ضحايا الثانوية| إصابة 19 مراقبًا فى حادثتين بأسيوط وقنا    محافظ الأقصر يتفقد صالة الألعاب المغطاة بإسنا ويوجه بصيانتها    الشيخ خالد الجندي: «الفتن لا تنتهي والحياة كلها امتحان.. فانتبه لقلبك»    القناة أمان| مصر تدشن أكبر قاطرات الإنقاذ البحرى فى الشرق الأوسط    التصعيد يضغط على 6 قطاعات حيوية.. والذهب الملاذ الآمن    وزير المالية: 30 مليار جنيه بالموازنة الجديدة لمساندة الأنشطة الإنتاجية    الجيش الإيراني يعلن إسقاط مسيرة «هيرميس» التجسسية    واشنطن تحشد طائرات التزود بالوقود جوًا في الشرق الأوسط استعدادًا لتصعيد محتمل    هل تشتعل «حرب» عالمية ؟    القوات المسلحة الإيرانية: سيتم تنفيذ العملية العقابية قريبًا    القادم أفضل    اللواء عماد كدوانى محافظ المنيا يُحيل إدارة مدرسة ثانوي للتحقيق    بطلب من العائلة.. منع تصوير وتغطية عزاء نجل صلاح الشرنوبي    تركي آل الشيخ يكشف كواليس لقائه مع عادل إمام: «ربنا يسعد بيك مصر»    فوتبول إيطاليا: نابولي يسعى لضم نونيز بأقل من 50 مليون يورو    بعد المطالبة بترحيلها.. طارق الشناوي يدعم هند صبري: محاولة ساذجة لاغتيالها معنويًا    الشيخ خالد الجندي يروي قصة بليغة عن مصير من ينسى الدين: "الموت لا ينتظر أحدًا"    من سرقة بنك إلى المونديال.. الحكاية الكاملة لصن داونز وملهمه يوهان كرويف    التعليم العالى تعلن فتح باب التقدم للمنح المصرية الفرنسية لطلاب الدكتوراه للعام الجامعى 2026    مجلس النواب يوافق علي خمسة مشروعات قوانين للتنقيب عن البترول    نائب محافظ الدقهلية يتفقد الخدمات الصحية وأعمال التطوير والنظافة بمدينة جمصة    مصرع شاب في حادث دراجة بخارية بالمنيا    "أكبر من حجمها".. محمد شريف يعلق على أزمة عدم مشاركة بنشرقي أمام إنتر ميامي    رصاصة غدر بسبب الزيت المستعمل.. حبس المتهم بقتل شريكه في الفيوم    قرار مهم من "التعليم" بشأن سداد مصروفات الصفوف الأولى للعام الدراسي 2026    «البحوث الإسلامية»: الحفاظ على البيئة واجب شرعي وإنساني    5 فواكه يساعد تناولها على تنظيف الأمعاء.. احرص عليها    مونديال الأندية فرصة مبابي الأخيرة للمنافسة على الكرة الذهبية    مواعيد مباريات الثلاثاء 17 يونيو - فلومينينسي ضد بوروسيا دورتموند.. وإنتر يواجه مونتيري    "المدرسة البرتغالية".. نجم الزمالك السابق يطلق تصريحات قوية بشأن الصفقات الجديدة    محافظ أسيوط يستقبل السفير الهندي لبحث سبل التعاون - صور    بلمسة مختلفة.. حسام حبيب يجدد أغنية "سيبتك" بتوزيع جديد    بدء الجلسة العامة للبرلمان لمناقشة الموازنة العامة    معهد ستوكهولم: سباق تسليح مخيف بين الدول التسع النووية    أمين الفتوى يكشف عن شروط صحة وقبول الصلاة: بدونها تكون باطلة (فيديو)    "الحرية المصري": نخوض الانتخابات البرلمانية بكوادر على غالبية المقاعد الفردية    محافظ المنيا يُكرم مديرة مستشفى الرمد ويُوجه بصرف حافز إثابة للعاملين    نجاح طبي جديد: استئصال ورم ضخم أنقذ حياة فتاة بمستشفى الفيوم العام    مهرجان الإسكندرية الدولي للفيلم القصير يواصل تألقه بعرض خاص في القاهرة    تأجيل محاكمة متهمين بإجبار مواطن على توقيع إيصالات أمانة بعابدين    