - مسعد فودة اتهمني بأنني قمت بتحريض أحد الأشخاص ليشكوه في النقابة وهي تمثيلية قام بها لعمل دعاية انتخابية علي حسابي، واستخدم خلالها أسماء محببة مثل مها عرام لكنها أنكرت معرفتها بالأمر، كما اتهمني في حوار صحفي أنني طلبت من السكرتيرة الخاصة بي أن تتصل بالأعضاء لإقناعهم بترشيحي وهي حيلة انتخابية ملتوية للحصول علي الأصوات فأنا لست في حاجة للاتصال بالأعضاء وإقناعهم بترشيحي، ولا أعرف لماذا يصر مسعد فودة علي تحويل المعركة الانتخابية من معركة نزيهة لمعركة غير نزيهة.