هي الانتخابات الأعنف بكل تأكيد في تاريخ نقابة السينمائيين، ليس فقط لأن هناك ثمانية مرشحين دفعة واحدة من بينهم أربعة معروفون للوسط السينمائي، ولكن لأن الوسائل التي تم استخدامها في الدعاية لدي البعض اعتمدت علي الترويج للأكاذيب والشائعات وإلهاء الناخبين عن النظر في التاريخ النقابي لكل مرشح وهو التاريخ الذي يساند المخرج الكبير علي بدرخان في المعركة التي يخوضها ضد سبعة مرشحين دفعة واحدة، والتي أدرك المنافسون صعوبتها فطالبوه بالتنازل، متجاهلين أنه الوحيد من بين المرشحين الثمانية الذي شارك في تأسيس النقابة والذي خاض المعركة من قبل وبقوة أمام النقيب السابق ممدوح الليثي. صباح الخير التقت المخرج الكبير في منزله الشهير بالهرم الذي تحول إلي مكتبة يقصدها المئات كل يوم في إشارة جديدة لقدرة علي بدرخان علي العطاء في كل المجالات، ورغم حدة الهجوم عليه في الأونة الأخيرة لكن مخرج الكرنك والجوع اكتفي بعرض وجهة نظره ورفض الرد علي الشائعات بهجوم مماثل مؤكداً أنه يثق في ضمير زملائه أعضاء النقابة. السؤال الذي يتردد علي لسان كل المتابعين للمعركة الساخنة هو سر العدد الكبير من المرشحين علي الرغم من أن العادة في الانتخابات النقابية مثل الصحفيين أو الممثلين إلا يزيد العدد علي ثلاثة أو أربعة علي أقصي تقدير؟ - صحيح أن العدد كبير لكنه في رأيي يعكس رغبة حقيقية في العمل النقابي بعد فترة من الجمود، والمطلوب أن يكون لدي كل مرشح القدرة الحقيقية علي ذلك، فالوضع العام للسينمائيين بحاجة لتغيير فعال وسريع، علي جميع المستويات سواء الخدمية أو النقابية، وهنا يجب أن يعرف الناخبون أن الخدمات النقابية تحتاج لإدارة قوية تشرف علي تنفيذها، فهل يعقل أن يتقدم البعض للحصول علي عضوية النقابة منذ عام 2005 ولم يتم الرد عليهم حتي الآن، مع أن القانون يقول أنه يجب الرد خلال 40 يوما، وعلي هذا المنوال هناك العديد من الأمور الإدارية المجمدة داخل النقابة، لكنني أنبه علي أن تلك الأمور ليست هي فقط عمل النقابة الرئيسي، فأي نقابة مهنية مهمتها الأولي حماية أعضائها وتدريبهم وتوفير البيئة الصالحة لهم للعمل والإبداع وعدم التشكيك في قدراتهم، بالإضافة لتوفير المقر المناسب والنادي وغيرها من الأمور التي قامت بها بالفعل كل النقابات المهنية بسبب وجود تضامن حقيقي بين النقيب والمجلس وعدم وجود أي خلافات بينهم، والاكتفاء بإطلاق الوعود خلال الحملات الانتخابية فقط، باختصار العمل النقابي رؤية متكاملة واستعداد خاص لأصحابه، فلا يصح أن يتصدي للأمر من هو مشغول بنشاطات عديدة ولا يوجد لديه وقت، أو بعيد من الأساس عن النقابة فأحد المرشحين علي منصب النقيب حضر أربع جمعيات عمومية فقط طوال عشر سنوات هي مدة التحاقه بنقابة السينمائيين. القضية الرئيسية التي تشغل السينمائيين هي قضية عمل غير النقابيين من المصريين والعرب، حيث تعطي النقابة لهم التصاريح مقابل مبلغ مالي يقال أنه يزيد من موارد النقابة، فيما يري أعضاؤها أن تلك المبالغ تذهب لصندوق المعاشات بينما هم يريدون أن يعملوا وينفقوا علي انفسهم حاليا؟ - هي معادلة صعبة بكل تأكيد ولها أكثر من جانب، أولاً موارد النقابة يمكن أن تزيد بوسائل عدة، مثلا الرسم النسبي الذي يتم استقطاعه من الأعضاء عند التعاقد مع جهات الإنتاج المختلفة لا تقوم النقابة بتحصيله بالكامل، أيضا من حق النقابة الحصول علي نصيبها من عائدات الإنتاج الموسيقي والمسرحي والسينمائي التي يشرف عليها اتحاد النقابات الفنية، حيث يتم تحصيل 1 % من هذه العائدات لصالح النقابات الثلاث لكن نقابة السينمائيين لا تحصل علي حقوقها فيما يحصل الاتحاد في المقابل علي 10 % من دخل النقابة، وكل هذه الأمور تحدث نتيجة خلط الوظائف واستمرار وجوه بعينها لسنوات طويلة، وتضيع حقوق السينمائيين دون أن يبحث عنها أحد، فيما يتم السماح لغير النقابيين بالعمل وهنا أقول أنه لا يمكن منع الإخوة العرب من العمل في مصر، لأن هذا هو دور مصر الرائد، لكن الأهم أن ننمي مستوي السينمائيين المصريين ونوفر لهم