تفوق جوى إسرائيلى يكشف هشاشة السلاح الجوى الإيرانى.. تقرير للقاهرة الإخبارية    شملت افتتاح نافورة ميدان بيرتي.. جولة ميدانية لمحافظ القاهرة لمتابعة أعمال تطوير حى السلام أول    محافظ أسوان يشيد بجهود صندوق مكافحة الإدمان فى الأنشطة الوقائية    وزير الرياضة يرد على الانتقادات: دعم الأهلي والزمالك واجب وطني.. ولا تفرقة بين الأندية    التعليم الفلسطينية: استشهاد أكثر من 16 ألف طالب وتدمير 111 مدرسة منذ بداية العدوان    البحوث الفلكية: الخميس 26 يونيو غرة شهر المحرم وبداية العام الهجرى الجديد    إيران ترحب ببيان الاجتماع الاستثنائى لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجى    إقبال كبير على عروض مسرح الطفل المجانية    المرور تحرر 47 ألف مخالفة متنوعة خلال 24 ساعة    مستشفيات الدقهلية تتوسع في الخدمات وتستقبل 328 ألف مواطن خلال شهر    الجيش الإسرائيلى يعلن مقتل رئيس الأركان الجديد فى إيران على شادمانى    ضبط 18 متهمًا بحوزتهم أسلحة و22 كيلو مواد مخدرة في حملة أمنية بالقاهرة    أسعار الخضروات والفاكهة في سوق العبور اليوم    بدء التشغيل التجريبي لمستشفى طب الأسنان بجامعة قناة السويس    «أمطار في عز الحر».. الأرصاد عن حالة الطقس اليوم الثلاثاء: «احذروا الشبورة»    الغردقة.. وجهة مفضلة للعرب المهاجرين في أوروبا لقضاء إجازاتهم    مصر تبحث مع وفد مؤسسة التمويل الدولية (IFC) تعزيز التعاون ودعم أولويات الحكومة    ما هي علامات قبول فريضة الحج؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمد عفيفي يكتب.. مبارك من محبسه :حاكموا المشير طنطاوي !
نشر في الدستور الأصلي يوم 05 - 12 - 2011

عماد اديب رجع يا رجالة .. كنت فين يا راجل واحنا بندور عليك .. والنبي وحشتنا وحشتنا وحشتنا .. في غيابك عننا .. وحشتنا وحشتنا .. 10 اشهر أسأل عنك ولامجيب ، وفي الأخر أراك رؤى العين مع زوجة أخيك لميس الحديدي لتزف إلينا البشرى بأنك ستطل علينا في يناير ببرنامجك " بهدوء" على نفس القناة .. يا أهلا بك وحمد لله ع السلامة يا بو أجمل ابتسامة.
مش وقته ولا مجاله أن استعرض رؤى السيد عماد اديب عما حدث في مصر وتقيمه للمرحلة الحالية والقادمة ، لكنني سأكتفى فقط بكلامه حين قالت له " مرات أخوه " ان بعض التعليقات تهاجمه وتتهمه أنه من الفلول ، ولا تنسى له حديثه الأشهر و" الأخيب " مع المخلوع حسني افندي مبارك وقت ان كان له سطوته وسلطته ، فرد عماد اديب رداً أفحمني ، وكأنه جاب الديب من ديله وقال : نعم لقد أجريت حديثاً مع مبارك ، ومستعد لو أتيحت لى الفرصة الآن أن أجري معه حديثاً أخر.
ياسلام .. ماهو طبعا لو أتيحت الفرصة لأى صحفي أن يقابل المخلوع أفندي حيقابله بالقطع ، لأنه سيعتبر سبقا صحفيا مذهلا .. لكن المهم ماذا ستقول له وفي أى شيء ستسأله ؟ هذه هى القضية .. وفي حالتك أنت تحديداً لا أشجعك أن تحاول الإقدام على هذه المغامرة.. لأن مبارك لن يقبل منك أن تنقلب عليه الآن تماشيا مع ظروف المرحلة ، ولا أن توجه له مجرد سؤال محرج ، وهو يعرفك مثلما يعرف نجليه جمال وعلاء ويمكن يقولك : انت مننا وفينا وبتاعنا كمان .. بس السؤال - يقول مبارك - ليه احنا بس اللي في السجن؟!
