مشاعر متناقضة اختلطت داخل أروقة مسرح السلام بين أكثر من 2283 عضوًا من أعضاء نقابة السينمائيين الذين أدلوا بأصواتهم في الجولة الثانية من الانتخابات عقب إعلان النتيجة النهائية بفوز مسعد فودة بحصوله علي 1170 صوتا مقابل 1113 صوتا لمنافسة بدرخان وذلك بعد استبعاد 48 صوتا باطلا ليكون الفارق 57 صوتا حيث شعر مؤيدو بدرخان بخيبة أمل نتيجة خسارة مرشحهم بينما حمل التليفزيون مرشحهم مسعد فودة علي الأعناق معلنين عن سعادتهم بالفوز ومؤكدين أنه الأحق بالمنصب وأنه القادر علي الاهتمام بحقوقهم التي طالما تجاهلها المسئولون بالنقابة لصالح السينمائيين.. موضحين أن عدم ترشيحهم لبدرخان كان لسبب أساسي وهو أنه سينمائي في الأساس وأنه سوف ينصف السينمائيين علي حساب التليفزيونيين. علي جانب آخر حرص فودة علي توجيه الشكر لمؤيديه قائلا: أحمد الله علي الفوز بمنصب النقيب وأنا في الأساس كنت أعمل أنا وأنصاري من أجل الكيان كله ولذلك اختياري نقيبًا للسينمائيين يعتبر عرسًا للسينمائيين جميعًا، وأضاف: أحب أن اتوجه بالشكر للمخرج علي بدرخان وأبعث إليه بهذه الرسالة: لقد نجحت في خوض معركة شريفة وكنت مثالا أحتذي به في الرقي والخلق الرفيع واسمح لنا أن نستعين بخبرتك لصالح النقابة لأنك أنت أستاذي ومعلمي وأنت نقيب النقباء. وحول امكانية استعانته ببدرخان في منصب استشاري للنقابة أضاف فودة: هذا لا يليق بالاستاذ بدرخان لأنه قيمة لا يضاهيها أي منصب.. وعن مشروعاته المقبلة أكد أنه سوف يحصل علي راحة ليحتفل مع أسرته بعدها سوف يستعد في اليوم التالي لعمل لقاءات إعلامية للحديث عن مستقبل النقابة وبعدها يبدأ في عقد الاجتماعات مع مجلس النقابة للبدء في تنفيذ البرنامج الانتخابي. أما أنصار بدرخان والذين ارتسمت علي وجوههم مشاعر الحزن واليأس خاصة أنهم اتهموا أنفسهم السينمائيين بالتقصير في حق النقابة ومن ثم بدرخان لأن عددًا كبيرًا منهم لم يحضر لتأييد بدرخان ومن بينهم فريق عمل فيلم ابن القنصل الذي رفض مخرجه عمرو عرفة أن يوقف التصوير ويأتي من الإسكندرية للقاهرة للتصويت خاصة أن فريق العمل في الفيلم لا يقل عن 30 عضوًا بالرغم من تدخل عدد كبير من مؤيدي بدرخان لاقناع فريق العمل بضرورة التواجد ومن بينهم المنتج محمد السبكي الذي تحدث لمسئولي الإنتاج في الفيلم ولكنهم لم يستجيبوا، هذا بالإضافة لاستيائهم من توافر الأتوبيسات المحملة بأعضاء النقابة من التليفزيونيين والتي حضرت بتوجيهات من وزير الإعلام وطلب من ممدوح الليثي ابتداء من الساعة الثالثة عصراً وذلك بقيادة نادية حليم ورؤساء القناة الأولي والثانية الذين حرصوا علي حشد الأصوات لصالح فودة ولم يفارقوا المسرح سوي بعد الانتهاء من عملية الفرز بجانب تساؤلات عدد كبير من مؤيدي بدرخان عن مصدر الدخل الذي جعله يقوم بتعليق كل هذه اللوحات والبوسترات والبنرات التي تحمل صورته بجانب قيامه بشراء 300 وجبة من أحد المطاعم الشهيرة لمؤيديه وقال المخرج علي رجب إنه وجد صعوبة في جمع ما بين 20 و50 جنيهًا من كل شخص للإسهام في الحملة الدعائية لبدرخان مؤكداً أن السينمائيين لم يتكاتفوا جيداً من أجل أن يفوز بدرخان.. قائلاً كانوا يحضرون للمسرح الساعة الخامسة في حين أن أنصار فودة تواجدوا منذ التاسعة صباحاً. علي جانب آخر تناثرت أحاديث داخل الكواليس بأن هناك نقصًا كبيرًا في أعداد المصورين في بعض الصناديق في مقابل أعداد ضخمة في اللجان الخاصة بقسم المونتاج والذي يضم أعضاء النقابة من الفراشين والعمال وهذا جعل كثيرين من مؤيدي بدرخان يرفضون الذهاب للمحكمة للاستماع للنتيجة النهائية لشعورهم بالإحباط كما شهدت الانتخابات موقفاً محرجاً تعرض له المخرج خالد يوسف بعد أن طلب منه البعض الامساك بالميكروفون وإعلان النتيجة بفوز فودة حيث فوجئ بهتاف شديد يرفض أن يعلن هو النتيجة مما جعله يعود مرة أخري لإطحاب علي بدرخان ويخرج من المحكمة.