فرص عمل هم أيضا، والدفاع عن سمعتهم، فالآن يقولون أن المخرج العربي أفضل من المصري في مسلسلات السير الذاتية مثلا، وهذا غير صحيح، الأفضل هو بيئة العمل، فالسينمائيون المصريون يعملون في ظروف أصعب لأن المنتجين اعتادوا استغلالهم ويوقعون علي عقود عمل مفتوحة لا تحدد فيها عدد الساعات، كل هذه الأمور أثرت علي إبداعهم رغم أنهم يمتلكون نفس الخبرات والإمكانات التي يمتلكها غيرهم، والحل هو إعادة تنظيم السوق وأن يكون النقيب والمجلس قادرين علي الحصول علي الحقوق دون النظر لأي توازنات، والآن هناك مرشح يقول أن علاقاته بالوزير فلان أو المسئول علان ستسهل عليه الحصول علي الحقوق المهدرة وهذا غير منطقي، لأن المفروض أن يتعامل النقيب بندية مع المسئول لا أن يتوقف الأمر علي العلاقات الشخصية، وأنا أتعجب كيف تكون النقابة تضم السينمائيين المثقفين ويحاول البعض الترويج لمثل هذا الكلام المنافي للمنطق ولمبادئ المهنة، وهو ما أدي لوصولنا لمرحلة تحكم المنتج في باقي عناصر العمل الفني بسبب عدم عدالة النقابة في التدخل بين أطراف أي نزاع وهو ما سأحاول تغييره بكل ما أوتيت من قوة في حال اختارني زملائي. وما رأي المخرج علي بدرخان فيما يتعلق بتقسيم النقابة بين التليفزيونيين والسينمائيين؟ - هذه فكرة غبية من الأساس، كان هدفها التأثير علي موقفي في الانتخابات السابقة، حيث أطلقوا شائعة أنني أريد الاستقلال بالنقابة لتكون للسينمائيين فقط، وهؤلاء لا يعرفون أنني بدأت مشواري مخرجاً في البرامج الريفية بالتليفزيون، وعملت في شبكة راديو وتليفزيون العرب سبع سنوات، ولدي الآن مشروعات مع مدينة الإنتاج الإعلامي، وزملائي الذين استمروا في التليفزيون أكثر من الذين عملوا في السينما، وبعيدا عن علاقاتي الشخصية في التليفزيون، هل من المعقول أن نقول أن هناك مصوراً تليفزيونياً فقط وآخر سينمائياً، الكل يمكن أن يعمل مكان الآخر، وكارنيه النقابة لا يكتب به مجال العمل، لأنها نقابة مهنية، بالعكس الكل مستفيد من التداخل بين السينما والتليفزيون، لأنه يوفر فرص عمل، وعندما أسسنا النقابة كنا حريصين علي كتابة عبارة نقابة العاملين بالسينما والإذاعة المرئية ولم نكتب كلمة التليفزيون وقتها حتي لا تفهم أنها للعاملين داخل ماسبيرو فقط، أما ما يقال عن أن هناك رغبة لفصل التليفزيونيين فهذا غير صحيح لأن كل هؤلاء لهم لجان نقابية تصنف حسب مكان العمل، لكن النقابة للمهنة فقط لا غير. وكيف تفسر من وجهة نظرك ترشيح خالد يوسف قبل موعد إغلاق باب الترشيحات بربع ساعة فقط؟ - هي علامة استفهام كبيرة أترك تفسيرها لزملائي أعضاء النقابة. وهل صحيح أنهم عرضوا عليك التنازل؟ - نعم جاءني الزميل خالد يوسف مع الناقد علي أبو شادي وقالا لي أن الناس مشتتة وطالباني بالتنازل، لكنني رفضت المبدأ من الأساس، لأنني أخدم النقابة منذ زمن طويل ولم أعتد علي التنازل عن هذه الخدمات. وماذا عمَّا تردد عن عدم تسهيل دخولك مبني التليفزيون؟ - لا أستطيع القول أنني ممنوع من دخول المبني، لكن لأنني لا أحمل كارنيهاً دائماً، فأنا مضطر للاتصال بالأمن والحصول علي تصريح للدخول ليوم واحد كلما أردت التواصل مع زملائي هناك، وفي كل الأحوال أفكار كل مرشح وصلت للناخبين، والأمر في يدهم فعند صندوق الانتخابات الناخب يقف مع ورقة الترشيح وضميره فقط وسيختار من يشعر بأنه سيخدم النقابة ويطور المهنة. بعيدا عن النقابة كيف تقيم كورسات الإخراج السينمائي التي تنظمها في مكتبة بدرخان وهل تعتبرها نشاطا موازيا لمعهد السينما؟ - بالتأكيد لا، لأن المعهد له دوره الأساسي في تخريج السينمائيين، لكن الدورات الخاصة بي متاحة لمحبي لغة الصورة من العاملين في مجالات أخري والذين يريدون تعلم مبادئ التصوير والإخراج والثقافة السينمائية بشكل عام. بعد المعركة الانتخابية هل هناك نشاط سينمائي للفنان علي بدرخان في المرحلة المقبلة؟ - هناك سيناريو فيلم بعنوان مؤقت هو موج البحر تأليف علي الجندي مع المنتج محمد السبكي ومن المفترض اختيار الأبطال والبدء في التصوير قريباً.