عموما ياعم عماد يا اديب انا سبقتك في هذا السبق وقابلت مبارك .. بس من غير ما يكون ماسك عليا ذلة .. لاعملت معاه حديث قبل كده ولا دلّعته ولا أخذته على حجري ، ولا قلت انت بابا وانت ماما وانت انور وجدي .. صحيح حديث كده وكده .. يعني مجرد حلم شفته في المنام ، لكنني أملك الجرأة ان أقول فيه وعنه ما أريد .. وصدقني لو أتيحت لى الفرصة أن أقابله بجد ، فسوف أسأله نفس الأسئلة التي ستطالعها الآن ، لكنني بالطبع لا أعرف بما سوف يجيب .. لذلك تركت الأمر لخيالي .. يسرح براحته وعلى مزاجه ، ولن يستطيع أحد محاسبتي - وان كنت مستعدا لها - فلم أسمع عن محاكمة أحد " شاف في الحلم مثلا انه قتل مراته " .. يروحوا لو أصروا على المحاسبة .. يحاكموا " فرويد ".!
أول ما فاجأني حين دخلت عليه جناحه الفاخر بالمستشفى أنه يمشي على قدميه .. عادي جداً .. واقف وصالب طوله.. ولاحظت أنه اعتنى بصبغ شعره لزوم التصوير رغم علمه أن الصورة عمرها ما هتطلع حلوة .. ولاحظ هو اندهاشي فبادرني قائلا : مالك فيه إيه ؟ .. مستغرب أوي إني ماشي على رجلي .. أنا زي الحصان ، واللي بيحصل في المحكمة تمثيلية محبوكة بمشورة المحامي العقر فريد الديب.
قلت : محبوكة إيه ونيلة إيه .. دي تمثيلية خايبة وعبيطة مش ممكن تدخل غير على واحد معتوه أو عبيط.
قال : المهم انت جي ليه وعايز إيه؟
قلت : جي أقابلك واتكلم معاك .. ومتهيألي انك عندك فكرة ووافقت.
رد : أيوه .. عموما حاول تقصّر في الكلام وتجيب م الآخر .. انا اللي فيا مكفيني .. ومش عايز وجع راس.
قلت : لو واحد غيري طلب مقابلتك فمن بالتحديد سوف ترحب به؟
رد دون تفكير : هما اتنين أو تلاتة .. الأول عماد اديب والتاني مفيد فوزي والثالث اسامة سرايا.
قلت : ما اسخم من ستي إلا سيدي .. التلاتة بعد وقعتك السودا انكتموا .. " اللمض " الوحيد فيهم هو مفيد فوزي .. لسه بيطلع في التليفزيون ويتكلم ويدافع عن نفسه انه كان مخدوع فيك وفي كل الحاشية بتاعتك.
سألني : وعماد اديب قال إيه بعد الثورة ؟
قلت : اثناء الثورة قال ان فيه ناس مدسوسة وفيه أجندات اجنبية والكلام الخايب ده .. وبعد الثورة ما نجحت طار واختفى عن الوجوه 10 اشهر وبعدين رجع.
قال : مش مهم .. المهم قال إيه عني؟
قلت : واشمعنى يعني عماد أديب اللي يهمك قال إيه عنك؟
رد : لأنه بتاعي وعمل معايا حديث محصلش قبل انتخابات 2005
قلت : تصدق وتآمن بالله .. الحديث ده بالتحديد كان أول مسمار في نعش جنابك.
قال : ليه .. مع إنه كان مترتب حلو .. وجابلي مخرج سيما مش عارف اسمه وواحد بتاع ماكياج اللي عمل ماكياج أحمد زكي في فيلم السادات ، وموسيقى وحركات قرعة .. حتى انا فاكر ساعتها قلت له : انا حسني مبارك مش عبد الحليم حافظ.
سألته : بس بأمانة .. وحياة ولادك ياشيخ .. المسألة مش كانت مترتبة ع الآخر؟
رد متسائلا : إزاى يعني ؟
قلت : يعني أكيد اتفقتم حتقولوا ايه وتعملوا ايه عشان الفيلم يطلع حلو
قال : طبعا كل شىء كان مترتب وبمشورة عماد نفسه والمخرج اللي معاه.
سألته : ولو عماد اديب طلب اجراء حديث معاك دلوقتي .. تفتكر حيسألك في إيه؟
قال : أجيب لك م الآخر
قلت : ياريت
قال : محدش من اصحابنا دول ممكن يجي ويعمل معايا حديث .. لأنه كل واحد انا عارف قال عني ايه بعد الثورة .. تصدق - ويمكن تستغرب - انا احترم اللي كان بينتقدني قبل الثورة وبقى على موقفه بعدها ، انما اللي كان بيغني لي ويتبارك بيا قبل الثورة ودلوقتي بيشتمني .. ده انسان حقير.
