بالرغم من انتهاء انتخابات نقابة السينمائيين منذ ما يقرب من أسبوع، وفوز مسعد فودة بمنصب النقيب، إلا أن هذا لم ينه حالة الغليان داخلها، بل زادت لدي معظم السينمائيين، خاصة بعد خسارة مرشحهم علي بدرخان وخرجت آراء وأفكار كثيرة تطالب بالانشقاق عن نقابة السينمائيين الحالية وعمل نقابة متخصصة في شئون السينمائيين بعيداً عن سطوة التليفزيونيين، وفي هذا الإطار تحدث المخرج محمد خان قائلاً: للأسف أنا مع فكرة فصل نقابة السينمائيين لأن ما حدث في الانتخابات الأخيرة لم يرض الجميع، خاصة أن التليفزيونيين أصبحوا أكثر من السينمائيين من حيث العدد بشكل مثير للجدل لدرجة أنهم أصبحوا أكثر من الضعف وبالتالي لا توجد عدالة في نتيجة الانتخابات بمعني أوضح لا يوجد تكافؤ لأن الغالبية لا تمثل التليفزيونيين والسينمائيين بنفس النسبة. وما حدث في الانتخابات جعلنا نشعر بأننا في فرح بلدي ونحن سينمائيون محترمون لن نرضي بأن يتم التحكم في نقابتنا بالطبل والمزامير وأعتقد أن الجميع شاهد الأتوبيسات المحملة بحشود التليفزيونيين ومعظمهم من الموظفين وليس المهنيين علي عكسنا نحن المهنيين وهذا شيء يصيبنا جميعاً بالحزن. أما المخرجة هالة قابيل فقالت: نعم أطالب بنقابة خاصة للسينمائيين فقط بعيداً عن التليفزيونيين وأري أن هذا ليس شيئاً سيئا،ً بل ضرورة لأن المفروض أن تعبر النقابة عن مصاح كل أعضائها كما أن الفصل سوف يكون في صالح التليفزيونيين قبل السينمائيين لأنهم لهم مصالحهم ومشاكلهم المختلفة عن السينمائيين لذلك أصبحت هذه الفكرة ملحة جداً لأن عدد التليفزيونيين تخطي ضعف عدد السينمائيين فكان من الطبيعي أن يصبح النقيب تليفزيونياً لأنه يعبر عن مصالحهم لذلك نقول إن مصالح التليفزيونيين ليست متعارضة مع مصالحنا. وتبني المخرج أحمد ماهر وجهة نظر مختلفة تماماً حيث قال: لماذا يطالب في الأساس التليفزيونيون بنقابة فأنا أري أن هذا مطلب زائد خاصة أن النقابة لابد أن تكون للسينمائيين لأنهم الأحق بها لأسباب كثيرة أهمها أن التليفزيون هو مؤسسة ضخمة وحكومية ومن ينتمي لها يكون له تأمينات ومعاش وحماية، خاصة أن هذا الدمج قام به نقيب كان يريد أن يزيد من شعبيته أما السينمائيين فلا يوجد لهم مصدر حماية سوي النقابة. وأكد أحمد ماهر أنه مع فكرة فصل النقابتين ليس لأن مسعد فودة وهو مخرج تليفزيوني هو النقيب لأنه في النهاية فاز بالانتخاب وهذه هي ضريبة الديمقراطية ولابد أن نرضي بها لنكون ديمقراطيين ولكن أريد القول: إننا لابد أن نسعي لوجود أكثر من نقابة للسينمائيين علي غرار ما يحدث في دول الغرب التي تضم مجموعة كبيرة من النقابات والعضو يقوم باختيار النقابة التي تحقق مصالحه وتتنافس هذه النقابات في الخدمات والإمكانيات التي توفرها للعضو فبينها نقابة تتفوق في توفير التأمين الصحي، وأخري في المعاشات وثالثة في حماية السينمائي من تجاوزات المنتج وهكذا كما أن تعدد النقابات أيضاً يوفر الفرصة للتجويد والتطوير لجذب أكبر عدد من