في العيد الماضي كتبت في جريدة الانباء الكويتية حوارا مع خروف على صفحة كاملة بعنوان : خروف مثقف ضربني في مقتل وكشف لي الحقيقة .. وحقيقة الأمر عندما أشرع في كتابة مقال من هذه النوعية ..حوار مع حمار مع خروف مع كلب او جاموسة، لايكون في ذهني إلا فكرة الحوار، أما الحديث فيأتي تلقائيا كالذي يكتب قصة، ويجد أبطاله ينطقون وحدهم ويتحركون ويتراقصون دون إرادة منه. على الورق. وخروف العيد الماضي فعلا مسّخرني وسخر مني ومن صنف البني أدمين بشكل عام وقال لي فيما قاله ان التضحية بي شرف نستشعره كخراف لأننا نلبي نداء رب العالمين ،اما التضحية بالبني أدم عندكم فشىء يدعو للرثاء .. أرخص شىء عندكم هو الانسان ..الحمار أكثر قيمة والحيوان بصفة عامة يُعمل له حساب .. هذا محتوى حواري معه العام الماضي، أما هذا العيد فقد جئته فاتحاً صدري ومنتشياً كي أرد له الصاع صاعين ، فقد قمنا بالثورة ونجحنا وأدركنا بعد سنوات ليست أبدا بالقليلة قيمة الإنسان كإنسان.. فما عساه ان يقول لي هذه المرة ..؟ وهل فعلا شعر هو – اقصد الخروف – ان الأمور تغيرت وصرنا كبني أدميين أكثر إحتراما وإعتزازا بالنفس؟ لكنه بصفة عامة خروف مشاكس لايعجبه العجب ولا الصيام في رجب ..على طول متمرد ، فما أن رأني إلا وتذكرني ، فرحب بي ترحابا لم يُرضيني وكأنه يقول لي قبل ان نبدأ الحوار : متتنفخش أوى كده وكأنك جبت الديب من ديله .. .انتم يادوبك بتقولوا بسم الله الرحمن الرحيم. فقلت له : إيه ياعم الخروف ..انت مفيش حاجة عاجباك ..لو سكتنا ورضينا بالمقسوم مش عاجب .. لو غضبنا وقمنا بثورة برضه مش عاجب .. ايه حكايتك بالضبط؟ رد : لاحكاية ولا رواية .. انا بس عايز اللي يعمل حاجة يكمّلها للآخر .. مش في وسط الطريق ويقف ! قلت : طيب قبل ماتبدأ معايا محاضرتك الفلسفية قل لي إيه رأيك في الثورة اللي عملناها ؟ رد : حاجة حلوة .. بس ماكنش قدامكم خيار اخر .. إما ان تقوموا .. واما تقوم قيامتكم .. عايز أقول مش عبقرية مطلوب مني ان أنحني أمامكم إجلالا وتقديراً . لكن ده الشىء الطبيعي اللي كان مفروض يحصل من زمان.. اللي غضبان من شىء لابد من الثورة عليه .. مش اختراع صدقني .. هو ده الطبيعي .. انتم اللي اتأخرتم اكتر من اللازم. قلت : بس عملناها في الآخر ونجحنا رد وقاطعني : قصدك وريّحنا! قلت : تقصد إيه؟ .. على فكرة انت غريب اوي ، ومن السنة اللي فاتت وانت كلامك زي السم .. عقّدتني في عيشتي قال : ياسبحان الله .. بقى اللي يحركك وينّور طريقك يبقى عقّدك في عيشتك .. يا أخي بدل ماتشكرني وتقوللي كتر خيرك .. جي تقوللي كاني وماني .. انا كشفت لك الحقيقة وجبتها لك على بلاطة .. حالكم ماكنش عاجبني واديك أهو جي ونافخ نفسك ع الآخر .. كأنك فتحت عكا. قلت : يعني مانتش مبسوط م الثورة ؟ قال : سؤال غبي لامؤاخذة .. مفيش حد يكره الحرية والكرامة .. إنما تعمل ثورة وتقعد وتبلط فيها وخلاص خلص الفيلم .. غلط وأكبر غلط. قلت : انت كده بتقل أدبك معايا .. حتعملي فيها جيفارا .. انت رحت ولا جيت خروف .. لامؤاخذة اللي معاه يشتريك ويدبحك. إغتاظ من كلامي ورد : كويس إنك قلتها .. اللي معاه يشتريني ويدبحني .. انتم بقى - ولو ح تزعل اتفلق- اللي معاه واللي معهوش كان بيشتري ويبيع فيكم ويدبحكوا ومالكوش ديّة. قلت : "كان" .. ياعم الخروف فعل ماضي .. المهم إحنا دلوقتي زي الورد وميت فل وعشرة . قال : تعرف أوحش حاجة الناس بتقولها .. " كان " فعل ماضي ماتسيبه في حاله والماضي احنا مالنا وماله .. " كان " ديه المفروض تبقى فعل ماضي ومضارع ومستقبل كمان. قلت : انت حتخرب قواعد اللغة .. إش فهّمك انت في النحو. قال : وانا مال أمي ومال النحو ..انا جبت لك سيرته .. وزعلان أوي ان بقول إنك غبي ؟ قلت : تاني .. يعني مش ناوي تجيبها البر.. مرتين في أقل من سطرين تقول عني غبي؟ رد : مانت مش فاهم .. أقولك " كان " مينفعش تبقى ماضي تقوللي إني حمار في النحو .. معنى كده انك مش فاهم قصدي .. يبقى مين الحمار فينا؟ قلت : بقولك إيه مفيش داعي نشرشح لبعض .. خلينا نتكلم في المفيد يمكن أطلع منك بحاجة جديدة. قال : ماشي .. بس اسمعني كويس قلت : واديني بسمعك.. اتكلم قال : عملتوا إيه مع اسرائيل لمّا قتلت 7 من رجالتكم ع الحدود؟ قلت : عملنا فيها عيشة .. تفتكر حنعمل إيه.. الكبار اللي عندنا عملوا البدع وفي الآخر اعتذرت رسميا عن قتلها 7 من خيرة شباب مصر. قال : متهيألي الاعتذار تم ضمن صفقة تبادل شاليط بأكثر من ألف سجين .. مش كده ؟ قلت : بالضبط قال : واعتبرتوا هذه الصفقة هى صفقة العمر .. واحد اسرائيلي معفن بأكثر من ألف عربي .. بذمتك مش مكسوفين من نفسكم؟ قلت : حتى ديه مش عاجباك .. إديناهم واحد ميسواش نكلة وأخدنا منهم أكثر من الف .. رد : اهو اللي ميسواش نكلة ده في نظركم بألف واحد عندكم .. حتى لو كان جثة هامدة برضه لها قيمة وتساومك عليها .. وفرحان اوي وتقوللي صفقة شاليط .. ياعم رووووح اتنيل. قلت : مقبولة منك .. ايه تاني عايز تقوله ؟ قال : ايه حكاية المادة 9 في الدستور اللي قالبه الدنيا؟ قلت : مادة تنص على ان ميزانية الجيش ماحدش يقرب منها ولايعرف تفاصيلها .. ومش من حق مجلس الشعب انه يعرف بنودها تفصيلا. قال : وإيه الغريب في كده ؟ قلت : ياسلام إنت شايف ان ده طبيعي؟ قال : طبعا .. وتسلسل منطقى للترييحة اللي ريّحتوها بعد الثورة .. المسألة واضحة وضوح الشمس .. الجيش عنده خبايا وحواديت ودولة تانية أو دولة داخل دولة .. وقف معاكم وحماكم .. حتيجي تعمل لي فيها عنتر ونفتح الملفات؟ لا ياحبيبي انسى قلت : ده كلامك ولا كلام المجلس ؟ قال : وانا يعني كنت شفت المجلس فين .. انا بس باخد وادي معاك في الكلام .. المادة اللي انت بتقول عليها نمرة 9 مادة مضحكة .. وتُدين صاحبها أو اللي حطها وعايزها تمشي وتمر .. يعني إيه محدش له دعوة بميزانية الجيش .. هو جيش مصر ولا جيش حليمة ؟ قلت : بس احنا واثقين في جيشنا والدليل ان المجلس العسكري انشأ جهاز الكسب غير المشروع في القوات المسلحة. قال : وده كان موجود ضمن المحاكم العسكرية ؟ قلت : ياعم بقولك أنشأ .. تقوللي كان موجود ولا لأ .. طبعا ماكنش موجود. رد : ومسألتش نفسك هو عمل كده ليه ؟ قلت : ليه يافصيح ؟ قال : عشان يبقى زيتنا في دقيقنا واللي يغلط عندنا نحاسبه دكاكيني. قلت : بقولك إيه .. انت كده بتخبط في الحلل جامد ومتورطنيش معاك في الكلام. قال : وانت خايف من إيه.. لو حد كلّمك .. قل لهم الخروف هو اللي قال .. والجدع فيهم يجي يحاسبني . قلت : ياسلام على استعباطك يا أخي .. اقول لهم الخروف هواللي بيقول .. مانت فاهم الفولة .. وانت أساساً بتتكلم ؟ رد : قول لهم من جبروتكم خليتوا الخروف ينطق قلت : بس عايز اسألك .. تفتكرإيه اللي في ذهن المجلس العسكري؟ رد : وانا إش عرّفني .. هو انا بقرا الكف ولا بضرب الودع قلت : أديني إديتك فكرة عامة ع اللي بيحصل .. تفتكر بقى مصر رايحة على فين؟ رد : انتم عايزين تروحوا بيها على فين ؟ قلت : على بر الأمان طبعا .. أمال الثورة واللي ماتوا فداها كانت فيلم رد : يبقى لازم تستمروا وتتسمروا على موقفكم لحد ماتوصلوا لهدفكم. قلت : المشكلة ان المجلس دلوقتي بيظهر لنا العين الحمرا وعامل رقابة عسكرية على الصحف واللي بيعترض عليه ومش عاجبه شغلهم يسجنوه او يحوّلوه لمستشفى المجانين. رد ضاحكا : جديدة دي .. مستشفى المجانين مرة واحدة؟ قلت : ايوه والله العظيم .. ده فيه حتى دكتورة محترمة رفضت في بيان تحويل النشطاء السياسيين للصحة النفسية قام وزير الصحة اللي هو م الثوارأساسا حولها للتحقيق؟ قال : الوزير ده هو اللي يستحق التحقيق وتحويله لمستشفى الامراض العصبية للكشف على مدى سلامة قواه العقلية. قلت: والله إنك محترم وبتتكلم صح. قال : أنا خروف صحيح .. بس دماغي توزن بلد قلت : قاعد تسخّن في أمي م الصبح وفي الآخر محدش حيجي ناحيتك ..واحنا اللي حنشيل الليلة. قال باسماً : وانت عايزني أندبح لوحدي ع العيد؟ قلت : ده إيه الحقد ده .. بقى عشان سيادتك حتندبح ع العيد .. يندبح معاك شعب كامل. قال : ياعم انا بضحك معاك .. مفيش حد حيقدر يدبحكوا تاني طول مانتوا واقفين زي الاسد في وش التخين. قلت : واذا حصل وسمعت نصيحتك .. وبعدين رحنا كلنا في ابو نكلة؟ رد : يبقى كفاكم أن نلتم شرف الشهادة. قلت : فكرك كده؟ قال : مفيش غير كده ..إما الموت وإما الحياة .. واللي مش عاجبه يخبط راسه في أقرب وحدة أو قشلاق يقابله. قلت : تصدق إنك بتتكلم صح قال وهو يودعني : نصيحة ببلاش خدها مني .. الكترة تغلب الشجاعة .. وانتم ماشاء الله 85 مليون .. والله لو قدامكم مين لازم ينخ.