قلت : بس اى رئيس ميقدرش يستغنى عن اللي بيطبلوا له ويزمروا له .. لاهو يقدر يبعد عنهم ولا هم يطيقوا البعاد عنه.
قال : معاك حق .. اى واحد كبير .. رئيس .. وزير .. صاحب سلطة ومال تلاقي دايما حواليه مثل هؤلاء ، وفعلا هو ميقدرش يعيش من غيرهم .. بس عارف ليه ؟ .. زي ما قال اسامة انور عكاشة في " الشهد والدموع " عشان لما إيده تتوسخ يلاقي حاجة يمسح فيها!
قلت : انت صح .. من زمان والحكاية دي موجودة .. اللي كان على طول الخط مع عبد الناصر واللي كان مع السادات واللي كان معاك.
قال مبتسما : قصدك مع عبد الناصر الزعيم .. والسادات المؤمن .. ومبارك الرصين.. واصحابنا اللي جبت سيرتهم في الاول كانوا " مع .. الرصين ".
ضحكت وقلت : انت اللي بتقول مش انا.
رد : طبعا .. وانا حا خاف .. هما كانوا معايا وتحت طوعي .. وكانوا دايما يقولوا عني الرئيس الرصين .. يبقى هما " مع .. الرصين ".
قلت : سيبك منهم دلوقتي .. هم لا يستحقون ان نُشغل مساحة من الحوار لهم أو عنهم .. المهم انت عامل إيه؟
قال : زي ما انت شايف .. محبوس ومتنيّل على عين اللي خلفوني وعيالي في السجن .. حاجة زفت.
قلت : وايه رأيك في مصر بعد الثورة؟
قال : مش الثورة قامت عشان العيش والحرية والعدالة ؟
قلت : بالضبط
قال : اركن العيش على جنب .. وسيبك من الحرية دلوقتي .. وتعالى نتكلم في العدالة.
قلت : اوكيه .. عايز تقول إيه؟
سألني : انا هنا محبوس بتهمة إيه؟
قلت : بتهمة التحريض على قتل المتظاهرين.
قال : جميل .. وكم متظاهر مات في موقعة ماسبيرو وموقعة محمد محمود الأخيرة .. اللي من عشرة ايام تقريبا؟
قلت : أكتر من 70
قال : ومين جناب البيه المهم اللي مسؤول عن ادارة شئون البلاد حاليا؟
قلت : المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
قال : ومين رئيس المجلس ؟
قلت : المشير محمد حسين طنطاوي.
قال : يبقى لو فيه عدل بجد .. يجي جنبي هنا .. او يروح على طره جنب عيالي والعادلي ونظيف.
قلت : بس المشير مش هو اللي قتل
رد بحدة : وانا يعني مسكت البندقية وفتحت النار على المتظاهرين؟
.. المسؤلية هنا مسؤولية سياسية .. مين على رأس النظام .. ومين أمر ومين قال .. ياراجل انا كنت بتابع اللي بيحصل في محمد محمود .. 4 ايام ضرب نار وتخزيق عيون ، والمشير ساكت ، واللي اسمه عصام شرف مطنش والعيسوي افندي عامل مش واخد باله .. وفي الاخر بعد ما مات 40 ويمكن اكتر ، راح الجيش يبني الجدار العازل .. طيب معملش كده ليه من أول ساعة .. بس لسانكم طول كده معايا ، ودلوقتي محدش قادر يفتح بقه!!
قلت : لأ .. فيه لسه ناس جدعان وبيقولوا كده واكتر كمان .. اقصد طبعا اللي في ميدان التحرير.. مش العباسية.
قال : اللي في العباسية " هما هما " اللي كانوا في ميدان مصطفى محمود ايام الثورة .. بتوعي وانا عارفهم .. ثم وهو يضحك .. " هما دايما مع .. الرصين!
قلت : وشهد شاهد من اهله .. يعني انت دلوقتي بتقر ان اللي طلعوا ايام الثورة في مصطفى محمود متأجرين.
قال : طبعا .. هو فيه واحد عاقل في الدنيا كان يرضي باللي كان بيحصل؟
قلت : انت كمان بتعترف ان اللي كان بيحصل ايامك مسخرة؟
قال : أيوه مسخرة .. بس على رأى المثل القديم " قال يا فرعون ايه فرعنك .. قال ما لقتش حد يلمّني " .. انتم اللي كنتم ساكتين عليا 30 سنة لحد ما صدقت إني صح وماشي صح .. العيب فيكم مش فيا انا.