الأعضاء. ويضيف ماهر للأسف اشعر بأن النقابات الفنية في مصر سواء تليفزيوناً أو سينما ليست وليدة أب وأم شرعيين بمعني أننا لسنا مثل نقابة المهندسين مثلاً من يتخرج من الهندسة يحق له العضوية ولكن الفنون لا يجوز أن تحكمها بالدراسة لذلك لابد أن تكون هناك ضوابط أخري أكثر حسمًا لاختيار العضوية حتي لا نفاجأ بمجموعة من الموظفين يحملون نفس العضوية وبالتالي يتحكمون في اختيار النقيب وكذلك توجيه الأولويات . ويقول المخرج عمرو عابدين: البرامج الانتخابية للمرشحين لم يكن فيها أي إشارة للانفصال سواء كان برنامج خالد يوسف أو علي بدرخان وهما سينمائيان وكان الأساس في برامجهما أن هذه الميديا واحدة ولا يوجد شيء يسمي السينمائيون وآخر التليفزيونيون ولا يجوز الفصل وبالرغم من أن انتمائي الحقيقي للسينما إلا أنني لا أوافق علي هذا الكلام لأنه سبق أن تمت المطالبة به من قبل ولم تتم الموافقة عليه فلماذا تتم الاستجابة له في الوقت الحالي. ودعا أيضًا أن يكون هناك رابطة لدعم السينما وحمايتها ولكن في إطار داخل أروقة النقابة التي تجمع السينمائيين والتليفزيونيين ولكن ليس من المنطقي أن ننقلب بعد فوز شخص لم نجمع عليه ونطالب بفصل النقابة خاصة أن كل السينمائيين تحولوا حاليا للعمل في التليفزيون ولم يعد العمل في السينما متاحًا للجميع وعلي رأسهم علي رجب صاحب الصوت الأعلي في المطالبة بالانفصال وهو أحدث مخرج تحول من السينما للتليفزيون بمسلسل الوديعة والذئاب وكذلك شريف عرفة وسعيد حامد وأنا واحد من بينهم. ورفض المخرج خالد الحجر فكرة الانفصال عن نقابة السينمائيين وتأسيس نقابة جديدة وقال: هذه هي ضريبة الانتخابات ووفقًا للديمقراطية وقع الاختيار علي مسعد فودة وهو سكرتير نقابة نشيط فلابد أن نمنحه الفرصة ليبدأ تنفيذ برنامجه الانتخابي كما أن النقيب دوره إداري وليس إبداعياً، فليس بالضرورة أن يكون مخرجًا سينمائيا ليصلح نقيبًا للسينمائيين، كما أننا في حالة الاستجابة لفكرة فصل النقابيين سوف نسمح بذلك لاقتراح أفكار جديدة تطالب بعمل نقابة خاصة بخريجي معهد السينما بحجة أنهم مختلفون عن التليفزيونيين والسينمائيين بالرغم من أن أهم المخرجين ليسوا خريجي المعهد ومن بينهم المخرج يوسف شاهين وتلاميذه. المخرج داود عبدالسيد يري أن المصالح ليست مختلفة بين السينمائيين والتليفزيونيين وقال: نحن أبناء مهنة واحدة لأن مخرج السينما لا يختلف كثيرًا عن مخرج التليفزيون وكذلك باقي الشعب بالرغم من أن لكل جهة تقاليد مختلفة ولكن أري أن المشكلة الأساسية هي أن النقابة كانت للسينمائيين، ولكن النقباء السابقين الذين كانوا يعملون بالتليفزيون أدخلوا عدداً من التليفزيونيين لتحقيق مصالح خاصة والمشكلة الأكبر هي أن المجتمع لم يعتد علي فكرة الانتخابات بشكل فعال، وأصبح يقتنع فقط بالمرشح الذي يدفع أو يقوم بعمل الخدمات بنفسه ليس من خلال مؤسسة ولذلك تجد فودة يذهب للأفراح والمآتم وكذلك أشرف زكي لذا لابد أن نبدل أفكارنا ونصبح أكثر وعيا.