قلت : في ديه عندك حق .. بس في الأخر قمنا بالثورة وحصل اللي حصل.
قال : وثورة ايه ديه اللي رقصت ع السلم .. لا اللي فوق شافوها ولا اللي تحت سمعوها .. لاحصلت سما ولا أرض.
قلت : بس احنا مستمرين
قال : انتم مين؟
قلت : الثوار
قال : وهما فين الثوار ؟ .. أخدوا الاغلبية في مجلس الشعب؟
قلت : لأ .. الاخوان اكتسحوا ومعاهم السلفيين
قال : ويبقى ده مجلس شعب بعد الثورة .. الشباب الورد اللي عملها بره الصورة .. والكادر كله اخوان وسلفيين؟
قلت : الصندوق قال كلمته والشعب عايز كده.
قال : قصدك المجلس الحاكم عايز كده.
قلت : والمجلس ماله .. الحقيقة بذل مجهود كبير عشان الانتخابات تنجح ومحدش فينا شاف بلطجي واحد من اللي كنا بنشوفهم ايامك.
قال : بس طلعوا لكم ميت مرة في العشر اشهر الاخيرة.
قلت : ماهو كل ده من بقايا نظامك العفش ..
قال : انا موافق .. والنظام دلوقتي اللي مش عفش عمل لكم ايه؟
.. ياراجل يا طيب .. ايام الثورة مات الف شهيد .. بس دي كانت ثورة .. خلصت الثورة .. يموت ليه 70 ؟ .. واذا قلنا ان المجلس غير مسئول عن شهداء محمد محمود - مع انه مسئول - طيب تقول ايه عن شهداء ماسبيرو اللي دهستهم مدرعات الجيش؟
قلت : غريبة انك بتحفّزنا ضد المجلس العسكري ، مع ان شهادة المشير كانت في صالحك.
قال : سيبك من شهادة المشير .. المحاكمة كلها وبقولها لك بصوت عالي تمثيل في تمثيل ..أرجع لموضوعنا الاساسي .. ليه انا بتحاكم على جريمة .. والمتهم بنفس الجريمة دلوقتي حر طليق؟!
قلت : انت عايزنا نحاكم المشير؟
قال : يا سلام .. أمال شاطرين بس تحاكموني انا .. اسمع بقى الكلمتين دول مني وانشرهم على مسئوليتي .. قسما بالله اذا لم تتم محاسبة المشير وعصام افندي شرف ومنصور بيه العيسوى على قتل المتظاهرين فسوف الجأ الى محكمة العدل الدولية عشان اجيب حقي .. الحق أحق أن يتّبع .. والقانون فوق الجميع .. وأكتر من كده .. ان شاء الله حاخرج براءة واطالب الشعب المصري بتعويض عن حبستي السودا وبهدلتي وانا فوق التمانين.
قلت : اصبر شوية ياعم مبارك .. كلها 6 اشهر والمجلس يسلم الحكم لرئيس مدني واللي عايزه ربنا .. يكون.
فرد ساخرا : إبقى قابلني .
سألته : قصدك إيه ؟
فرد بنفس السخرية : يدّيني ويدّيك طولة العمر!!
عماد اديب رجع يا رجالة .. كنت فين يا راجل واحنا بندور عليك .. والنبي وحشتنا وحشتنا وحشتنا .. في غيابك عننا .. وحشتنا وحشتنا .. 10 اشهر أسأل عنك ولامجيب ، وفي الأخر أراك رؤى العين مع زوجة أخيك لميس الحديدي لتزف إلينا البشرى بأنك ستطل علينا في يناير ببرنامجك " بهدوء" على نفس القناة .. يا أهلا بك وحمد لله ع السلامة يا بو أجمل ابتسامة.
مش وقته ولا مجاله أن استعرض رؤى السيد عماد اديب عما حدث في مصر وتقيمه للمرحلة الحالية والقادمة ، لكنني سأكتفى فقط بكلامه حين قالت له " مرات أخوه " ان بعض التعليقات تهاجمه وتتهمه أنه من الفلول ، ولا تنسى له حديثه الأشهر و" الأخيب " مع المخلوع حسني افندي مبارك وقت ان كان له سطوته وسلطته ، فرد عماد اديب رداً أفحمني ، وكأنه جاب الديب من ديله وقال : نعم لقد أجريت حديثاً مع مبارك ، ومستعد لو أتيحت لى الفرصة الآن أن أجري معه حديثاً أخر.
ياسلام .. ماهو طبعا لو أتيحت الفرصة لأى صحفي أن يقابل المخلوع أفندي حيقابله بالقطع ، لأنه سيعتبر سبقا صحفيا مذهلا .. لكن المهم ماذا ستقول له وفي أى شيء ستسأله ؟ هذه هى القضية .. وفي حالتك أنت تحديداً لا أشجعك أن تحاول الإقدام على هذه المغامرة.. لأن مبارك لن يقبل منك أن تنقلب عليه الآن تماشيا مع ظروف المرحلة ، ولا أن توجه له مجرد سؤال محرج ، وهو يعرفك مثلما يعرف نجليه جمال وعلاء ويمكن يقولك : انت مننا وفينا وبتاعنا كمان .. بس السؤال - يقول مبارك - ليه احنا بس اللي في السجن؟!
عموما ياعم عماد يا اديب انا سبقتك في هذا السبق وقابلت مبارك .. بس من غير ما يكون ماسك عليا ذلة .. لاعملت معاه حديث قبل كده ولا دلّعته ولا أخذته على حجري ، ولا قلت انت بابا وانت ماما وانت انور وجدي .. صحيح حديث كده وكده .. يعني مجرد حلم شفته في المنام ، لكنني أملك الجرأة ان أقول فيه وعنه ما أريد .. وصدقني لو أتيحت لى الفرصة أن أقابله بجد ، فسوف أسأله نفس الأسئلة التي ستطالعها الآن ، لكنني بالطبع لا أعرف بما سوف يجيب .. لذلك تركت الأمر لخيالي .. يسرح براحته وعلى مزاجه ، ولن يستطيع أحد محاسبتي - وان كنت مستعدا لها - فلم أسمع عن محاكمة أحد " شاف في الحلم مثلا انه قتل مراته " .. يروحوا لو أصروا على المحاسبة .. يحاكموا " فرويد ".!
**********


اول ما فاجأني حين دخلت عليه جناحه الفاخر بالمستشفى أنه يمشي على قدميه .. عادي جداً .. واقف وصالب طوله.. ولاحظت أنه اعتنى بصبغ شعره لزوم التصوير رغم علمه أن الصورة عمرها ما هتطلع حلوة .. ولاحظ هو اندهاشي فبادرني قائلا : مالك فيه إيه ؟ .. مستغرب أوي إني ماشي على رجلي .. أنا زي الحصان ، واللي بيحصل في المحكمة تمثيلية محبوكة بمشورة المحامي العقر فريد الديب.
قلت : محبوكة إيه ونيلة إيه .. دي تمثيلية خايبة وعبيطة مش ممكن تدخل غير على واحد معتوه أو عبيط.
قال : المهم انت جي ليه وعايز إيه؟
قلت : جي أقابلك واتكلم معاك .. ومتهيألي انك عندك فكرة ووافقت.
رد : أيوه .. عموما حاول تقصّر في الكلام وتجيب م الآخر .. انا اللي فيا مكفيني .. ومش عايز وجع راس.
قلت : لو واحد غيري طلب مقابلتك فمن بالتحديد سوف ترحب به؟
رد دون تفكير : هما اتنين أو تلاتة .. الأول عماد اديب والتاني مفيد فوزي والثالث اسامة سرايا.
قلت : ما اسخم من ستي إلا سيدي .. التلاتة بعد وقعتك السودا انكتموا .. " اللمض " الوحيد فيهم هو مفيد فوزي .. لسه بيطلع في التليفزيون ويتكلم ويدافع عن نفسه انه كان مخدوع فيك وفي كل الحاشية بتاعتك.
سألني : وعماد اديب قال إيه بعد الثورة ؟
قلت : اثناء الثورة قال ان فيه ناس مدسوسة وفيه أجندات اجنبية والكلام الخايب ده .. وبعد الثورة ما نجحت طار واختفى عن الوجوه 10 اشهر وبعدين رجع.
قال : مش مهم .. المهم قال إيه عني؟
قلت : واشمعنى يعني عماد أديب اللي يهمك قال إيه عنك؟
رد : لأنه بتاعي وعمل معايا حديث محصلش قبل انتخابات 2005
قلت : تصدق وتآمن بالله .. الحديث ده بالتحديد كان أول مسمار في نعش جنابك.
قال : ليه .. مع إنه كان مترتب حلو .. وجابلي مخرج سيما مش عارف اسمه وواحد بتاع ماكياج اللي عمل ماكياج أحمد زكي في فيلم السادات ، وموسيقى وحركات قرعة .. حتى انا فاكر ساعتها قلت له : انا حسني مبارك مش عبد الحليم حافظ.
سألته : بس بأمانة .. وحياة ولادك ياشيخ .. المسألة مش كانت مترتبة ع الآخر؟
رد متسائلا : إزاى يعني ؟
قلت : يعني أكيد اتفقتم حتقولوا ايه وتعملوا ايه عشان الفيلم يطلع حلو
قال : طبعا كل شىء كان مترتب وبمشورة عماد نفسه والمخرج اللي معاه.
سألته : ولو عماد اديب طلب اجراء حديث معاك دلوقتي .. تفتكر حيسألك في إيه؟
قال : أجيب لك م الآخر
قلت : ياريت
قال : محدش من اصحابنا دول ممكن يجي ويعمل معايا حديث .. لأنه كل واحد انا عارف قال عني ايه بعد الثورة .. تصدق - ويمكن تستغرب - انا احترم اللي كان بينتقدني قبل الثورة وبقى على موقفه بعدها ، انما اللي كان بيغني لي ويتبارك بيا قبل الثورة ودلوقتي بيشتمني .. ده انسان حقير.
قلت : بس اى رئيس ميقدرش يستغنى عن اللي بيطبلوا له ويزمروا له .. لاهو يقدر يبعد عنهم ولا هم يطيقوا البعاد عنه.
قال : معاك حق .. اى واحد كبير .. رئيس .. وزير .. صاحب سلطة ومال تلاقي دايما حواليه مثل هؤلاء ، وفعلا هو ميقدرش يعيش من غيرهم .. بس عارف ليه ؟ .. زي ما قال اسامة انور عكاشة في " الشهد والدموع " عشان لما إيده تتوسخ يلاقي حاجة يمسح فيها!
قلت : انت صح .. من زمان والحكاية دي موجودة .. اللي كان على طول الخط مع عبد الناصر واللي كان مع السادات واللي كان معاك.
قال مبتسما : قصدك مع عبد الناصر الزعيم .. والسادات المؤمن .. ومبارك الرصين.. واصحابنا اللي جبت سيرتهم في الاول كانوا " مع .. الرصين ".
ضحكت وقلت : انت اللي بتقول مش انا.
رد : طبعا .. وانا حا خاف .. هما كانوا معايا وتحت طوعي .. وكانوا دايما يقولوا عني الرئيس الرصين .. يبقى هما " مع .. الرصين ".
قلت : سيبك منهم دلوقتي .. هم لا يستحقون ان نُشغل مساحة من الحوار لهم أو عنهم .. المهم انت عامل إيه؟
قال : زي ما انت شايف .. محبوس ومتنيّل على عين اللي خلفوني وعيالي في السجن .. حاجة زفت.
قلت : وايه رأيك في مصر بعد الثورة؟
قال : مش الثورة قامت عشان العيش والحرية والعدالة ؟
قلت : بالضبط
قال : اركن العيش على جنب .. وسيبك من الحرية دلوقتي .. وتعالى نتكلم في العدالة.
قلت : اوكيه .. عايز تقول إيه؟
سألني : انا هنا محبوس بتهمة إيه؟
قلت : بتهمة التحريض على قتل المتظاهرين.
قال : جميل .. وكم متظاهر مات في موقعة ماسبيرو وموقعة محمد محمود الأخيرة .. اللي من عشرة ايام تقريبا؟
قلت : أكتر من 70
قال : ومين جناب البيه المهم اللي مسؤول عن ادارة شئون البلاد حاليا؟
قلت : المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
قال : ومين رئيس المجلس ؟
قلت : المشير محمد حسين طنطاوي.
قال : يبقى لو فيه عدل بجد .. يجي جنبي هنا .. او يروح على طره جنب عيالي والعادلي ونظيف.
قلت : بس المشير مش هو اللي قتل
رد بحدة : وانا يعني مسكت البندقية وفتحت النار على المتظاهرين؟
.. المسؤلية هنا مسؤولية سياسية .. مين على رأس النظام .. ومين أمر ومين قال .. ياراجل انا كنت بتابع اللي بيحصل في محمد محمود .. 4 ايام ضرب نار وتخزيق عيون ، والمشير ساكت ، واللي اسمه عصام شرف مطنش والعيسوي افندي عامل مش واخد باله .. وفي الاخر بعد ما مات 40 ويمكن اكتر ، راح الجيش يبني الجدار العازل .. طيب معملش كده ليه من أول ساعة .. بس لسانكم طول كده معايا ، ودلوقتي محدش قادر يفتح بقه!!
قلت : لأ .. فيه لسه ناس جدعان وبيقولوا كده واكتر كمان .. اقصد طبعا اللي في ميدان التحرير.. مش العباسية.
قال : اللي في العباسية " هما هما " اللي كانوا في ميدان مصطفى محمود ايام الثورة .. بتوعي وانا عارفهم .. ثم وهو يضحك .. " هما دايما مع .. الرصين!
قلت : وشهد شاهد من اهله .. يعني انت دلوقتي بتقر ان اللي طلعوا ايام الثورة في مصطفى محمود متأجرين.
قال : طبعا .. هو فيه واحد عاقل في الدنيا كان يرضي باللي كان بيحصل؟
قلت : انت كمان بتعترف ان اللي كان بيحصل ايامك مسخرة؟
قال : أيوه مسخرة .. بس على رأى المثل القديم " قال يا فرعون ايه فرعنك .. قال ما لقتش حد يلمّني " .. انتم اللي كنتم ساكتين عليا 30 سنة لحد ما صدقت إني صح وماشي صح .. العيب فيكم مش فيا انا.
قلت : في ديه عندك حق .. بس في الأخر قمنا بالثورة وحصل اللي حصل.
قال : وثورة ايه ديه اللي رقصت ع السلم .. لا اللي فوق شافوها ولا اللي تحت سمعوها .. لاحصلت سما ولا أرض.
قلت : بس احنا مستمرين
قال : انتم مين؟
قلت : الثوار
قال : وهما فين الثوار ؟ .. أخدوا الاغلبية في مجلس الشعب؟
قلت : لأ .. الاخوان اكتسحوا ومعاهم السلفيين
قال : ويبقى ده مجلس شعب بعد الثورة .. الشباب الورد اللي عملها بره الصورة .. والكادر كله اخوان وسلفيين؟
قلت : الصندوق قال كلمته والشعب عايز كده.
قال : قصدك المجلس الحاكم عايز كده.
قلت : والمجلس ماله .. الحقيقة بذل مجهود كبير عشان الانتخابات تنجح ومحدش فينا شاف بلطجي واحد من اللي كنا بنشوفهم ايامك.
قال : بس طلعوا لكم ميت مرة في العشر اشهر الاخيرة.
قلت : ماهو كل ده من بقايا نظامك العفش ..
قال : انا موافق .. والنظام دلوقتي اللي مش عفش عمل لكم ايه؟
.. ياراجل يا طيب .. ايام الثورة مات الف شهيد .. بس دي كانت ثورة .. خلصت الثورة .. يموت ليه 70 ؟ .. واذا قلنا ان المجلس غير مسئول عن شهداء محمد محمود - مع انه مسئول - طيب تقول ايه عن شهداء ماسبيرو اللي دهستهم مدرعات الجيش؟
قلت : غريبة انك بتحفّزنا ضد المجلس العسكري ، مع ان شهادة المشير كانت في صالحك.
قال : سيبك من شهادة المشير .. المحاكمة كلها وبقولها لك بصوت عالي تمثيل في تمثيل ..أرجع لموضوعنا الاساسي .. ليه انا بتحاكم على جريمة .. والمتهم بنفس الجريمة دلوقتي حر طليق؟!
قلت : انت عايزنا نحاكم المشير؟
قال : يا سلام .. أمال شاطرين بس تحاكموني انا .. اسمع بقى الكلمتين دول مني وانشرهم على مسئوليتي .. قسما بالله اذا لم تتم محاسبة المشير وعصام افندي شرف ومنصور بيه العيسوى على قتل المتظاهرين فسوف الجأ الى محكمة العدل الدولية عشان اجيب حقي .. الحق أحق أن يتّبع .. والقانون فوق الجميع .. وأكتر من كده .. ان شاء الله حاخرج براءة واطالب الشعب المصري بتعويض عن حبستي السودا وبهدلتي وانا فوق التمانين.
قلت : اصبر شوية ياعم مبارك .. كلها 6 اشهر والمجلس يسلم الحكم لرئيس مدني واللي عايزه ربنا .. يكون.
فرد ساخرا : إبقى قابلني .
سألته : قصدك إيه ؟
فرد بنفس السخرية : يدّيني ويدّيك طولة العمر!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.